جميل أن يلتقي المسؤولون في بلدي حول غبطة البطريرك الماروني يوم عيد مار مارون…
وما يحمل هذا اللقاء من رمزية باتت شبيهة بالبروتوكول الأجوف… كيف لا اذا ما قرأنا في الأحداث والمواقف التي تلي المناسبة الدينية السنوية…
في الظاهر يلتقون، إلى جانب بعضهم يجلسون، وصور تذكارية يلتقطون، عظة توصّف الواقع وتبكي على اطلال وذكرى يسمعون، لقاء اشبه بإجتماع سنوي اجتماعي لا يقدّم ولا يؤخر…ولا يمت إلى جوهر الدين وعمق سرّ القربان بصلة…
عذرا يا سلطة وطني الدينية والمدنية…
عذرا على صراحة لم اعتد يوما إلا البوح بكل ما يختلج في قلبي وفكري بكل محبة واحترام للحقيقة ولو كانت نسبية…
الا يجدر بنا ان نفكّر في شعبنا يرزح تحت وطأة الفقر والجوع والحرمان بدل بروتوكولات مزيّفة وعقيمة؟!
الا يجدر بنا ان نوقف احتفالات اصبحت صُوَريّة زائلة وآنية لا تحاكي هموم ابنائنا وشجونهم؟!
الا يجدر بنا ان نوقف تلك المهرجانات التي نمثّل فيها على بعضنا البعض ونتضرّع إلى الله وينتهي كل شيء عند مدخل الكنيسة ويعود كل واحد إلى متراسه ويهدم الجسور ويبني الجدران مع الآخر المختلف؟
عذرا يا سلطة بلادي
ما نحتاج اليه اليوم اكبر من احتفال بروتوكولي وانجع من لقاء سنوي،
جلّ ما يحتاجه المجتمعون في عيد مار مارون ونحن منهم رتبة توبة جماعية نغسّل فيها القلوب ونفحص الضمائر ونكفّر عن ذنوب اقترفناها تجاه شعب ووطن…
عيد مارون وقدّاسه السنوي يحتاج إلى لملمة إنساننا المجروح بالبغض والحقد والأنانية والمصالح الخاصة للإنطلاق نحو التغيير المنشود والبناء المعهود…
عذرا يا سيِّدي مارون، لأنّ على اسْمك نرفع الذبائح، وباسْمك نقاتل ونكابر، وباسْمك توزّع الكراسي، وانت منّا برّاء…
اعد إلينا معنى اللقاء، وزهوة النقاء وإلى قلوبنا الصفاء ونعمة الشفاء فنحوّل أرضنا سماءًا… والسلام…