“اليهود” فاوضوا على بقرة فهل سيتنازل الصهاينة عن القدس؟ كتب أكرم ناظم بزي
شر البلية ما يضحك منظمة التحرير: “التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية”. يبدو أن رأس المنظمة نسي “اوسلو” والتنسيق الامني مع العدو؟ يتهمون غيرهم بالخيانة وهم يمارسون التطبيعَ والتنسيق واعتقال المناضلين والمقاومين الشرفاء منذ توقيع أوسلو ولغاية الآن وبعد كل ما جرى على الفلسطينيين والعرب من ويلات وحروب ما زال رأس السلطة الفلسطينية متمسكاً به…
لا أعرف ما الذي يجعل شخصاً على رأس السلطة الفلسطينية، بعد كل الذي جربه مع الصهاينة وبعد كل المفاوضات التي كان يديرها معهم أيام الراحل أبو عمار وما بعده، فالمعاناة التي تكبدها الشعب الفلسطيني جرّاء اتفاقية أوسلو وبنودها وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية تضاعفت مئات المرات عما كانت عليه قبل، فالوضع الاجتماعي والاقتصادي والامني عاد الى الوراء الى ما قبل دخول السلطة الفلسطينية الى الضفة الغربية.
أبو مازن ما زال متمسكاً باتفاقية أوسلو وكأنه “صلح الحديبية” أو “عهدة عمر بن الخطاب”، أي مفاوضات هذه مع الصهاينة؟ الرئيس الراحل حافظ الاسد عندما اطلع على الاتفاقية، قال: “كل بند فيها يحتاج الى اتفاقية”،
في الحقيقة أن الاتفاقية كانت بالنسبة لأحد مُعديها الرئيسيين – رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين- خياراً احتياطياً. كان رابين متردداً بشأن اتفاقية أوسلو: كان يفضل سياسة “سوريا أولاً”، ثم قرر المضي قدماً في مفاوضات أوسلو فقط عندما اكتشف أنه ليس لديه خيار سوري قابل للتطبيق، على الأقل في صيف 1993”. خلال الأشهر الأربعة التالية توصل المشاركون في الحوار السري الإسرائيلي الفلسطيني الثاني في أوسلو إلى نقاط مبدئية، في حين تعثرت المفاوضات الإسرائيلية السورية بسبب رفض الأسد شرح ما ينطوي عليه السلام مع إسرائيل في رأيه -ما إذا كان سيشمل التطبيع وما الترتيبات الأمنية- قبل أن تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان. فشلت كل الجهود التي بذلتها إدارة كلينتون لإقناع الأسد بتبني موقفٍ أكثر مرونة. كان رابين قد أيد مسار أوسلو بعد بضعة أسابيع من إطلاقه ورصد التقدم الذي أحرزه، لكنه ظل متردداً بشأنه. (المصادر). وسأل وزير الخارجية الأميركي في آب 1993 وارن كريستوفر رابين عنها، بالنظر إلى هذا التحول الدراماتيكي والمفاجئ، ما الذي كان سيحدث على الجبهة الفلسطينية (كان قد أطلعه فريقه على الاتفاق المرتقب في أوسلو). وكان رد رابين أنه في حال التوصل إلى اتفاق مع سوريا، فإن الاتفاق مع الفلسطينيين سيقتصر على غزة. هذا خلال المفاوضات في مرحلة أوسلو فما بالك اليوم.
يحضرني هنا الآية الكريمة في القرأن الكريم: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) (البقرة : 73)، في هذه السورة المباركة يروي لنا القرأن المجيد كيف أن اليهود فاوضوا الله جل وعلا من خلال رسوله موسى عليه السلام، تخيلوا اليهود يفاوضون الله! فاوضوه على بقرة وهو الذي خلقهم وخلقها، وكان الهدف كشف جريمة الخ…
هؤلاء هم هم يريدون مصالحتهم ومفاوضتهم على ماذا على أرض سلبوها. وعلى القدس، والضفة وغيرها من الأراضي… لا اعتقد ان من يفاوض الله على بقرة يفاوض أبو مازن على القدس، أو على بيت في القدس.
يقول الكاتب الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل :”لقد كانت وسيلة التحقيق الإستراتيجى لكل أهداف إسرائيل، هى وسيلة “التخويف والرعب”، وهذا هو السلاح الذى لجأت إليه الصهيونية منذ بدأت عملية إقامة المستعمرات فى فلسطين، مع النصف الثانى من القرن الماضى.. ولم يكن ذلك، كما يدعى عدد من قادة إسرائيل، وفى مقدمتهم بن غوريون تطبيقاً لحكمة “العين بالعين والسن بالسن”، ولكنه كان – بصرف النظر عن أى نص فى التوراة – تطبيقاً مباشراً لحكمة إستراتيجية بدت حيوية أمام الجيل الأول من منشئى إسرائيل، سواء على مستوى المستعمرة، أو على مستوى الدولة”.
مع هذا الكيان الغاصب لا مكان ولا وجود للحلول الدبلوماسية إن هي الا أحابيل صهيونية دولية لتقطيع الوقت للوصول الى مرحلة فرض الأمر الواقع على الأمة العربية…
رحم الله الزعيم جمال عبد الناصر: “ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة”.