لقاء وحدة ورؤية لمجموعة من الآباء والرهبان ينشر نداء رؤيته حول رسالة الكنيسة المارونية في الأزمة الراهنة
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
أطلق عدد من الكهنة نداء الى الكنيسة المارونية، قسمه معدوه الى مستويين: “مستوى الوحدة الجماعيّة ومستوى الرؤية التضامنيّة وذلك من منطلق عملي لا نظري”.
أعدّ النداء الكهنة والرهبان: مالك خليل أبو طانوس، طوني ايلي بو عسّاف، عبود جرجس جبرايل، جان مارون يوسف الحلو، طوني وديع خضره، بول بدوي الدويهي، باسم يوسف الراعي، نسيم كمال قسطون وإدغار الياس الهيبي. وتبنّاه حتّى الآن، الكهنة: ريمون سمعان باسيل، الياس سليم الحلو، شربل بطرس خشان، سليم مخايل زريبي، جورج طانيوس صدقة، جورج عبدو صقر والأخوات: ماري بول شاكر أيوب، باسمة جوزف خوري، جميلة فارس ريشا، إيميلي إميلين طنّوس.
وأوضح المعدون في بيان، أن “النداء الذي تودّ هذه النواة من الكهنة إطلاقه، مع من يحب أن يشاركهم، يستند بالدرجة الأولى إلى إيمان راسخ بأن الكنيسة هي محور إيمانهم ببعدَيها غير المنظور كما المنظور. على أن هدف هذا النداء هي الكنيسة المنظورة التي حدّد المجمع الفاتيكاني الثاني أنها تقوم على الشركة (دستور عقائدي في الكنيسة، 7). وهذه الشركة في يقيننا محورها الأساس كما أتى في كتاب أعمال الرسل الوحدة التي هي جوهر الشركة وعمادها الأساسي “عمل الحق في المحبة” (أف 4، 15) المبرّر الحقيقي لوجود المؤسّسة كما أرادها السيّد بذاته: “أنّه جاء ليَخدم لا ليُخدم ويبذل نفسه عن الكثيرين (متى 20، 28)”. والعلاقة بين الوحدة والعمل لا يمكن أن تكون فعّالة من دون رؤية تضامنيّة غايتها أن تكون الكنيسة علامة منظورة على حضور ملكوت الله في هذا العالم”.
وقالوا: “إننا لَعلى إيمان راسخ بأن هذا التحديد للكنيسة ببعدها المنظور هو الذي يقف وراء حس المكاشفة الذي يتجلّى في طيّات هذا النداء لا من منطلق الانتقاد العبثي، بل من منطلق النقد البنّاء النابع من المحبة للكنيسة التي تحثّنا على قول الأشياء لأن الحقيقة تحرّر”.
النداء
وجاء في النداء: “نمرّ اليوم في أزمة مصيريّة، لا تحتاج إلى توصيف لأن معالمها واضحة، لكن من المؤكّد أننا مدعوّون إلى مواجهتها في سبيل الخروج منها بأقلّ الأضرار وبانتصار الرجاء الذي فينا. وهذا لا يتمّ إلا عن طريق تشديد أواصر الوحدة ووضع رؤية تضامنيّة تساعد في توفير أكبر قدر ممكن من الصمود في وجهها.
والمحفّز على هذه الدعوة على وجه الخصوص إعلان البابا فرنسيس عن سينودس خاص بالحياة المجمعيّة في الكنيسة، وهو يرى في هذه الذهنيّة السينودسيّة مستقبل الكنيسة الواعد، كما أيضًا التصدّي لتجربة الإكليروسيّة التي تهدّد قداسة الكنيسة وطهارتها ومجدها (أف 5، 26-27) . لقد استلهمنا خط السير في تفكيرنا بهذه الدعوة ما ورد في الوثيقة الإعداديّة لهذا السينودوس، حيث هناك تشديد على مشاركة الجميع الفعليّة أوّلًا بالإصغاء المتبادل لتمييز إرادة الله ومتطلّبات الرسالة وعلامات الأزمنة ووضع الخطط الناجعة، فيدمج الجميع رغم تعدّدهم واختلافهم في سير الكنيسة (2 و4). وهذا لا يكون من دون تفحّص دقيق أيضًا للبنى الكنسيّة وإدارة المسؤوليّات فيها وطريقة استعمال السلطة والعلاقات بين أعضائها، حتى يتبيّن التلاؤم بين الغاية من البنى وممارسة السلطة والخير العام في حياة الكنيسة وحاجة العالم اليوم والتزام الكنيسة تجاهه (2، 4، 28). هذا يعني أن كلّ الكنيسة تحيا سينودوسيًا لا فئويًا. وعيشها سينودسيًا تقرّره طبيعة العمل السينودسي الذي يجعل الكنيسة تلتزم زمنها بشكل واقعي لا بشكل جامد وبشركة لا بأحاديّة. وهذا لا يكون إلاّ بفتح الباب لروح الحريّة والتجدّد حتى تحقّق الكنيسة حقيقتها أنها مدعوّة إلى التجدّد الدائم (9).
ومن البديهي أن تكون وجهة تطلّعنا من أجل هذه الدعوة، في هذه الأزمة وسيرًا مع الكنيسة في هذا السينودس، إلى البطريركية المارونيّة التي أعطي لها أن تستحق مجد لبنان من خلال تدبير هذا الشعب، كما يقول البطريرك الدويهي “بالجسداني والروحاني”. وبكونها، من منطلق إيماننا، كنيستنا، فأننا نؤمن أنها “بمثابة السرّ، أيّ العلامة والأداة في الاتّحاد الصّميم بالله ووحدة الجنس البشريّ برمتّه” (دستور عقائدي في الكنيسة، 1). ووحدتها تتجلّى بتضامنها مع “آمالَ البشرِ وأفراحَهم […] أحزانَهم وضيقاتهم، ولا سيّما الفقراء منهم والمعذَّبين جميعا” (دستور راعوي الكنيسة في عالم اليوم، 1).
إنطلاقًا من هذا الإيمان، رأينا نحن مجموعة من كهنة هذه الكنيسة وكمعاونين في حقل الرسالة أن نطلق هذا الصوت، مساهمة منا في مساعدة الكنيسة على وضع رؤية تجعلها قادرة على تحقيق هذه الرسالة المطلوبة منها الآن وهنا، في هذه اللحظة من تاريخنا. إننا نقوم بذلك بأمانة للمجمع الفاتيكاني الثاني وللإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان وللمجمع البطريركي الماروني، حيث يبدو واضحًا أن الأمانة لهذه الرسالة وفاعليّة أي رؤية تمرّان بتجدّد الكنيسة المستمر (semper purificanda, poenitentiam et renovationem continuo prosequitur) (دستور عقائدي في الكنيسة، 8) لأنها “أنشئت ونظّمت كمجتمع في هذا العالم” (المرجع نفسه) حتى تخدم الوحدة والتضامن بشكل أفضل وأمثل.
على هذا الأساس، قسمنا نداءنا إلى مستويين: مستوى الوحدة الجماعيّة ومستوى الرؤية التضامنيّة وذلك من منطلق عملي لا نظري.
1. على صعيد الوحدة
إن مدرسة التاريخ تعلّمنا أن الشعوب التي تواجه الأزمات وهي مشرذمة تُسحَق، وربما يصل بها الأمر إلى التلاشي والغياب في النسيان (Hegel). وهذا من العوامل الأساسيّة التي تواجه الجماعة المارونيّة اليوم. وهذا إن دلّ على شيء، فعلى ترهّل في الوجدان الجامع وهو دليل على أزمة هويّة. هذا لا يعني أننا نحتاج إلى شدّ العصب، بل إلى استحضار واعٍ لتاريخ الجماعة حتى تستعيد الكنيسة المارونيّة وحدة الوعي والإرادة للقيام بالرسالة الموكلة إليها في هذا المحيط التي هي رسالة الحريّة وكرامة الإنسان.
لا يمكن أن تكمّل الجماعة بهذا التخبّط والضياع والتبعثر إلى ما لا نهاية وهي غافلة عن أن التشرذم لا يعني الحريّة، بل الوحدة في الحقيقة هي مصدر الحريّة الحقيقي. الوحدة مطلوبة من الكنيسة بالدرجة الأولى، ومعاينة الخلل على هذا الصعيد هو المدخل إلى استعادتها، وذلك على صعيدين:
أ- على الصعيد الداخلي: إن الواقع لا يدلّ في الكثير من الأحيان أن الوحدة متجليّة في قلب الكنيسة كجسم واحد (وحدة الجسم الكهنوتي والتكرّسي، وحدة الإكليروس والشعب، وحدة الطاقات والتطلّعات والاستراتيجيّات). وهذا ما يلمسه كثيرون من بنات الكنيسة وأبنائها، علمانيين وإكليروسًا. وهذا يؤثر حكمًا في الجسم ككلّ، لأن الكنيسة رأس وجسم كما يقول أغسطينوس. ومن العلامات الظاهرة لهذا الخلل:
– شعور الكثير من الكهنة أن السلطة في الكنيسة بعيدة عن واقعهم، وهذا ما ينعكس في بداية ظاهرة هجرة الكهنة، كما لو أن الكهنة قطاع من قطاعات الحياة الإقتصاديّة.
– ظاهرة المقرّبين المحظيّين التي تجعل الشك قائمًا تجاه خطاب العدالة التي تنادي به الكنيسة وتطلبه من المجتمع المدني، وهي لا تراعيه في كثير من الأحيان في دوائرها. أمام هذا الأمر يطرح السؤال، هل من رسالة من دون شركاء في الكرامة؟
– هذه الظاهرة تمتد أيضًا إلى المؤسّسات الكنسيّة التي يشهد كثيرون على سيطرة المحسوبيّات والاستنفاع عليها، بدل الكفاءة والمشاريع الواعدة والشفّافة (على سبيل المثال التساؤلات التي تطرح على صعيد استثمار الأوقاف وتمييز طبقات معيّنة على حساب غايات الوقف الأساسية وهي الاهتمام بأبناء الكنيسة غير الميسورين).
وهنا السؤال: هل تستطيع الكنيسة القيام برسالتها في هذه الأزمة من دون إعادة تفعيل مؤسّساتها وتنشيطها بالتعاون مع أصحاب الكفاءة لتعود متماسكة وفاعلة ومنتجة، وبالتالي موضع ثقة؟
ب- على صعيد الرعاية: إنّ تعاطي الكنيسة مع الأزمة الراهنة، وخصوصًا الإقتصادي منها، يجلب انتقادًا من المؤمنين الذين يرون أن الكنيسة بعيدة عن الهموم اليوميّة والحياتيّة للمؤمنين، وهي تكتفي بالتنديد والشجب والتمنيات والإرتجال في الكثير من المسائل، بدل التخطيط المنهجي الذي فيه استشراف واستراتيجيّة واضحة لمواجهةالمشاكل المطروحة، وهذا ما يبدو مثلًا من استسهال سياسة “الإعاشة”. رغم هذا العمل الممدوح، إلا أن الكنيسة تساهم بذلك في جعل الناس يعتادون على التعايش مع الأزمة، في حين أنهم كانوا يتوقّعون كنيسة، كما أعلنت في المجمع البطريركي الماروني، “تحمل لواء مشروع ثورة بيضاء، اقتصاديّة ثقافيّة ديمغرافيّة…” (المجمع البطريركي 2006، النص عشرون، 9).
وما يضعف هذه الوحدة أيضًا التساهل مع انتشار التيارات التي تعمل على جذب أبناء الكنيسة من خلال مظاهر تقويّة وتقشّفيّة على حساب عمق الإيمان، مما قد يؤدّي إلى استعادة زمنٍ من لاهوت يشدّ بالكنيسة إلى نقاشات أصوليّة (كما جرى في مسألة المناولة في زمن كورونا)، ولا يخدم في شيء حاجة شعبنا اليوم إلى لاهوت التجسّد والإلتزام. هذا اللاهوت الذي يجعل من الواقع مهمّة لاهوتيّة يعتمد على تعليم الكنيسة الاجتماعي، بأبعاده الإنمائيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والبيئيّة، سوف يشهد على حيويّة الكنيسة التي تقاوم منطق الاستقراب والإستسهال، من أجل خلق جيل ملتزم كشعب الله في تاريخ هذا العالم.
كذلك إن تعثّر المساعي في جمع الصف المسيحي ورجوع الكنيسة إلى منطق الاستقبال والتوديع أو غض الطرف، أو الانحياز الظاهر لبعض رجال الكنيسة إلى هذا الفريق أو ذاك، قد يؤسّس ربّما لتكريس إنقسام مسيحي دائم، ويظهر الكنيسة كما لو أنّها فقدت دورها كأداة للوحدة.
وهذا ينسحب للأسف أيضًا على التعاطي مع ظاهرة الهجرة في هذه الأزمة وعلى غياب خطة واضحة للعمل مع الانتشار، إذ كيف بالإمكان جعل هذه الظاهرة باعثًا على الوحدة أكثر من دون وضع خطّة رعويّة تظهر فعاليّتها، وذلك من خلال تدعيم الرابط بين المهاجرين حديثًا والمنتشرين، وهو الدور المنتظر من الكنيسة في هذه الأزمة لتقويّة مقوّمات الصمود والبقاء.
2. على صعيد الرؤية التضامنيّة
إن التحديّات التي يثيرها موضوع الوحدة في الكنيسة في قلب هذه الأزمة الراهنة لا يمكن التعامل معها من دون رؤية تضامنيّة واضحة، تأخذ من مطلب الوحدة منطلقًا لها. على أن هذه الرؤية يجب أن تطال مجدّدًا المستويين اللذين رفعناهما سابقًا:
أ. على الصعيد الداخلي: إن الوحدة لا تتجلى حقيقة داخل البطريركيّة والأبرشيّات من دون تعزيز الرّوح المجمعيّة المبنيّة على “الشركة والمشاركة والرسالة” (البابا فرنسيس، كلمة إلى المشاركين في افتتاح سينودس من أجل كنيسة سينودُسيّة: شركة ومشاركة ورسالة يوم السبت 9 تشرين الأوّل/أكتوبر 20219 تشرين الأول 2021)، وبعيدًا عن الذهنيّة التقليديّة التي تستسيغ منطق الهرميّة الجاف. أكثر ما تحتاج إليه الكنيسة لمواجهة الأزمة هو سرّ الإصغاء والتمييز والاستفادة من كفاءة بناتها وأبنائها ومهنيّتهم بغية توحيد رؤية تتسم بالعمق والدراسة والتخطيط، بعيدا عن العاطفة والارتجال، ذلك أن “الله ليس إله الفوضى، بل إله السلام” (1 كو 14، 33).
وعلى هذه الرؤية أن تصيب بالدرجة الأولى بنتائجها إعادة ترتيب أولويّات من دونها لن يكون لهذه الرؤية من فاعليّة مرجوّة. وعلى رأس هذه الأولويّات أن يتحلى “الجهاز البشري” و”الجهاز المؤسساتي” بالمقوّمات المطلوبة. هذا يعني أن على الكنيسة أن تتعامل مع الجسم الكهنوتي كجسم واحد فيه تعدّد مواهب هي بحاجة إليها، ولذلك عليها أن تعطي اهتمامًا خاصًا للمهارات التي يجب أن يتحلى بها الكهنة ليكونوا قادة فعليّين وينتقلوا من البنى التقليديّة في الإدارة إلى البنى الحديثة. طبعًا يرتّب ذلك على الكنيسة أن تمد هؤلاء الكهنة بتنشئة ملائمة وأن تهتم أكثر بحياة هؤلاء الذين كرّسوا ذاتهم لخدمة شعب الله، إذ “ما من أحد يُجنَّد يشغل نفسه بأمور الحياة المدنيّة، إذا أراد أن يرضي الذي جنّده.” (2 تي 2، 4). وأيضًا على المؤسّسة الكنسيّة أن تدخل عالم الإدارة الرشيدة حتى لا تقع فريسة “تأثير الكوبرا” (cobra effect: حيث تؤسّس الحلول المطروحة لمشاكل جديدة). وعلى الجميع، أفراد ومؤسّسات، الخضوع لمنطق مراجعة الذات والمساءلة والمحاسبة.
ب- على صعيد الرعاية: إن السير وفق خطّ سينودسي مبني على سر الإصغاء والتمييز يعني بالدرجة الأولى” الإصغاء إلى الإخوة والأخوات وإلى الآمال وأزمات الإيمان […] والإشارات التي تأتي من الواقع المحلي” (البابا فرنسيس، كلمة إلى المشاركين في افتتاح سينودس من أجل كنيسة سينودُسيّة: شركة ومشاركة ورسالة يوم السبت 9 تشرين الأوّل/أكتوبر 2021). تنبع الرؤية هنا من القرب (Église de proximité)، قرب الكنيسة من حياة الناس لفهم معاناتهم. فالواقع يتكلّم في الكثير من الأوقات أفصح من الأرقام والصور الخارجيّة. على الكنيسة أن تعود مجدّدًا كنيسة الشعب، “إلى جانب رعيّتها في زمن الضيقات.” (المجمع البطريركي 2006 الملف الثالث النص عشرون. 7).
وهذا القرب هو الذي يتحوّل مشاريع تضامن، لتكون الرؤية جوابًا على احتياجات الواقع. وهنا تنفتح آفاق العمل الشامل بدل الاستقراب والاستسهال، “نظام الإعاشة”. يتطلب ذلك طبعًا سلوك درب المؤسّسات المتخصّصة. وهذا يحتّم على الكنيسة أن تعيد النظر والتقييم لتصحيح الخلل ووقف التعثّر من خلال مراكز الدراسات المتخصّصة في كافّة الحقول وإنشاء مراصد تحيط المسائل من الجوانب كافّة عبر احترام الهرميّة في التخصّص. والاستعانة لذلك بفريق من الاختصاصيّين الموثوقين في خدمة الملكوت، ليكوّنوا هذه الأنتليجنسيا التي عرفتها أروقة البطريركيّة في الكثير من المراحل.
يعني ذلك عمليًّا أن الرؤية تحتاج إلى تخطيط يتّبع تدبيرًا واضحًا، وهرميّة تنفيذ مفصّلة، وفرق عمل متخصّصة وإنشاء مؤسّسات يكون لها أفق أوسع من المؤسّسات الكنسيّة العاملة، تحاكي شروط العمل مع المؤسّسات الدوليّة، وتنسيق عمل مختلف المؤسّسات المارونيّة، في الداخل وفي الانتشار، من أجل إنتاجيّة أكبر وفعاليّة أجدى.
في هذا السياق نذكّر بما ورد على سبيل المثال في المجمع الماروني في هذا الخصوص عن إنشاء “مؤسّسة للدعم الاجتماعيّ”، تتوزّع مراكزها على المناطق بحسب الكثافة السكّانيّة، وتشمل اهتماماتها: الخدمات المهنيّة (تدريب مهنيّ، مكاتب توظيف…)، مراكز زراعيّة، مراكز صحيّة، مراكز استشارات (عائليّة، قانونيّة…)، الخ، وعن إنشاء مركز دراسات وتوثيق وإحصاء يساهم في إجراء مسح شامل لوجود الكنيسة المارونيّة ولمقدّراتها ومؤسّساتها وأبنائها… وجمع الإحصاءات الدقيقة والمعلومات الصحيحة ودراسة المشاريع المفيدة بحسب المناطق واحتياجاتها وتحديد الأولويّات وسبل التنفيذ. وإنشاء صندوق تعاضديّ (المجمع البطريركي، النص عشرون، 4 و 42)”.
وختم الكهنة نداءهم: “في الختام، يهمّنا أن نشدّد على أنّ نداءنا ليس للانتقاد والتذمّر، بل من خلاله ننشد الإلتزام الفاعل ونعلن عن استعدادنا لوضع كل ما نملك من إمكانات وكفاءات في خدمة كنيستنا، نحن الذين نذرنا أنفسنا لنكون في خدمة الملكوت الذي تمثّل الكنيسة علامة حضوره المنظور في هذا العالم على أن تبقى أمينة لسيّدها الذي دعاها لتكون نور العالم وملح الأرض”.