الاحدثدولي

ما رأي الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين الحقيقي في حالة أميركا ؟

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

بدأ الكاتب باتريك هيلي مقاله في “نيويورك تايمز” بهذا الاستفهام، ما أهم الأحداث التي وقعت عام 2021؟ ، مشيرا إلى أن هذا كان هو السؤال الافتتاحي الذي وجهته الصحيفة هذا الأسبوع لمجموعتي نقاش مختلفتين للغاية من الناخبين.

وذكر هيلي أن القصد من هذا السؤال الواسع هو معرفة ما الذي كان يشغل بال هاتين المجموعتين المنفصلتين -9 ديمقراطيين و8 جمهوريين من جميع أنحاء البلاد- الذين أُخبروا بأن المناقشات ستركز على هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول ومجلس النواب.

وبعفوية، بدأ الديمقراطيون بالإجابات التالية: “مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني، قطعا، بالتأكيد”. وبدأ الجمهوريون بهذه الإجابات: “اللقاح؛ المزيد والمزيد من الناس يتلقون التطعيم. بدأ الاقتصاد يتدهور؛ سعر كل شيء في ارتفاع”.

وأشار الكاتب إلى أنه لم يتوقع هو ومنسق مجموعة النقاش الديمقراطية أن يثير المشاركون (وغيرهم ممن حذا حذوهم) مسألة هجوم الكابيتول على الفور، نظرا لكل الأخبار والتحديات التي شهدها عام 2021.

وعلى الرغم من أن الكاتب لم يتفاجأ من أن بعض المشاركين من الجمهوريين عندما سألهم منسق المجموعة عن ردود أفعالهم في كلمة واحدة على “أحداث السادس من يناير/كانون الثاني”، قالوا إنهم يعتقدون أن الأمر “مبالغ فيه” و”محرف”، فإنه تفاجأ من أن جمهوريين آخرين تحدوا العقيدة الترامبية (نسبة للرئيس السابق دونالد ترامب) وردوا بقولهم “مخيفة” و”بالتأكيد ترامب”.

وعلق الكاتب بأن تلك اللحظات الأولى لمجموعتي النقاش كانت بمثابة تذوق للآراء غير المتوقعة والكاشفة والمتباينة التي ظهرت على مدار المناقشات. وباستخدام الأسئلة نفسها تقريبا لكل مجموعة، اتضحت بعض الانقسامات الحزبية التي يمكن التنبؤ بها، ولكن اتضح أيضا بعض التداخل.

فليس الجمهوريون فقط -بل الديمقراطيون أيضا- كان لديهم بعض التعاطف مع بعض الأميركيين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، إذ رأوهم أشخاصا عاديين لديهم إحباطات حقيقية ومفهومة من “النظام”. ومع أن المتمردين تمادوا في الأمر، لكن إحباطهم من الأحزاب ومن واشنطن بدا واضحا لبعض الديمقراطيين.

وبسؤال المجموعتين عن صحة الديمقراطية الأميركية، كان هناك كثير من الانقسامات. فقد صنفها الديمقراطيون إلى حد كبير على أنها “في حالة حرجة”، في حين مال الجمهوريون إلى حد كبير بين “ضعيفة” و”متوسطة”. وكان العديد من الديمقراطيين يركزون في إلقاء اللوم على نظام الحكومة والسياسة في أميركا وأنها تسببت في حالة الديمقراطية وأحداث السادس من يناير/كانون الثاني، وكان هناك توق شديد بينهم من أجل إحداث تغيير جذري، أي إدخال تعديلات على الدستور وإلغاء الهيئة الانتخابية وتحديد مزيد من الحدود والضغط من أجل الإصلاح.

وبالنسبة لبعض الجمهوريين، جاء التهديد للديمقراطية بصورة أكبر من التفويضات الحكومية والتوجيهات بشأن كوفيد-19، وادعاء -لا أساس له- أن الديمقراطيين سيستخدمون الوباء للضغط من أجل المزيد من التصويت البريدي عام 2024. ولكن كان هناك أيضا استياء من قادة حزبهم. فقد كان الجمهوريون محبطين من مسؤولي الحزب الذين اعتبروهم مدفوعين بمصالح شخصية بحتة.

ومن جانبهم، شعر العديد من الديمقراطيين أن جماعات الضغط والمصالح المالية أحكموا قبضتهم على واشنطن، وشعروا بالإحباط؛ لأن المسؤولين عن أحداث السادس من يناير/كانون الثاني لم يقدموا إلى العدالة. ومع أن معظم المشاركين في مجموعة نقاش الديمقراطيين صوتوا للرئيس بايدن في عام 2020، لكن حتى الآن واحدا فقط أراد أن يترشح بايدن مرة أخرى عام 2024.

وأشار الكاتب إلى أن 5 من الجمهوريين -الـ8 المشاركين في مجموعة النقاش- لا يريدون لترامب أن يترشح مرة أخرى. وأحد الأمور المشتركة المثيرة للاهتمام هي أن العديد من الديمقراطيين أشادوا بتصرفات مايك بنس نائب الرئيس السابق في أحداث السادس من يناير/كانون الثاني، وكان الجمهوريون أقل حدة تجاهه، مما كان عليه ترامب في بعض الأحيان.

واختتم الكاتب مقاله بأنه سواء رأى الفريقان يوم السادس من يناير/كانون الثاني “مجرد يوم آخر” أو مثل “الحرب الأهلية”، فقد كان هناك يوم ثابت يمر عبر خط الوحدة بين الفريقين، ألا وهو أن الاهتمام والقلق بشأن مستقبل أميركا وعدم اليقين بشأن ما ستجلبه الانتخابات الرئاسية لعام 2024 هو واحدة من العديد من القضايا التي ستُكتشف في مجموعات النقاش المستقبلية.

مصدر المقال : اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى