نشر هذا المقال في الاندبتدنت عام ٢٠١٧
على الرغم من اتفاق جميع الدول العربية السنية ودولة إيران الشيعية على ضرورة التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلا أن السؤال الحتمي الذي يفرض نفسه هنا، في حال تم القضاء على عناصر تنظيم الدولة، فمن سيخلفهم ويحمل اللواء من بعدهم !
حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق هنري كيسنجر -الذي كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون – من أن القضاء على داعش قد يؤدي بطبيعة الحال إلى نشأة امبراطورية جديدة ترث الأرض من بعدهم، لافتا إلى خطورة الأزمات الناجمة عن الانحيازات في منطقة الشرق الأوسط.
وقد أشار السياسي صاحب الـ 94 عام إلى أن المثل القائل بأن عدو عدوك يمكن اتخاذه صديقا لك لم يعد ينطبق على الشرق الأوسط في معظم الأحوال، حيث صار الوضع يحتم على ان عدو عدوك يمكن ان يصبح عدوك ايضا، ويرجع ذلك في الأساس الى الأيدولوجيات المتشعبة في المنطقة والتي تؤثر بلا شك على آلية اتخاذ القرارات وتشكيل المواقف الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من اتفاق الدول السنية وجمهورية إيران الشيعية على ضرورة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن ذلك السيناريو يحمل تخوفات وتساؤلات عن ماهية من سيرث الأرض من بعد داعش. فهل سيكون تنظيما وتحالفا سنيا؟ أم منطقة نفوذ تهميمن عليها إيران!
قد تبدو الإجابة غير واضحة نظرا لقيام روسيا وحلف الناتو بدعم الفصائل المعارضة، ولكنه في حال سيطرة الحرس الثوري الإيراني والقوات الشيعية المدربة على الأراضي التابعة لتنظيم الدول الإسلامية، فإن النتيجة ستتمثل في تأسيس حزام إقليمي يمتد من طهران إلى بيروت، مما يبشر بولادة إمبراطورية إيرانية متشددة.
وقد أطلق كيسنجر مثل تلك التحذيرات من قبل. ففي العام الماضي ، قال الأستاذ السابق بجامعة هارفارد إن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشرق الأوسط هو “الهيمنة المحتملة” من قبل إيران.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قد يعجبك ايضاً
http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/ملفات-دولية/العوامل-التي-فجّرت-الحرب-العالمية-الث/