لو كنت اليوم في الجزائر لذهبت منذ الصباح إلى نصب الجندي المجهول ووضعت عليه اكليلًا من الزهر تحية لأرواح شهداء ثورات الجزائر التي استمرت 130عامًا حتى انتزعت الجزائر استقلالها واستعادت سيادتها الوطنية.
ثم ذهبت بعدها لزيارة أضرحة أصدقاء اربعة ساهموا مع أخوات واخوة لهم في صنع الانتصار العظيم.
اولهم الرئيس احمد بن بللا أحد مفجري الثورة العظيمة ورفيق جمال عبد الناصر والذي لا انسى كلمته لي وانا اودعه بعد أن حلّ ضيفًا علينا في المنتدى القومي العربي في لبنان على مدى اسبوعين مع زوجته الراحلة زهرة وابنته العزيزة مهدية: “ان ما وجدته من حفاوة الضيافة والاستقبال في كل لبنان لم أجده إلاّ حين عودتي إلى الجزائر بعد الاستقلال والخروج من الأسر عام 1962.
وثانيهم المجاهد الكبير عبد الحميد مهري الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي والأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية الذي تعلّمت منه الكثير من متطلبات النضال والصمود لمواجهة التحديات.
وثالثهم الشيخ المؤسس في الحركة الإسلامية العروبية المعتدلة والمنفتحة في الجزائر الشيخ محفوظ نحناح والذي ترك إرثًا فكريًا وسياسيًا متميزاَ يحمله تلامذته من بعده.
أما رابعهم، الذي سرقه منا وباء الكورونا الخبيث، فهو المجاهد والقائد الميداني الصلب والشجاع والجريء في قول كلمة الحق الرائد سي لخضر بورقعة والذي لم يكن يفارقني، حين أكون في الجزائر ،لحظة واحدة مع رفيقه وتلميذه العزيز جدًا الحاج كريم رزقي والذي زودني بحكابات جميلة من الميدان، كما من السجون التي أمضى فيها سنوات..والذي كان عاشقًا لفلسطين والعروبة والاسلام والحرية في بلده وأمته..
طبعا كنت سأزور أصدقاء كثر أمدْ الله بعمرهم من شيوخ وشباب..من رجال ونساء وعلى رأسهم أيقونة الثورة الجزائرية المجاهدة جميلة بوحيرد التي من أجل حريتها خرجت للمرة الأولى في تظاهرة شبابية ولم أكن قد بلغت الرابعة عشرة من عمري.
ثم أردْد مع مئات الملايين من الجزائريين والعرب نشيد “قسمًا” الذي كتبه الشاعر الكبير المفدي زكريا في السجن ولحّنه الموسيقار المبدع محمد فوزي كنشيد للثورة ليصبح نشيدًا للامة.