انقلاب السودان يحطم جهود إعادة البلاد إلى المجتمع الدولي بعد 3 عقود من العزلة
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
نشرت صحيفة “الغارديان” بريطانية مقالا للكاتبة الصحفية نسرين مالك ترى فيه أن الانقلاب الذي حدث في السودان الأسبوع الماضي قضى على كل المكاسب التي حققها الشعب السوداني منذ الإطاحة بحكومة البشير العسكرية عام 2019.
وأشارت مالك إلى أن انقلاب العسكر بدد الجهود التي بذلت على مدى العامين الماضيين لإعادة السودان إلى المجتمع الدولي بعد 3 عقود من العزلة وحطم آمال الشعب بالتحول إلى الحكم المدني.
ورأت أن الثورة أحيت الآمال بعودة الحكم المدني ليس في السودان فحسب، بل في جميع أنحاء العالم العربي ولكن تبين الآن -بعد فوات الأوان- أن قِصَر عمرها كان أمرا لا مناص منه.
وقالت إن انتفاضة السودان قد نجحت في الإطاحة بالرئيس السابق عمر حسن البشير، الذي ترك خلفه دولة عسكرية وأمنية ضاربة الجذور وذات مصالح اقتصادية معقدة.
وعندما اتضح للعسكر أن الشعب السوداني لن يرضى بزعيم عسكري صوري آخر بديلا للبشير، توصلوا لاتفاق مع الأحزاب المدنية على تقاسم السلطة في مرحلة انتقالية كان ينبغي أن تمهد الطريق لانتخابات ديمقراطية.
ورأت الكاتبة أن التصور الذي كان سائدا بأن العسكر سيسلم السلطة بعد المرحلة الانتقالية ويعود إلى ثكناته كان ساذجا في نظر البعض، وفي المقابل لم تكن هناك مؤشرات على أن العسكر سيقدم على انقلاب كما حدث الآن.
وقالت مالك إن الانقلاب قطع الطريق على محاولات إعادة السودان إلى المجتمع الدولي، وإن إلغاء الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 700 مليون دولار بعد حوالي 24 ساعة فقط من الانقلاب قد أضر بالاقتصاد السوداني. ولكن تلك العقوبات لا تهم الجيش الذي لا يحتاج حكامه إلى ازدهار البلد لكي يزدهروا.
ورأت أن تحالفا بين جيش من المرتزقة، وقوات الدعم السريع -التي هي النسخة الرسمية والموحدة من الجنجويد التي أرهبت منطقة دارفور- والجيش السوداني، وبقايا نظام البشير من أصحاب المصالح التجارية، قد أصبح الآن يحكم قبضته على السودان وسيديرونه كما يحلو لهم.
وأوضحت الكاتبة أن هناك خشية من أن غياب المساءلة والشفافية سيمكّن حكام السودان الجدد من تقسيم البنية التحتية للبلاد، والاستيلاء على موارده الخام مثل الذهب، وبيعها لحلفائهم الإقليميين.
وأشار المقال إلى أن الثوار الذين خرجوا إلى الشارع الأسبوع الماضي احتجاجا على الانقلاب تعرضوا للضرب وإطلاق النار وسقط منهم قتلى وجرحى آخرون في شوارع مدن سودانية مختلفة.
وخلصت مالك في مقالها إلى أن الجيش والمتحالفين معه من الجهات الأمنية أمامهم خياران الآن في المواجهة المقلقة مع الشعب السوداني؛ فإما الإذعان لإرادة الشعب أو قتله، وأن الجيش قد يعتقد أن هناك خيارا ثالثا؛ وهو العمل على كسب الوقت أملا في أن يخفت زخم الاحتجاجات الشعبية مع تولي الحكومة العسكرية الجديدة مقاليد الأمور واستقرارها في الحكم، ولكن ذلك الخيار مستبعد وفق نسرين مالك.
رابط المقال الأصلي :اضغط هنا