ازمة لبنانالاحدث

فلسفة فوضوية بنسخة لبنانية | بقلم د. أحمد عياش

لم تكن حتى دولة في يوم من الأيام كي يستمتع المرء بالحداد عند موتها.
حتى في فترة  الحداد نجد متعة ما في العودة إلى الذات في الحزن في البكاء في الشعور بالذنب تجاه الراحل او الراحلة، في الرغبة في إعادة قراءة الوجود ومعناه.
لتمت الدولة ولتنتهي ولنذهب  الى الفوضى العارمة بعد الارتطام العظيم وبعد بؤس اليائسين في الظلمة وفي الهرولة خلف رغيف الخبز .
ما عاد للدولة من حضور إلا بأجهزة امن تتماسك بصعوبة ليس لان الشعور الوطني هو الغالب ،لا،لأن قرارًا عالميًا يفرض الدعم للأجهزة الأمنية ان تصمد لأن انهيارها يعني ان لكل بلدة مخيمها الفسطيني ومخيمها السوري وضاحيتها الجنوبية وسفارتها الخاصة وقضاؤها المختص وقانونها وشرعها ومعبدها ومطرانها ومفتيها.
ولها رياض سلامتها الخاص كما لها نوح زعيترها.
لا يناسب أحد في هذا العالم ان تأتي كل مجموعة على حدة لتقصف تل أبيب بما تيسر من الصواريخ بعد الصلاة على محمد وعلى آل محمد(ص) .
أمن العدو الأصيل واستقرار أوروبا الباردة اهمّ من الفوضى اللبنانية.
لتكن الفوضى العارمة لنكن بوتين لبنان الجديد ضد الغاز والنفط والماء العالمي.
لنخرج عن سيطرة الدولة المالية العميقة المحلية والعالمية.
لنفاجىء العالم بأفكارنا الخلاقة.
هدد الرئيس أردوغان سابقا بفتح حدوده للزاحفين السوريين وباستطاعة الفوضى العارمة اللبنانية أن تهدد استقرار امن العالم أجمع.
لن يفكوا الحصار ولن تتحسن الأحوال الا اذا تيقنوا ان امن العدو الاصيل بخطر.
من يساعد على توفير الهدوء للعدو الاصيل من غزة الى البخر الميت الى الجولان الى الناقورة.
انه كينغو.
لتكن بلادنا اوكرانيا الجديدة.
لنهدد امن العالم.
لنهدد هذا العالم اجمع الذي حمى انذالنا اللبنانيين،كلابهم المدربة،ان الفوضى العارمة مطلبا شعبيا طالما ان لا دولة منذ زمن بعيد.
من يمنع قيامة الدولة؟
جبران باسيل و ونبيه بري و وليد جنبلاط وحزب الله وسمير جعجع!؟
انه كينغو.
وحده توازن الرعب والخوف من تبادل المجازر يمنع البوح برغبة الفدرلة والطلاق .
عائلات كثيرة فضّلت الوحدة المُرّة على الطلاق من اجل الاطفال.
لكن كان للاطفال رأي ايجابي بالطلاق.
نحن ليس لدينا اطفال من تعايشنا المنافق فلنمضي الى الفوضى العارمة والى الطلاق.
لم تنجب الكنيسة والمسجد اي طفل.
لتكن جونية عاصمة نفسها ولتكن جبيل عاصمة لنفسها ولتكن طرابلس وبعلبك والمختارة والمصيلح وحارة حريك وشحيم وحتى حاروف عواصم انفسهم.
لتكن المجزرة الكبرى ولتكن البلاد مرتعا لكل انظمة الارهاب في العالم.
ليكن لبنان مصدر اطلاق نار متواصل لازدهار العدو الاصيل.
لنصدر البؤس للعدو الاصيل المنهزم الحقير.
نحن وحدنا الحقراء لا نستحق وطنًا.
انا الوطن يا انذال.
انا نشيد الاممية المجروح.
لنقدم فوضانا للجميع لندهش العالم.
لتكن معنزة ومكلبة وجومسة وحمرنة وحشية كما يقول هولاهيلو.
لن تجدو هولاهيلو في اي مرجع ادبي.
هولاهيلو يبشّرنا منذ زمن بعيد اننا خرجنا من كوننا نستحق العيش في بلد في دولة واننا استحقينا المزبلة بشرف.
يعرفونه في يحمر ويقولون ان له اسم في نقابة الاطباء.
لنرفع نصبين لابي جهل وليوضاس ولا مانع من نصب آخر لام لهب.
ام لهب امنا الحنونة ،انها سيدة العارفين.
لتكن الموعظة تدريب على الذبح.
على اعتناق المجزرة دربا وحيدا للنحاة.
لتكن الفوضى العارمة رسالتنا الثقافية ولتذهب الدولة واربابها وآلهتها وشياطينها وسحرتها وعملتها الى الجحيم.
انا الوطن.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى