فلينفعكم الان ما انفقتموه على التسلّح | هشام نصر شمالي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
عالم مجنون غير مؤتمن على موارده و مقدراته
هل سمعتم عن رجل ثَري أُصيب أطفاله بنوبة برد، فخرج مُسرعاً لأقرب متجر أسلحة و اشترى لكل طفل بندقية قنص متطورة من نوع Accuracy International Arctic Warfare بسعر 20 الف دولار لكل بندقية !
او هل سمعتم عن رجل جاء لزوجته المخاض فحملها مسرعاً لأقرب قاعدة عسكرية !
او رجل جاعت أسرته فقدم لهم طبق من اليورانيوم المنضب! و آخر ضل طريقه في الصحراء و نفذت خزانات المياه خاصته فأخرج القليل من أكسيد الديوتريوم أو D2O (الماء الثقيل) !
فايروس كورونا مخلوق ضئيل جداً و لا يُرى بالعين المجردة، لكنه كشف عورات العديد من الدول وأربك حساباتها ، و هز أعتى اقتصادات العالم، و أكاد أجزم أن تأثير الفايروس على العالم لا يكمن في قوة الفايروس بل بضعف امكانيات العالم أمامه، فالعالم المشغول بسباق التسلح و بإنتاج الصواريخ و إنفاق المليارات على مشاريع عسكرية و حربيه نَسي أو تناسى أن صواريخه و قنابله النوويه لن تنفعه في مواجهات المخلوقات الضئيلة و الميكروبات.
الأموال الطائلة التي يتم إنفاقها سنوياً على التسلح و الصناعات العسكرية لو تم إنفاق نصفها على البحوث العلمية و تطويرها لما وصل العالم لحالة الضعف أمام هذا الفايروس الضئيل.
فبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي لعام 2015 فإن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت على قواتها المسلحة 1,776,0 بليون دولار أي ما يعادل 2.3 % من الناتج المحلي الإجمالي.
في حين أنفقت الصين على جيش التحرير الصيني 215,0 بليون دولار، أي 1.9 % من الناتج المحلي الإجمالي.
و بحسب نفس المعهد، فإن ايطاليا تُنفق على قواتها المسلحة ما قيمته 23,8 بليون دولار أي ما يعادل نحو 1.3 % من الناتج المحلي الإجمالي.
و عربياً، ذكر المعهد أن المملكة العربية السعودية أنفقت على قواتها المسلحة 87,2 بليون دولار، أي 13.7 % من الناتج المحلي الإجمالي.
الارقام حقاً مرعبه، و الاكثر رعباً أن الاغراض التي أُنفقت من أجلها المليارات لم تجدِ نفعاً في مواجهة فايروس كورونا و لو بالحد الأدنى.
فماذا سيستفيد مرضى الكورونا من الصواريخ التي أنتجتها دولتهم و كدستها في مخازنها؟
وماذا سيستفيد المرضى من الصواريخ العابرة للقارات و المحملة برؤوس نووية؟
وهل ستفلح حاملة الطائرات الحربية المرابطة في عرض المحيط الهادئ أو في الخليج العربي في حماية الأطفال من الإصابة بفيروس كورونا!
الأزمة الحالية السبب الرئيسي فيها هو سوء إدارة العالم لموارده و طاقاته و ليس الفايروس نفسه، و على العالم مراجعة حساباته تجاه إنفاقه الضخم على الصناعات العسكرية و ضعف إنفاقه على البحث العلمي والباحثين.
الفرصه ما زالت قائمة، فالعالم يستطيع التغيير و بإمكاننا التعلم من اخطائنا، لنصوب البوصلة في الاتجاه الصحيح الذي ينفع البشرية جمعاء.
و أخيراً..قد ينجح صاروخ باتريوت أو S_300 في إسقاط طائرة لكنه حتماً لن يستطيع قتل فايروس بضئالة حجم كورونا.
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا