لمن أرضُ فلسطين؟ لندع التوراة تجيب.
لمن أرض فلسطين؟
منذ نشأة اسرائيل وهي تحاول تسويق فكرة انشاء دولة يهودية على ارض فلسطين مستندة زورا الى حقها التوراتي الحصري في هذه الارض باعتبارها ارض الميعاد.
فما هي حقيقة وضع اليهود على ارض فلسطين؟ وهل هي فعلا الأرض الموعودة حصرا لليهود؟
طبعا لن استند الى القرآن الكريم في بحثي هذا لأن اليهود وغيرهم لا يعترفون به وان تظاهروا بذلك لذا أجد من المفيد الاستناد الى التوراة نفس كتاب اليهود لتبيان مدى أحقية هذا الطرح من عدمه.
في سفر التكوين يقول الله عز وجل:
إصحاح 12 ـ
وظهر الرب لابرام وقال لنسلك اعطي هذه الارض
اصحاح 13
ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا شرقا وغربا ـ لأن جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الأبد ـ وأجعل نسلك كتراب الأرض …..
اصحاح 15
في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الأرض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات….
سأتوقف قليلا عند عبارة النسل الكثير الذي لا يمكن ينطبق مطلقا على الاقلية اليهودية من نسل اسحق في العالم انما هو اكثر انطباقا وواقعية على المسلمين المتحدرين من نسل اسماعيل بن ابراهيم.
ثم نعود الى التوراة وفي نفس سفر التكوين:
اصحاح 16
قال ملاك الرب لهاجر عندما هربت من وجه سارة…
تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة. ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه اسماعيل…يده، على كل واحد ويد كل واحد عليه وأمام جميع اخوته يسكن.
إذا النسل الكثير كما هو واضح بجلاء لا يتعلق بأبناء اسحق كما اسلفنا بل بابناء اسماعيل وبالتالي فالارض الموعودة هي ارض اولاد اسماعيل واسحق ولدي ابراهيم على حد سواء.
ومن أهم ما ورد في هذه الرواية التوراتية هي عبارة وبين جميع اخوته يسكن الانفة الذكر والتي تفيد أن مكان سكن اسماعيل هو نفس مكان سكن اخوته لأبيه فالله عز وجل حسب النص التوراتي شمل جميع نسل ابراهيم بهذه العطية وبالتالي فاسماعيل هو صاحب حق توراتي ثابت بالعيش على هذه الارض اسوة باخوته.
إذا يا دعاة الدولة اليهودية كذبا ما تدعون فالله لم يخصّصكم لوحدكم بالارض الموعودة بل سمح لكم بالعيش فيها أسوة باخوتكم من نسل اسماعيل بن ابراهيم سواء بسواء.
هكذا تقول التوراة وليس أي كتاب آخر فهاتوا برهانكم الذي يعاكس ذلك ان كنتم صادقين.
وأخيرا يا قادتنا الميامين هذه النصوص التوراتية بتصرفكم وبمتناول ايديكم وباستطاعتكم فضح مزاعم الصهاينة على منابر المحافل الدولية هذا اذا كنتم فعلا تؤمنون بحق الأمة باستعادة ارض فلسطين السليبة.
فكفانا تخاذلا واستهتارا بحقوق الامة التي رهناها للاعداء مقابل الحفاظ على العروش والمناصب التي لم تجلب للامة حتى الآن سوى الخزي والتبعية والعار.
بارك الله بكم… ((الزموهم بما الزموا به انفسهم)).. جعفرالصادق