لا مانع من عقد جلسات البرلمان العراقي في مكان آخر | بقلم علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
مبنى البرلمان العراقي معطلًا لكن النواب باستطاعتهم الاجتماع في اي مكان يختارونه لقد تعطل عمل بسبب احتلال المبنى الدائم له من قبل مجاميع مؤيدة للسيد مقتدى الصدر ،ويبدو أن الامر سيبقى لزمن لاتعرف مدياته بعد خطابه الأسبوع الماضي.
وربما ينتظر البعض فرصة للحوار من أجل حلحلة الأمور التي تبدو صعبة في ضوء الخطاب الذي أُريد له أن يقطع الطريق أمام فسحة الأمل التي جاءت في تغريدة وزير القائد !.
والتساؤل هل تبقى الحياة السياسية البرلمانية معطلة بسبب أشغال البناية من قبل المئات من أنصار التيار الصدري مع العلم أن هذه البناية وغيرها ملك الشعب جميعه .؟
أم على النواب تقديم طلب بعقد جلساتهم ومزاولة اجتماعاتهم في أي مكان يختارونه ويتوفر فيه الأمان.
بلا شك أن المكان المقترح سيكون الاقليم وفي أحد المحافظتين إما أربيل وإما السليمانية، وربما يتوقف على المرشح للرئاسة فإن كان من اربيل فسيتم تهيئة محافظة أربيل لاستقبال النواب وعقد الجلسة او الجلسات البرلمانية فيها وينطبق الامر على محافظة السليمانية، او ستعقد الجلسة على تفاهم الحزبين الكرديين على مرشح واحد ليتم التهيئة للجلسة البرلمانية الموعودة.
ومن الواضح أن الحزبين الكرديين غير موافقين على خطوات السيد مقتدى وإشاراته التي تأرجحت بين ثورة شاملة وتغيير الدستور، الى ثورة ديمقراطية سلمية تخللها التخلص من كل الطبقة السياسية (لم يحدد الصدر من هم ولكنه شملهم جميعا) ونأى بنفسه عن أن يكون سياسيًا فهو غير مشمول بالتصنيف السياسي.
الان الكرة في ملعب رئيس البرلمان الذي دعا الى جلسة الكترونية وهي لاتفي بالغرض اطلاقا، ولم يدعُ الى اخلاء البرلمان أو يطلب من الحكومة التنفيذية ذلك، أو يلجأ الى دعوة النواب الى عقد الجلسة البرلمانية في مكان اخر يتوفر فيه الأمن.
والمبادرة الى عقد الجلسة أو الجلسات البرلمانية في مكان اخر يعطي خيارًا بأن احتلال مبنى البرلمان الدائم لن يعيق العملية السياسية ولن يجمد عملها،
ويعفي رئيس الحكومة من القيام بمهامه في حماية مؤسسات الدولة، وهو الحليف مع الصدر والمتوافق مع فعله كما يبدو ولم يعترض حتى الان على هذا السلوك، وهو ماينطبق على رئيس البرلمان أيضا الذي لم نقرأ له تعليقًا على الحدث مع انه يمثل السلطة التشريعية.
فالانتقال الى خيار المكان البديل سيكون اسلوبًا للمناورة ويضع الصدر أمام تحدٍ آخر، ولا أعتقد أنه يفكر بالصدام أكثر مما مضى فيه وهو لايرغب بإراقة الدماء، كما عبر هذا الخيار سيكون ورقة بيد الاطار فهو من جانب يدعو الى الحوار مع الصدر ومن جانب اخر يلوح بالبدائل العملية
وان اشغال البرلمان الحالي لن يكون عائقا امام المضي بالامر، ولن يمنع البرلمانيين من مزاولة مهامهم في مكان آخر وكما قيل فالعبرة ليست بالمكان وإنما بالمكين .