حتى الثقافة في روسيا لم تنجُ من المقاطعة| بقلم معن بشور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
بغضّ النظر عن التباين في المواقف مما يجري في أوكرانيا،بين معارض لهذه الحرب وبين متفهّم للدوافع الروسية وراءها، تبرز ظاهرة خطيرة على مستوى الغرب الأوروبي والاطلسي تتمثّل بهذه الروح العنصرية الخطرة التي تصدر أحياناً على لسان سياسيين واعلاميين ضد من هم لا يملكون “البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر” ، مما يكشف كم هي دفينة العنصرية في هذه المجتمعات التي تغالي في الادعاء باحترامها لحقوق الانسان وللمساواة بين البشر.
ولكن ما هو خطر أيضاً قيام مؤسسات ثقافية وفنية ورياضية بأتخاذ إجراءات حظر كل انتاج روسي وابداع ادبي شهدته تلك البلاد منذ ما قبل الثورة البلشفية ، وبالتأكيد ما قبل الرئيس بوتين.
فبعض الجامعات الاوروبية حرّمت دراسة الادب الروسي، بمعنى ان العالم ليس من حقه ان يطّلع على انتاج مكسيم غوركي وديستويفسكي و كبار الروائيين الروس، كذلك تم حظر مقطوعات موسيقية لتشايفسكي في اكثر من احتفال في الغرب، ناهيك عن قرار اتحاد كرة القدم في العالم (الفيفا) بمنع مشاركة روسيا في كل الدورات العالمية.
كل هذا يؤكد أمرين، الاول وجود روح عنصرية اقصائية متفشية داخل هذه المجتمعات، والأمر الأخر هو عدم الفصل بين السياسة والحروب وبين القضايا الإنسانية الجامعة كالأدب والموسيقى والرياضة، ناهيك عن القضايا الاقتصادية.
انها سقطة جديدة لحكومات الغرب وبعض مجتمعاتها تكشفها الحرب في اوكرانيا، وهي بالتأكيد سقطة لن تزيد دول الغرب الأطلسي إلاّ عزلة عن كل العالم الذي لا يملك أبناؤه “بشرة بيضاء وعيون زرقاء وشعر أشقر” .
فهل نحن أمام نازية جديدة تحتضن نازيين جدداً، في أوكرانيا يريدون الانتقام من روسيا التي على يديها هزمت النازية الهترلية في الحرب العالمية الثانية.