لن يكون مشهد طوابير الخبز أمام الأفران هو المشهد الأخير من سلسلة الخنوع والإذلال، بل سيلحقه قريبًا صورة العامين السابقين أمام محطات الوقود والصيدليات والمواد الغذائية، ونتهيىء للقادم من طابور جديد للمصابيح والشمع !!
شعب يقف ساعات للحصول على أدنى مقوماته المعيشية من أزمة البنزين الذي ذهب فيها أكثر من ٣ ضحايا، والآن طابور الخبز إشكالات وضحايا جدد !
شعب منذ ٤٥ يومًا اختار مجلس نيابي جديد، الى هؤلاء الناس، هل سألتم زعاماتكم لماذا وصلنا الى هنا؟
لا تصدقوا لبنان يعوم فوق ترسانة مالية مذهلة من الدولارات، مواطنين وليس سياسين سحبوا من المصارف قيمة ١٤ مليار دولار مخبأة في المنازل، لا تصدقوا الدواء لم يكن مقطوعًا ولا المحروقات ولا المواد الغذائية والآن الطحين متوفر وبكثرة، لكن الذي يُدير منظومة التجارة في هذا البلد هم مجموعة من المجرمين يتفوقون على ( دراكولا ) في الإجرام !
وفي تقرير رسمي عن مسار المطاحن والأفران تبين الآتي : صاحب الفرن يعمد إلى بيع كمية الطحين بدلًا من عجنها وخبزها. إذ إن البيع يوفّر أرباحًا أسرع من صناعة الرغيف بكلفة استهلاكية مرتفعة . فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر طنّ الطحين المدعوم (وفق سعر صرف 1520 ليرة لكل دولار) نحو مليونين و 850 ألفًا أي ما يقارب 1900 دولار، فيما يمكن بيع الطن بما يراوح بين 1000 دولار أو 1500دولار نقدًا، أي ما يزيد على 40 مليون ليرة.
السؤال الثاني يتعلق بحلقة المطاحن. هذه الأخيرة وعوضًا عن طحن كل الكميات المدعومة لتوزيعها على الأفران، تقوم بإخفاء قسم من الكميات المدعومة لطحنها لزوم استخدام صناعة الحلويات، ما يكسبها الكثير من الأرباح الإضافية أيضًا.
عصابات الطحين اللبنانية تفوقت في اجرامها على عصابات ( مونجيكي ) الكينية التي تسحق ارواح الناس عبر الجوع والعطش، وكثر من تجار المطاحن والطحين يبيعونه في السوق السوداء لكسب الربح السريع وهو يتفرج على الشعب المستسلم الذي يهوى الإذلال .
وهذه العصابة فتحت بوابة جديدة للتهريب وبيع الخبز في السوق السوداء حتى وصلت في بعض المناطق الى ٤٠ الف ليرة، واستغل النازح السوري غباوة بعض اصحاب الأفران ليزيد الطين بلة .
ايها الناس لا تلوموا أحدًا انتم من يتحمل جزء من المسؤولية، وبدل ان تصطفوا على ابواب الأفران والصيدليات ومحطات المحروقات اذهبوا الى مستودعات هؤلاء وحطموا كارتيلات الاحتيال ومصاصي دمائكم .