السياسي الذي يعزف على طريقة الفيلسوف الفارابي | بقلم علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
ينقل عن الفارابي (المعلم الثاني) كما يحب أن يطلق عليه من يهتم بالفلسفة أنه كان مولعًا بالموسيقى حتى إنَّهُ صنع ألةً شبيهةً بالقانون فعزف أمام الحاضرين فأضحكهم ثم عزف مرةً ثانيةً فأبكاهم وفي الثالثة أنامهم.
بعض السياسين المخادعين يتلاعب بالجمهور ولكن لا على طريقة الفارابي لأنه لم يعزف أنذاك من أجل خداع جمهوره أو حرفهم عن المسير أو حتى تنويمهم بهذه الطريقة، وإنما أراد أن يوصل فعل الموسيقى الى أذهان السامع ويستلذ بها.
أما السياسي فهو يكذب حتى يصدقه الجمهور ويكذب حتى يصدق نفسه، ويحيط نفسه بكمية من الأكاذيب ويتقمص الدور وكأنه على خشبة المسرح ويعيش في عالم اخر، ولكنه لا يستفيق كما يفعل الممثل عندما تصفق له الجماهير في نهاية العرض أما السياسيي الذي نتحدثُ عنه لا يستفيق إلا بضربة موجعة من الجماهير.
تُرى كم هم من هذا النوع ؟
فكلما تسمع خطاباً أو لقاءً مصورا لاحدهم إلا وتستحضر وصف السياسي أعلاه.
فالسياسي يبدأ بذكر س وسوف المستقبلية ليزرع الامل في نفوس الحاضرين، وبعد مدة يتحدث عن كان و كانوا ليقول بعدها ان الاسباب التي حالت دون أن اقدم شيئا هي استهداف لي لنتباكى عليه !!.
فهو يؤمل الجماهير، ثم ينومهم وبعدها يبكيهم عندما تكتشف الجماهير تلاشي الوعود وخسارة من الزمن في انتظاره، هذا النوع تجده في مراحل معينة من حياة الاوطان التي تمر بمراحل الانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية ونرى من هذه النماذج وقد تسلقت مناصب تنفيذية بضربة حظ، كما هي بورصة تداول الاسهم والاموال عندما يحصل هذا او ذاك على أموال لم تكن في الحسبان لتضارب العملة او لحصول هزة في الاسواق فإنَّ الديمقراطية العراقية تبرز لنا هذا أو ذاك فيعيش الدور ويبدأ بعزف معزوفته الفارابية بحسب المصلحة فيضحك الجمهور او يبكيهم او ينومهم.
وتستمر المعضلة في الديمقراطية العراقية الفريدة في نوعها في العالم.