اجتماعالاحدث

نداء : السيد الإمام الرمز موسى الصدر … | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

الإمام موسى الصدر

في حضرة الغياب ما اجمل حضورك، في زمن الابتعاد والفراق ما اجمل التواصل معك، في خضمّ السؤال عن المصير ما اجمل الاشتياق اليك، في البحث عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل لغز الإختفاء ما اجمل الحماس لفكّ قيدك.
انت لنا وليس لاحد غيرنا.
نحن لم نبِع اسمك في اسواق الوهم ولم نستغل قربنا اليك للهيمنة على القرار.

ما اروع السؤال في حيرته عندما يكتفي بعلامة الاستفهام غير آبه بالردّ او بالجواب، عندما يتفنّن الخيال بالثأر من قاتل او من خاطف او من سجّان، عندما يتحوّل الحدّ الفاصل بين اللوعة والرجاء لمعادلة رياضية ناجحة لا يتساوى فيها الموت بالغربة و بالغياب عندما يكون الرقم اسمك ويكون النسيان مُحال .
نعرف انك شهيد فقد واريناك الثرى لان الموت حق.

ايها الحاضر في الغياب، ايها المغادر في الإياب، في صمتك كلام، في صبرك هيام، في بُعدك قدسية،في لغز اختفائك بعد موت جلادك، رفض لواقعنا المزري و أحتجاج على قيادة شيعية تسيء ادارة الصراع بإمتياز…

كثرَ التعليم هنا وقلّ الفهم هناك، كثر التديّن هنا وندرت الأخلاق هناك، كثر الأطباء هنا وانعدم الشفاء هناك، كثُر فاعلو الخير من أهل الايمان هنا و زاد الكفر مع الايدي المرفوعة للدعاء.
ضجّيج الساحات وتكبيرات الساجدين لا تعيد اموال منهوبة لاهلها.
قُتل الانسان ما أكفره* عندما يجتمع المال مع السلطة مع العلوّ مع التسلّط مع الجشع مع النهم مع الاحتيال مع المكر .
وحدك صاحب الامانة سيدي، وحدك تعرف الامانات.

ما اتعسنا لأننا نقرأ الجريدة ونبعد الغبار عن الكتاب ولأن قلمنا مكسور ككرامتنا لا يوقع بالحبر على العبودية المعاصرة عن ما عجز عنه الأعداء بالدماء !
وحدك صاحب الامانة، بقيت معك اينما رحلت.

لا داع للعودة يا سيدي الإمام فإن لم يقتلك سجانك بعد فإننا لقاتلوك، إن لم يقتلك العمر ستقتلك سيوف حقيقتنا، رصاصات احوالنا، سمّ شوارعنا ومياه انهارنا، سيخنقك كذبنا، ستعدمك خيباتنا، ستصدمك المناصفة في حرّاس الاحراش، سيخيب ظنك في فرقة المسلمين.
لن تجد محرومين، سيستقبلونك بافخم السيارات.
الشهادة حق .

يا سيد الحضور في الغياب، الكل هنا دولة يطالب الدولة، الجميع هنا سارق بلاد ويبحث عن السارق والفاسد، بربّك يا إمام أخبرنا من هي ومن تكون الدولة؟
ايتام ومقهورين لا محرومين يا سيدي الامام.

سيدي الإمام موسى الصدر ، لست مخبراً لأشي بمن جمع مالاً من شح او من إرثّ أو من خرام بمن دارت من حوله اصابع الاتهام، تقاسم الجميع وطناً وبحراً وسهلاً وجبلاً ونشيداً واحلاماً وافتقدنا بداخلنا الانسان، تهنا في البحث عن أنفسنا في أجسادنا وعندما لم نجدها مدّدنا سجادة الصلاة وسجدنا.
اين سجادة الصلاة؟
لا داع للتعبد.
قهرنا عبادة.

لم يبقَ للكفار المهزومين والمنبوذين الأشرار الصابرين مثلنا غير الله نشكوه ما فعله بنا متطرفوا اهل الدين وتجار الايمان، منافقو القومية والعلمانية والاشتراكية، عصابات الجاه والاموال.
سأخبرك سرّاً، لا تبح به امام المتدينين.
اللاطائفيين والعلمانيين والشرفاء يمارسون التقية ليبقوا أحياء.
اغلب الذين تركتهم، قالوا الله رزقهم علما ان الله يمهل ولا يهمل ولا داع الان للعتاب.

وفي الختام لك منّا أعطر التحايا واجمل السلام، لستَ حكراً لأحد، حبّك ملك لكل الناس، نحن الناس.
نحن لم نستغل اسمك لنعلو ولم نتاجر بقرابة لنسمو ولسنا هنا لنمدح ليحبنا احد.
أنت أهلاً للاحترام لذلك نحن نترحم عليك ونحن نحبك.

مقالات ذات صلة:

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى