ﺗﻌﺪﯾﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺠﺰاﺋﺮي و اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ للحكومة |
للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
ﺻﺎدق ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻣﺆﺧﺮا ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺗﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺘﻤﻬﯿﺪي ﻟﻘﺎﻧﻮن ﯾﻌﺪل و ﯾﺘﻤﻢ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، استأصل من خلاله حرية الكلمة تحت مسمى تجريم ترويج أنباء كاذبة، كما شدد عقوبة جريمة إهانة الامام و هدم أو تدنيس أماكن العبادة ،
هل يتوافق تشريع تبون مع التاريخ الجزائري وهل حقا الشعب الجزائري هو المسؤول عن استبعاد الدين و اهانة رموزه ??
ان اول ما يتبادر للدهن للاجابة عن هذا التساؤل استحضار شخصية المرحوم “عباسي مدني ”
الذي ألقى عليه القبض في عهد الراحل ” الشادلي بن جديد ” سنة 1982 حين بدأ يدعوا لتطبيق الشريعة الاسلامية و حكم عليه بالسجن لمدة سنتين ، تلى ذلك خطاب الشادلي سنة 1988 الذي دعا فيه الشعب الجزائري للخروج للشارع ،و لان أوضاع البلاد حينها كانت تجمع بين مشاكل العمل و السكن و غياب العدالة الاجتماعية و انتشار الرشوة و البيروقراطية و المحسوبية و غياب تام للحريات كحرية التعبير و التظاهر جعلت الشعب يستجيب للنداء دون أدنى تحكم في موجة غضبه و قام بتخريب كل ما يراه يرمز للدولة فكان المصير أن واجهوه بالذبابة و خلفت الحادثة العديد من القتلى و الاعتقالات و التعذيب ، و حسب ما صرح به المجرم خالد نزار قائد الاركان السابق الذي تولى قمع الشعب مرات عدة من بينها هذه الحادثة ان الشادلي قد صرح قبل خطابه ذاك بأنه يرغب في اضافة حزب آخر يكون موازيا للحزب الواحد ” حزب جبهة التحرير الوطني ” و انه حينما وجد نفسه مضغوطا استعان بالشعب و دعاه للخروج للشارع ، و لم يتوقع ان تنفلت الأوضاع و تؤول الى ما آلت اليه ، ليأتي بعد هذا كله دستور 1989 و يعطي الحق للتعددية الحزبية و هذا ما اعطى الاعتماد لحزب الجبهة الاسلامية للانقاد بزعامة الراحل المجاهد ” عباسي مدني ” رحمه الله ،الحزب الذي نال مصداقية أغلبية الشعب الجزائري و فاز بالانتخابات البلدية تلاها الفوزبالانتخابات التشريعية في الدور الاول مما أدى لتوقيف الانتخابات سنة 1991 في دورها الثاني لان رئيس الجمهورية ” الشادلي بن جديد ” استقال و قد حدت ما يعرف بالشغور و دخلت البلاد في مرحلة انتقالية بالمقابل هناك مقتطفات صغيرة لتصريح المرحوم الشادلي بن جديد يؤكد فيها انه لا يرغب في التخلي عن منصبه مما يدعو للتساؤل عن الأسباب التي جعلته يوقع على قرار استقالته لاحقا ?! أهي الرغبة المفاجئة أم التهديد في الكواليس ??
أما تاني شخصية تتبادر لأدهاننا هي شخصية علي بلحاج الذي يزخر تاريخه بالاعتقالات لأجل كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله تعود اولى اعتقالاته الى اواخر السبعينات لانه حقق جمهورا واسعا انجدب لاسلوبه الدعوي ، أما تانيها فلانه وسع من نشاطه الدعوي في بداية التمانينات بعد خروجه من السجن اذ اصبح يتنقل بين اكتر من مسجد ليلقى دروسه الدينية فلفقت له تهمة تكوين جمعية أشرار سنة 1983 وحكم عليه بـالسجن لمدة 5 سنوات . واصل علي بلحاج نشاطه الدعوي في السجن و حين خرج منه هذه المرة أصبح نائب رئيس الجبهة الاسلامية للانقاد المنحلة جورا ليودع مع عباسي مدني السجن مرة أخرى سنة 1992و ليدان كل منهما بسجن مدته اثنى عشر سنة
حشاني عبد القادر اعتقل اول مرة سنة 1984مع مجموعة من الدعاة للدين الاسلامي بعد تجمع عقدوه بمدينة بسكرة ، لينضم بعد خروجه من السجن للجبهة الاسلامية للانقاد و ليعاد سجنه سنة 1992 ، مكت في سجنة خمس سنوات و شاهد بام عينه طريقة قتل المعتقلين في السجن و افرج عنه سنه 1997 بدون محاكمة ، لكنه قتل غدرا سنة 1999
فاجعة مجزرة بن طلحة : تمت في بلدة بن طلحة التي صوتت لصالح الجبهة الإسلامية للانقاد ” الانتخابات الوحيدة النزيهة في تاريخ الجزائر كله “، تمت هذه المجزرة بتاريخ 29 أغسطس 1997، قتل ما يزيد عن 200 شخص حينها.
مجازر و اعتقالات عشوائية نجمت عن الرغبة في استرداد صوت الشعب الذي سحق بالقوة،، اشخاص ترهلوا مرضا في المعتقل و آخرين فقدوا لب عقولهم، و آخرين مفقودين لا يعلم لهم سبيلا ،
تمكنت العشرية السوداء من بصم اثارها في نفس الفرد الجزائري جعلته يحجم عن الكلمة رغم تتالي الربيع العربي في الدول العربية الاخرى الى أن حدث الصراع بين القوى و اراد السعيد بوتفليقة اللعب بمكانة الفريق الراحل القايد صالح فاعيد استخدام الشعب مرة أخرى ، فخرج مجددا للشارع مع دراية بموطن تفويت الفرصة على السلطة و الذي يكمن في السلمية لتتضارب تصريحات القايد بين مؤيد للحراك الشعبي و بين معارض له ، هذا الحراك أرى الجيل الجديد قمع السلطة للسلمية بالاعتقالات و الضرب و تعرية الناشطات في مراكز الشرطة و استعمال الغاز المسيل الدموع، لم يخلو الحراك من عائلات المعتقلين و المفقودين في العشرية السوداء لكن لا مجيب . تزامن موت العلامة ” عباسي مدني ” مع الهبة الشعبية و تحديدا في 24 افريل 2019 فتم تأخير استقبال جتمانه القادم من دولة قطر الى يوم 27 أفريل مع عدم قبول مرافقة جثمانه الطاهر أي فرد من أهله، كما تم منع علي بلحاج من تشييع جنازته ، حدث في الحراك أيضا أن تم فصل إمام مسجد من منصبه لأنه والى بكلماته مطالب الشعب
من كل ما سبق نتساءل عما يرمي له تبون اهو يهدف لرفع الحصار عن حزب الجبهة الاسلامية للانقاد و أعضائها و عن السيدعلي بلحاج الذي لا يزال يمنع من أداء فريضة الصلاة بالمسجد ، أيشير تشدده مع مهيني الدين و معالمه على استعداده لاعادة منحه حقه المدني و السماح له باستئناف نشاطه الحزبي، أيود قطع وعد باعادة الامام المعزول عن منصبه بسبب موالاته للحراك الشعبي، أم أنه يود تبرئة العصابات التي ثار ضدها الشعب و إستدراج الشعب للحديث عن الجبهة الاسلامية للانقاد مجددا و اعادة تكييف مطالب الشعب بانها اسلامية و احياء ذرائع العشرية السوداء مجددا التي سحقتها السلمية
للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا