ازمة لبنانالاحدث

معركة المطارات” بدأت… إسقاط “هيرمس 900” فوق لبنان ومرحلة “البقرة الحمراء | كتب د. عماد رزق

بعد استهداف الممر البحري عبر باب المندب من قبل القوات اليمنية، استكملت تحضيرات العدو لاستهداف الممر البري القادم من ايران، وبالتالي التوجه القادم فرض حصار على سورية لعزل قوات الحرس الثوري الايراني عن قوى المقاومة العراقية والمقاومة اللبنانية.
فالحدود بين ايران والعراق تمتد على 1458 كلم، وفيها 5 منافذ تربط الجمهورية الاسلامية مع العراق، و4 معابر تربط ايران مع اقليم كردستان شمال العراق، كما تمتد الحدود بين العراق وسورية على طول حوالى 600 كلم.
الأكيد وفق المعلومات الأمنية التي تسربت من داخل “كابينت الحرب”، ان وزير الحرب يوآف غالانت عقد “تقييماً لموقف العمليات” مع كبار ضباط جيش العدو، واثر اكتمال التقييم، أكد أن المؤسسة العسكرية اكملت الاستعدادات للردود في حالة وقوع اي سيناريو قد يستجد في مواجهة إيران.
في المقابل، برز الخلاف المستجد بين حكومة نتنياهو وبريطانيا بعد الضربة التي استهدفت مجموعة “المطبخ الدولي”، حيث قتل 3 بريطانيين بالاضافة الى آخرين من جنسيات مختلفة، لكن موقف نائب رئيس الحكومة البريطانية اوليفر داودن كان واضحا عندما قال: “اسرائيل ارتكبت اخطاء كبرى، ولا نمنحها شيكاً على بياض”.
هذه المعطيات تشكل عنوان المرحلة القادمة “قرار استهداف ايران اتخذ”، اما السيناريو المتوقع ان تستمر عمليات استهداف مواقع تمركز وانتشار الوحدات العسكرية الايرانية في سورية، وتشير المصادر ان حوالى 570 هدفا تم تحديدها، مع التركيز على انهاء حضور الحرس الثوري الايراني من 55 قاعدة في سورية. ووفق المصادر فإن مثلث دير الزور – الميادين – البوكمال يعتبر عاصمة الحرس الثوري الايراني في سورية، وفي هذا المثلث القاعدة الاكبر للحرس مقابل قاعدة التنف الاميركية.
والمعطيات الميدانية تشير الى خلاف في التكتيك بين “اسرائيل” والولايات المتحدة بطريقة استهداف ايران، حيث تتحضر القوات الجوية “الاسرائيلية” لشن هجوم كبير على مراكز القيادة والسيطرة الايرانية في عدة مدن ايرانية، بالتزامن مع بداية الانتخابات الرئاسية الاميركية، والمشاورات تتم لانهاء آليات التنسيق وحدود التدخل الاميركي واستعدادات الحلف الاطلسي للمشاركة.
في مقابل امكانيات توسع الحرب اقليمياً، والاشتباك السياسي “الاسرائيلي” – البريطاني المستجد، وبعد 6 اشهر على العملية البرية جاء قرار انسحاب القوات البرية للعدو من محاور اساسية في قطاع غزة، لتتواجد في نقاط محددة قرب منطقة السياج، حيث انسحبت الفرقة 98 من منطقة خان يونس، لتبقى وحدات لواء ناحال العامل في ممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه. هذا التدبير العسكري يؤكد ان معركة الدخول الى مدينة رفح اصبحت جاهزة، وان الفراغ الذي تشكل بفعل الانسحاب هدفه ترك اماكن للنازحين الذين ستطلب منهم مغادرة رفح.
لقد اصبح مؤكداً ان جبهة المقاومة انهت الاستعدادات للرد القاسي، وما اسقاط “هيرمس 900” من قبل المقاومة اللبنانية واستهداف “قاعدة تل نوف” الجوية “الاسرائيلية” ومطار حيفا في 3 نيسان، سوى افتتاح “معركة المطارات”. وبإنتظار الوقت المناسب كما اشار اللواء صفوي، فتاريخ 2 نيسان في التقويم العبري والذي يتوافق وعيد الفطر المبارك 10 نيسان..
القصة عنوانها “البقرة الحمراء وخراب الهيكل”، فهل جاءت لحظة “العبور” حيث ثغرة الحائط في جدار مستوطنة شلومي بصاروخ “بركان” ستشكل عنوان “الرعب القادم من الشمال”.

د. عماد رزق، مدير عام الاستشارية للدراسات الاستراتجية

د. عماد رزق، مدير عام الاستشارية للدراسات الاستراتجية عضو نادي الشرق لحوار الحضارات ونادي الصحافيين الفرنكوفونيين واللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي في العالم العربي، وهو استاذ محاضر في التخطيط الاستراتيجي وتكنولوجيا التواصل. شارك في العديد من المؤتمرات الدولية حول الامن الاستراتيجي والدفاع الوطني، وهو باحث في قضايا الشرق الاوسط ومكافحة وتمويل الارهاب الدولي. درس في الجامعة اللبنانية، ويحمل دكتوراه في العلاقات الدولية تخصص تفاوض وادارة ازمات. وهو مؤلف للعديد من الكتب المتخصصة وله مئات الابحاث والدراسات حول ازمات الشرق الاوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى