ازمة لبنانالاحدث
مرسى صامد” مُعادلة جديدة أطلقت عمليات البقاع… المرحلة الثانية من الحرب على لبنان | كتب د. عماد رزق
1400 هدف يستعد الطيران "الاسرائيلي" لاستهدافها في سهل البقاع.. معلومات تتحدث عن "معادلة العام 1982" في الميدان، حيث لم يتغير اي شيء سوى التطور التكنولوجي بين العام 1982 والعام 2024.
*”فالق البقاع” محور المواجهة القادمة، بين دفاع جوي ومسيرات وغارات ليلية ونهارية تستهدف نقاطا تحمل اكثر من رسالة*، واستهدافها يعني الكثير في المواجهة المستمرة منذ اكثر من 5 اشهر بين المقاومة في لبنان و”اسرائيل”.
ليل المواجهات من مزارع شبعا والجولان وصولاً الى البحر الاحمر وبحر العرب.. معركة السواعد ترسم عناوين اليوم التالي، في قواعد اشتباك يريدها “الاسرائيلي” من خارج الضوابط، ولا في اطار قواعد الاشتباك التي رسمها تفاهم القرار 1701.
للمرة الثالثة يستهدف العدوان الاسرائيلي بقصفه البقاع بعمق ابعد من 100 كلم من المواجهات والمناوشات والمعادلات، التي استمر بها تبادل اطلاق نار وفق مبدأ ” الدم بالدم”.
وبعد المرة الاولى التي استهدف بها البقاع، وكانت في اطار رسم قواعد اشتباك بين معادلة الدفاع الجوي والمسيرات واستهداف بعلبك، جاء الاستهدافان الليلي والنهاري ليؤكد ان “عملية مرسى صامد“، والاقتراحات التي وضعها كبار ضباط العدو، تعود الى خطة قديمة بعقلية غير ناضجة عسكرياً، تعتقد ان معادلة العام 1982 ما تزال صالحة.
معركة سهل البقاع في العام 1982 ، والتي تعتبر من اكبر المعارك الجوية في التاريخ، وقعت بين القوات الجوية السورية وسلاح الجو “الاسرائيلي”، حيث دمرت في هذه المعركة حوالي 90 طائرة، كما شهدت هذه المعركة اول مشاركة لطائرات من دون طيار، وقد اثبتت فعاليتها واعتماديتها.
اما اليوم فالتطور التكنولوجي “الاسرائيلي” في الميدان، يقابله تطور كبير ومفاجآت للمقاومة في لبنان ما تزال تنتظر الميدان، واولى هذه المعادلات ما بدأته المقاومة من استنزاف لمخزون القبة الحديدية، ومنظومة الدفاع الجوي “الاسرائيلية” من جهة، ومن جهة اخرى دخلت معادلة الجولان السوري المحتل كمسرح للعمليات المشتركة مع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
الاكيد ان “عملية مؤكد”Operation Focus كانت الضربة الاستباقية الافتتاحية التي قامت بها “اسرائيل” في بداية حرب 1967، وهي كانت في الاساس موجهة الى مطارات سيناء، حيث استطاع سلاح الجو “الاسرائيلي” من تدمير اكثر من 450 طائرة و18 مطاراً مصرياً، مما ابقى سلاح الجو المصري خارج العمليات.
في العام 1969 “حاييم بارليف” و”مردخاي هود” استطاعا عبر سلسلة عمليات جوية من تحقيق انجاز تكتيكي على طول قناة السويس، فكانت “عملية بوكسر” الاولى مقدمة لسلسلة عمليات استمرت من يوم الاحد 20 تموز 1969 حتى آخر عملية جرت في 28 تموز 1969.
*بين عملية “مؤكد” وعملية “بوكسر”، قاسم مشترك لم يعد متوفر في عملية “مرسى صامد”*، لان العمليات التي نفذتها القوات الجوية “الاسرائيلية” كانت استباقية، لكنها كانت في “حرب الاستنزاف”، والكل يتذكر كيف استطاع الجيش المصري من اجتياز قناة السويس وتدمير اسطورة “خط بارليف”..*هكذا سيكون اليوم ” عبور”*.
بعد تعرض 10% من القرى والبلدات اللبنانية حتى اليوم لاعتداءات واستهدافات من الطيران الحربي “الاسرائيلي والمسير”، ومع افتتاح المرحلة الثانية من العدوان الاسرائيلي على لبنان، بعد توسع الاستهدافات على بنت جبيل وكذلك بلدة الخيام، بالتزامن مع شن غارات على قطاع غزة واستعدادت للدخول “الاسرائيلي” الى مدينة رفح الحدودية مع مصر، تستعد المقاومة في لبنان لمعادلة جديدة في البر والجو، ضمن معادلة ” الدم بالدم” والرد المتناسب والمتناسق.
*معادلة تحافظ فيها المقاومة على قواعد اشتباك، وترفع من وتيرة الاستهداف للمواقع العسكرية بكثافة النيران وقدرة التدمير*، مع المحافظة على مدى معين من العمق الجغرافي لعمليات القصف الصاروخي. اما في الجو، فقد نشاهد تكثيفا لدخول المقاومة العراقية في استهداف نقاط استراتيجية في الداخل الفلسطيني المحتل، ومفاجآت تحضر لها القوات اليمنية.
اما الخطير في المعادلة “الاسرائيلية” الجديدة، حجم المغامرة لدى نتنياهو وقيادته العسكرية، في ظل عجز عن تحقيق الردع، وبالتالي عدم امكانية عودة المستوطنيين الى الشمال، والذين يخوضون حملة ضد نتنياهو ويتهمونه بالضعف والعجز، في وقت ستستمر الحرب على غزة لاسابيع، *والخيار مع لبنان اتخذه نتنياهو وقد عبّر عنه بوضوح وزير الامن القومي لدى الكيان بدعوته وزير حرب العدو ” بدء الحرب على لبنان فوراُ”…في وقت تنتظر “قوات الرضوان” اللحظة بشوق كبير.*