اجتماعالاحدث

أخطر الكائنات الحيّة … أصحاب العلوم والشهادات الكبرى | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

يظن كثيرون أن الحمقى والأغبباء والرعاع والضعفاء والفقراء المسحوقين أكثر عنفًا وعدوانية من الآخرين لشروط موضوعية وذاتية وهذا تفكير خاطىء.
وحدهم الأذكياء والعباقرة والأثرياء الذين تسببوا بأخطر الحروب العالمية وغيرها.

يصنف الألمان واليابانيين والفرنسيين والإنكليز من أذكى الشعوب وأغناها إلا أنهم تسببوا بحربين عالميتين خلال ثلاثين سنة فقط.

حاليًا،لا أحد ينافس الأميركيين على أولى المراتب والإنجازات العلمية ومستوى المعيشة إلا أن لهم أكثر من مئة وعشرين قاعدة عسكرية في هذا العالم وأساطيلهم تجوب البحار والمحيطات ولا تحصل حرب أو انقلاب أو ثورة في أي زأوية من الكرة الأرضية من دون بصمات المخابرات المركزية.

لا يستطيع الأغبياء تبوّء أي سلطة، حدّهم الاقصى، السيطرة على شارع أو ارتكاب جريمة أو كحد اقصى مجزرة جماعية محدودة عدد الضحايا،لا يقودون جيوش ولا يقررون خوض حرب.

وحدهم أصحاب الشهادات العليا الذين يأخذون البشرية إلى الهلاك.
فأي علم هذا وأية شهادات حصلن عليها ولم يقدموا للعالم غير آخر صيحات السلاح وآخر فنون القتال وأخطر أنواع السموم والفيروسات وأسلحة الدمار الشامل بحجة الدفاع عن النفس.

كيف تكون أكثر الدول تقدّمًا،أخطرها على أمن وسلامة البشرية.
كيف يقدر عالم فضاء، محتار بأمر تربة المريخ وأزمنة السنة الضوئية واعوجاج الضوء أن يكون مشاركًا أو مساهمًا أو مصفقًا لجيش بلاده وهو يغزو أو يتدخل في دولة فقيرة كالصومال أو مالي أو افغانستان أو اليمن أو العراق أو اذربيجان أو ارمينيا أو ليبيا أو سوريا أو فلسطين أو فنزويلا أو لبنان؟

أي علم هو وأية شهادات علمية وأية جامعات عظمى هي، تلك الجامعات التي تعلّم الرقم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ولا تعلّم الإنسانية ولا الأخلاق؟

أغلب الحروب المدمرة التي هددت العالم بادر إليها الرجل المتحضر، الأبيض والأصفر بينما الرجل الأسود والأحمر اكتفوا بمجازر محدودة فيما بينهم.

في العلم أزمة أخلاق فظيعة.
يبدو كلما ارتقى الإنسان بعلومه صار أحمقًا أكثر وعبدًا للمال الحرام، يحلل الجرائم بحق الشعوب تحت شعارات تافهة.

الإسرائيليون يفتخرون أنهم شعب يهوه المختار وأنهم أسياد العلوم والديمقراطية والحرية وأنهم يقفون منتصرين كحضاريين وفي الحقيقة أنهم يقفون فوق عذابات شعب محتل، سرقوا أرضه وشرّدوه…
أي تناقض هو بين العلم والأخلاق، بين القوة والحق، بين الإحترام والقهر.

ما عاد الرعاع ومحدودي الذكاء يسببون لي الأرق.
بتّ احتاط و أتجنب المتعلمين، أصحاب الشهادات الكبرى والمراتب العليا لأنهم مصنفون من الكائنات الحيّة الأخطر على الإنسان.

من زاد علمه، زاد خطره وانعدمت أخلاقه.
البقاء للمتعلّم العدواني وللأقوى…

“وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ”.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى