ازمة لبنانالاحدث

فرصة قبل السقوط | بقلم الخوري طوني بو عساف

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

في ٢٩ أيار ١٤٥٣ سقطت مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. وبينما كانت المدينة تسقط كان الأحبار يبحثون عن جنس الملائكة… سقطت المدينة يوم سقط الإنسان فيها وغابت القيادة الحكيمة بسبب الاطماع والانانية وسوء احترام التعددية والانقسام الداخلي.

فالدولة البيزنطية كانت قد سقطت من الداخل قبل أن يغزوها العثماني من الخارج، وذلك عملا بمبدأ “الدول تنتحر ولا تُقتَل”… كان البيزنطيون يحتضرون سلطة وشعبا… وجاء السقوط نتيجة الاحتضار الداخلي والغزو الخارجي.

واليوم نقف أمام هذه الذكرى الأليمة في قراءة إلى واقع سقوط “قسطنطينية” لبنان وما زلنا نبحث عن جنس الملائكة وشعبنا يحتضر.

نتلهى بانقساماتنا وانانياتنا وعدّ كراسينا وشبابنا يهاجر وشعبنا يُقهر…
فالاجدر بنا سلطة روحية ومدنية ان نترك جنس الملائكة جانبا ونتخلى عن المناكفات والمماحكات والمشاحنات والعرقلات ونبش قبور الماضي وندخل إلى علية الوطن ونتوب عن تقصيرنا واخطائنا ونخلص ما تبقى من “قسطنطينيتنا” قبل سقوطها لأنها وان سقطت سيكون سقوطها عظيما وعندها لن ينفع الندم.

لدينا فرصة لا ندعها تضيع… وكلنا رجاء…

الأب طوني بو عساف

الاب طوني بو عساف حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في بيروت . شخصية عامة له مداخلات إذاعية ومتلفزة في الحقل الاجتماعي والمجتمعي. منسق لقاء كسروان الثقافي الذي يستضيف نخبة من الباحثين والخبراء في المجالات العامة المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى