إقتصاد

أهمية لبنان كمنصة كفاءات بعد تعافي الإقتصاد العالمي بقلم جورج عبيد

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لطالما عرف لبنان أنماط هجرة مختلفة طوال اكثر من مئة عام ، ولطالما عُرِف عن لبنان بأنه يذخر بكفاءات كانت من بين الانجح في سوق العمل العربي واحيانا” العالمي. اليوم ومع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية فقد اصبحت الكفاءات والمهارات، علاوة” على كونها متخصصة ومتميزة، من بين الاوفر سعرا” في المنطقة.

الم يحن وقت توحيد الجهود والمبادرات لجعل لبنان مركزا للاستعانة بالكفاءات والمهارات Outsourcing Hub؟

على مر العقود، كان مستوى التعليم في لبنان من بين الافضل في المنطقة، ممّ سمح للبنانيين بتبوّء مراكز تنفيذية رفيعة وحساسة في الخارج. يمكن استثمار هذا الرصيد المتراكم منذ عشرات السنين لتمكين وتثبيت الكفاءات عبر توظيفها من لبنان لخدمة شركات عربية واجنبية وبالتالي استيفائها العملة الصعبة.

لقد نجح اللبنانيون في مجالات عدة واهمها الخدمات على انواعها، اما اليوم فيجب التركيز على الخدمات التي يمكن تأديتها عن بعد، على سبيل المثال لا الحصر: التصميم والديكور، برمجة الكمبيوتر وتطوير مواقع الانترنت، الدعاية والاعلان، الانتاج التلفزيوني، الخدمات المالية والمحاسبية، التوظيف والاستشارات، التعليم، الترجمة، الاستشارات الهندسية والطبية والقانونية، وغيرها من الخدمات الاساسية للشركات التي قررت ان تعتمد نموذج العمل من المنزل اوعن بعد.

ان توقعات البنك الدولي تشير الى نمو مرتقب للاقتصاد العالمي يجاور 4.5% في نهاية العام الجاري، بعد تقلص 4.3% في العام المنصرم، وذلك تزامنا” مع تقدّم حملات التلقيح ضد كورونا وتخفيف القيود على الحركة والعمل والسفر. ومن المتوقع ايضا” ان يترافق هذا النمو مع خلق فرص عمل جديدة، وهو ما يتحضّر له اللبناني بغية الهجرة مرة اخرى بحثا” عن العمل والحياة الكريمة.

نذكر بعض نسب نمو اقتصاديات الدول لسنة 2021 بحسب تقديرات البنك الدولي:

الولايات المتحدة الاميركية: 3.3%

الاتحاد الاوروبي: 3.6%

الصين: 7.9%

روسيا: 2.6%

البرازيل: 3%

السعودية: 2%

مصر: 2.7%

تركيا: 4.5%

بحسب تقرير منظمة العمل الدولية ILO خسر العالم حوالي 255 مليون وظيفة في سنة 2020، فقد تغير الطلب السنوي على الوظائف بحسب القطاعات كالتالي:

المعلوماتية والاتصالات: + 7.3%

الخدمات المالية والتأمين: + 3.5%

الخدمات الصحية والاجتماعية: + 0.5%

التعليم: + 0.1%
الخدمات الاساسية الاخرى: + 1.1%

العقارات والبناء: – 2.2%

بيع وتصليح وسائل النقل: – 2.8%

الزراعة وصيد الاسماك: – 3.1%

الصناعة: – 2.5%

النقل والتخزين: – 6.1%

الفنادق والمطاعم: – 13.6%

على رغم جائحة كورونا زاد الطلب على بعض الخدمات في 2020 وهذه النسب مرشحة للارتفاع في 2021 مع تعافي الاقتصاد العالمي ممّ يشكل عامل اجتذاب للمهارات اللبنانية المتخصصة.

يمكن للبنان التخفيف من تعاظم موجة الهجرة المتوقعة عبر مخطّط موحّد يشترك به القطاع الخاص بالاضافة الى المنظمات الغير حكومية وهيئات المجتمع المدني من جهة، والقوة الاغترابية اللبنانية التي تتجاوز 14 مليونا” من جهة اخرى.

على قدر اهمية تصدير التفاح والنبيذ والمجوهرات وغيرها من المنتجات اللبنانية، يبقى رأس المال البشري اللبناني المتميز بالعلم والمهارة ما يجب الاستفادة منه وتوجيهه في ازمات مماثلة، حيث ان عصر اللامكان التي فرضته العولمة وثبّتته التكنولوجيا والآن توطّده كورونا، قد غيّر مفهوم العمل التقليدي، اذ اصبح الحضور الشخصي خيارا” غير ضروري

جورج الياس عبيد، خبير في الشؤون المالية

جورج الياس عبيد، كاتب من المجال المالي وله دراسات ومقالات في الشؤون المالية وعلم الاجتماع الاقتصادي. يعمل مستشاراً مالياً انطلاقاً من باريس، كما عمل مع شركات إقليمية وعالمية في لبنان والخليج العربي. حائز على اجازة في التدقيق المالي وماستر في العلوم المالية من جامعة USEK لبنان ، وهو مرشح للدكتوراه في الادارة والمال من جامعة IAE Aix-Marseille فرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى