إقتصاد

تبدل النظرة المستقبلية لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي

Orbex Blog

دأب بنك الاحتياطي الفيدرالي على مدار العام ونصف العام الماضية بالإشارة إلى سياسات “ترامب” التجارية العدوانية باعتبارها أحد عوامل الخطر الرئيسية لتوجهات البنك المستقبلية.

وفي الواقع، لقد أثرت حملة “ترامب” المتعلقة بالتعريفة الجمركية والتي شنها ضد الصين على النمو العالمي في العام الماضي. وقد حذرت العديد من البنوك المركزية بالإضافة إلى المنظمات المستقلة “كصندوق النقد الدولي” و”منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” من الآثار المدمرة لمثل هذه الحروب التجارية.

وحين وافق كل من “ترامب” والزعيم الصيني “شي جين بينغ” على هدنة لهذه الحرب التجارية في اجتماع مجموعة العشرين في نوفمبر من العام الماضي، بدا الارتياح ملموساً في الأسواق.

تلاشي التفاؤل

فبين الفترة من ديسمبر ٢٠١٨ ومارس ٢٠١٩، أرجأ ترامب فرض زيادات جديدة في التعريفة الجمركية فيما انخرط الجانبان في مفاوضات تجارية في محاولة للتوصل إلى اتفاق. وبالفعل تحسن النمو العالمي في أثناء سير هذه المفاوضات. وبدأت المعنويات في العودة إلى حالتها الطبيعية في أوساط العديد من البنوك المركزية.

فرض تعرفة جديدة من قبل “ترامب”

وبرغم التقارير التي تفيد بإحراز تقدم كبير وملموس والذي أدى بـ “ترامب” لتأجيل الموعد النهائي لفرض التعريفة في الأول من مارس، مع ذلك، باءت المحادثات بالفشل في النهاية.

وفي شهر مايو، أعلن “ترامب” عن تعريفة جديدة على البضائع الصينية المقدرة بقيمة 200 مليار دولار لترتفع التعريفة من 10٪ إلى 25٪ والتي كان مخطط لها في الأصل. ونوه ترامب بأن تلكأ الصين واستغراقها وقتاً طويلاً للغاية من أجل التوصل للاتفاق على صفقة كان السبب وراء هذه التعريفات الجديدة. كما اتهمهم بمحاولة “التراجع” وإعادة التفاوض فيما كانوا يقتربون من توقيع الصفقة.

الصين تفرض تعريفات جديدة بدورها

وعلى سبيل الثأر من قرار “ترامب”، ردت الصين بفرض تعريفة جمركية من جانبها على بضائع أمريكية تقدر بقيمة 60 مليار دولار. وقال العملاق الآسيوي إنه لن يتراجع في وجه العدوان الأمريكي. ومن ثم أعلن “ترامب” أنه ينظر في فرض ضرائب على البضائع الصينية المتبقية والبالغ قيمتها 300 مليار دولار والتي تدخل إلى الولايات المتحدة كل عام. ويهدف هذا التهديد إلى تضييق الخناق على الصينيين كرادع أخير.

“ترامب” يحظر الشركات الأمريكية من التعامل مع شركة “هواوي

وإلى جانب التطورات الأكثر وضوحاً في الحرب التجارية، كانت هناك جوانب أخرى قد أضرت بالعلاقات بنفس القدر. فبعد فترة وجيزة من فرض التعريفات الجديدة، أعلن “ترامب” أنه قد أضاف شركة هواوي الصينية للتكنولوجيا إلى “قائمة الكيانات المحظورة”.

وتضم القائمة ٤٤ شركة ممنوعة من التعامل مع شركات أمريكية دون موافقة حكومية مسبقة. ومن ثم فقد أعلنت شركات رائدة مثل “جوجل”، أنها ستنهي تعاملاتها مع شركة “هواوي”.

الصين تهدد بالحد من امدادات المعادن النادرة

إلا انه ومن جديد، أوفت الصين بوعدها بعدم التراجع. وصدمت الأسواق بالتقارير التي تفيد بأن الصين تهدد بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة كأداة ضغط في الحرب التجارية الجارية. وتستخدم هذه المواد في العديد من الأجهزة عالية التقنية. ومع سيطرة الصين على الإمدادات العالمية لها، فإن مثل هذه القيود يمكن أن تشل الشركات الأمريكية.

تبدل النظرة المستقبلية لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي

أدى التأثير السلبي لحروب “ترامب” التجارية المتصاعدة بحدوث تحول حاد في المعنويات من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. فبعد موجة من التشدد في السياسات في العام الماضي والتوقعات الأولية لمزيد من التشديد هذا العام، تبدلت لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل جذري خلال الأشهر الأخيرة.

فمنذ أسبوع فقط، حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “باول” من أن البنك سيكون مستعداً للعمل من أجل دعم الاقتصاد في حالة حدوث أي ضعف إضافي نتيجة للحرب التجارية. وبالفعل، بعد أن كان السوق يبحث في البداية عن رفع سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، أصبح الآن يسعر بتخفيض سعر الفائدة.

“باول” في موقف صعب

من المحتمل أن يكون هذا التحول في النهج صعباً بالنسبة لـ “باول”. فلقد تعرض الرئيس لانتقادات شخصية شديدة من قبل “ترامب” بسبب رغبته في مواصلة تشديد السياسة تدريجياً. لذا، فإن “باول” الآن في موقف لا يحسد عليه. فمن ناحية، يحتاج إلى تنظيم الفوضى التي أثارها الرئيس. ومن ناحية أخرى، لا يزال مجبراً على الخضوع لرغبات “ترامب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى