وولفستهال: خطر اندلاع حرب نووية يظل أمرًا حقيقيا جدًا، ورفض خوضها بكل أشكالها يجب أن يكون أدنى خيار يمكن لبايدن أن يتبناه
في عام 1985 أصدر الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان وزعيم الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بيانا وضع حدا للحرب الباردة بين بلديهما. وورد في ذلك البيان عبارة تؤكد أنه “لا يمكن الانتصار بحرب نووية ولا ينبغي خوضها أبدا”.
يقول جون وولفستهال مستشار الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، تعليقا على تلك العبارة التي استهل بها مقاله المنشور في صحيفة “واشنطن بوست”، إن كلا من ريغان وغورباتشوف أتبعا القول بالفعل حيث قاما بتقليص ترسانات الأسلحة في بلديهما وحظر أشدها خطورة.
وبعد نحو 40 عاما تقريبا، فإن احتمال نشوب صراع نووي بين الولايات المتحدة وروسيا، وبشكل متزايد بين الولايات المتحدة والصين، بات مرتفعا بشكل خطير. وما لم تُتخذ خطوات ملموسة وفق وولفستهال، لنزع فتيل التوتر والحد من الاعتماد على الأسلحة النووية، فإن الأمر قد ينتهي بالولايات المتحدة إلى التورط في حرب نووية يجب ألا تخوضها كما يقول.
على أن الأسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة وروسيا والصين تستحث جميعها الخطى لتحديث أو تعزيز قدراتها النووية والصاروخية مثلما تفعل كذلك بريطانيا والهند وباكستان وكوريا الشمالية، وفق وولفستهال الذي يعمل حاليا كبير المستشارين في مجموعة “غلوبال زيرو” (Global Zero)، وهي مبادرة تهدف إلى التخلص من الأسلحة النووية.
وكان من الطبيعي أن رحّب المجتمع الدولي بالبيان الصادر في 3 يناير/كانون الثاني الجاري من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا- وتبنت فيه لأول مرة البيان “التاريخي” لريغان وغورباتشوف المؤرخ في عام 1985.
ولكن على الرغم من رفضهما المعلن لحرب نووية، فإن الولايات المتحدة وروسيا تتدربان يوميا على خوض حرب من هذا القبيل، كما أن كلتا الدولتين تستثمران بكثافة في الأسلحة النووية.
ويشير مقال واشنطن بوست إلى أن الولايات المتحدة ما فتئت تضع أهدافا عسكرية روسية وصينية عالية القيمة نصب عينيها حيث يعتقد قادة أميركيون أن تدميرها ستكون له نتائج “إيجابية”. وتفعل روسيا الشيء نفسه مع أهداف أميركية وأخرى في أوروبا.
ويلفت جون وولفستهال إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن بصدد نشر تقرير مراجعة الوضع النووي الذي يحدد سياساتها في هذا الشأن. ومع ذلك، فإن الزعم بأن واشنطن تعارض خوض حرب نووية بينما تسعى لإنفاق أكثر من 1.3 تريليون دولار خلال العقود الثلاثة المقبلة في تحديث ترسانتها النووية، أمر يضر بمصداقية أميركا.
ويخلص كاتب المقال إلى أن خطر اندلاع حرب نووية يظل أمرا حقيقيا جدا، وأن رفض خوضها بكل أشكالها يجب أن يكون أدنى خيار يمكن لبايدن أن يتبناه. ذلك أن إخفاقه في ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم سباق التسلح الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
مصدر المقال: اضغط هنا