أكَّد السيناتور الأميركي الديمقراطي بيرني ساندرز أنَّ الإدارات الأميركية سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية، دائمًا ما تقول إنَّ “إسرائيل” لها حق بالدفاع عن نفسها، في كل مرة ترد فيه “تل أبيب” بقوة نيرانٍ هائلةٍ على إطلاق الصواريخ من غزة، لافتًا إلى أنَّه نادرًا ما يطرح السؤال حول حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار سادرز في مقالةٍ له نُشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنَّ العنف في الكيان الصهيوني وفلسطين لا يحظى باهتمامٍ إلا عندما تتساقط الصواريخ على “إسرائيل”.
وشدد على ضرورة أن تحثَّ الولايات المتحدة على التوصُّل إلى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، مبيّنًا أنَّ النزاع الحاصل اليوم لم يبدأ بالصواريخ التي تطلقها حركة حماس.
واعتبر أنَّ العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جرَّاح تعيش تحت تهديد الطرد منذ أعوام، وأنَّ النظام القانوني يسهِّل طردهم بالقوة، لافتًا إلى أنَّ “المستوطنين المتطرفين” كثَّفوا محاولاتهم لطرد هذه العائلات خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة.
هذا، ورأى السيناتور الأميركي أنَّ عمليات الطرد تشكِّل جزءًا من نظام قمعٍ سياسيٍ واقتصاديٍ أوسع.
واتهم “ساندرز” حكومة بنيامين نتنياهو بالعمل على تهميش وشيطنة “المواطنين الفلسطينيين لدى “إسرائيل”، وباتباع سياساتٍ استيطانيةٍ مُصمّمة للقضاء على إمكانية التوصُّل إلى “حل الدولتين”، وأيضًا بتمرير قوانين تُرسِّخ التمييز المنهجي بين “المواطنين اليهود والفلسطينيين في إسرائيل”.
وقال بشأن السيطرة “التمييزية وغير الديمقراطية” التي ترسِّخها “تل أبيب”، إنَّ نتنياهو أوجد العنصرية القومية ذات الطابع السلطوي، متهمًا إياه بتشريع هذا النهج ليبقى في السلطة ويتجنب الملاحقة القضائية.
وأشار ساندرز إلى أنَّ نتنياهو أدخل المدعو “إيتمار بن غفير” وحزبه المتطرف “القوة اليهودية” إلى حكومته، ومن ثم قال إنَّ وجود ممثلين عن “الغوغاء العنصريين الذين يهاجمون الفلسطينيين في شوارع القدس” داخل الكنيست هو أمرٌ محزن ويثير الصدمة.
وذكر في الوقت ذاته في مقالِهِ الجيل الجديد الصاعد من الناشطين الذين يريدون “بناء المجتمعات على أساس حاجات الناس والمساواة السياسية”، لافتًا إلى المظاهرات التي شهدتها الشوارع الأميركية في أعقاب مقتل جورج فلويد وإلى ما يحصل أيضاً في الأراضي المحتلة.
وشدَّد السيناتور الأميركي الديمقراطي بيرني ساندرز على أنَّ الولايات المتحدة لم تعد تستطيع لعب دور المدافع عن “حكومة نتنياهو اليمينية” التي اتهمها بتبني سلوكٍ عنصريٍ وغير ديمقراطي.
وقال إنَّه يتوجَّب على واشنطن تبني مقاربةٍ منصفة أكثر تدعم وتقوي القانون الدولي المتعلق بحماية المدنيين، وكذلك القانون الأميركي الذي ينص على عدم استخدام المساعدات العسكرية الأميركية من أجل ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.
واعتبر ساندرز أنَّ هكذا مقاربة يجب أن تعترف “بحق “إسرائيل” بالعيش بأمن وسلام”، إلا أنها يجب أن تعترف أيضًا بحقِّ الفلسطينيين في ذلك، مؤكدًا أن تدعم الولايات المتحدة المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان إذا ما أرادت أن تحظى بمصداقيةٍ على المسرح العالمي فيما يخصُّ موضوع حقوق الإنسان، مشددًا على ضرورة الإدراك أنَّ “حقوق الفلسطينيين وحياتهم مهمة”.
رابط المقال : اضغط هنا