إقتصادالاحدث

مرفوع الهامة: المهم تشتغل، ولكن ماذا عن الحقوق؟؟ | كتب يوسف بولجراف

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

تجد نفسك تائهًا حين ترى أن كفاءتك وقدراتك لاتتماشى ومايحتاجه مجتمعك أو بالأحرى تجد مركزك يعمل فيه شخص آخر من مستوى آخر من دون وجه حق، فتعمل في مكان غير ذاك الذي كنت تود العمل فيه تحت طائلة الاضطرار “مجبر أخاك لا بطل” و تحت ذريعة أزمة العمل وبعد طول إنتظار تعمل في أي مجال لكنه عمل، حين نجد نفسنا داخل مكان تقل أو تنعدم فيه فرص العمل ولا توجد فيه أي فرص حقيقية للعمل وكل الأبواب تبدو لك مفتوحة لكن فقط من أجل الإستقبال أما ماعدا ذلك فهي موصدة “سير حتى نعيطوا عليك !” يا سلام ! كم أحب هذه الجملة ، لدرجة أنها أصبحت من قواميس لغة إدارتنا الجميلة !

وإن ساعدك الحظ والحظ هنا بريء مما أقول ! ووجدت عملًا لايناسب كفاءتك والكفاءة أيضًا أصبحت بريئة مما أقول بفعل التقادم والنسيان، المهم أن تعمل، لتجد أن من تعمل عنده لا يوفر لك أدنى ظروف العمل السليمة، في غياب كل الحقوق !، وأن عملك لا يتماشى مع مستوى تفكيرك والذي لا يتماشى كذلك مع مستوى صاحب العمل وأن ربما من يراقب عملك تفوقه تفكيرًا لكن ببساطة هو وصاحب العمل و إن رأوا الأحمر أسودًا، يجب أن تراه أنت أيضًا أسودًا! أو تجيب بـ “نعام أسي!!” ثم حين تحكي أو تسرد ما بداخلك ، يتسائل عن مستواك أو ببساطة يضحك باستهزاء، يضعك في خانة الفاهمين والذي يجب الإحتياط منهم!
أو بالأحرى ينصحك بأن تعصف بكل ما تعلمته و تضعه جانبا و تبدأ من جديد !( قب، صطل لا يقشع )، فيأتي ذلك الإحساس الجميل ما أروعه! كأنك لم تقرأ يوما حرفا تصبح ذلك الحيوانُ اللطيف المعروفُ ويُجْمَعُ على: أحْمِرَة، وحُمْر، وحُمُر، وحَمِير.

في أمثال_العرب فله مكانه تضربُ به المثلَ؛ لماذا كل هذا ؟ و لماذا كلفت من مصاريف الدولة ١٤٠.٠٠٠ درهم إلى حدود البكالوريا ! و عند الجامعة أصبحت ٢٠٠.٠٠٠ درهم ، نعم هذه هي مصاريف التدريس من الإبتدائي إلى الجامعي ، ألم يكن من الأفضل لو منحتني إياها منذ البداية و استتمرتها في أغنام أو مواشي أو ما شابه ذلك ! لكنت و لأصبحت اليوم أرى مايراه جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا! !لن أعي نعم ولن يتألم الضمير أو ذاك الشعور الغريب الذي يعرفه فقط المتقف …كنت سأكون مفيدا لمجتمعي، و لن أعتصم أمام البرلمان من أجل العمل ! ولن أصبح كالأحمق التيهان أخيط دروب المدينة، وأعرف ما لا يعرفه المقدم أيام الحرب الباردة ، أبحت عن أشخاص في نفس وضعيتي نتقاسم نفس الإحساس، لنلتأم الجراح ونجد في كلام عباس الكركوكي متنفسًا يروح عنا ولانزال نقرأ له هذه الكلمات :{ وأسوأ مفاصل حياتنا كأمة استهلاكية تتكالب على ما لا تحتاج إليه وتزهد فيما يحييها أن بعضنا يحمل شهادة عليا في اختصاص لم يمارسه يوما في حياته ، وبعضنا يرتجل انتماءً يذود عنه بحياته دون أن يقرأ عنه سطرًا واحدا…. نحن أكثر من يكتب عن الحرية والحقوق … ونحن أكثر من يحاربها.

كل منا يتأبط مشيمة قلبه الموصولة بالوطن … وكلنا خان الوطن حين صنف وألغى كل منا الآخر….} و لن أنعت بالفاشل ، و هل لي أن أقول عن نفسي أني فاشل !! ما تقييمنا لمفهوم الفشل ! في غياب آليات حقيقية و دعم و إمكانيات ، و توفير ظروف موازية في تكافئ الفرص من البداية و حتى نهاية التكوين ، إلى ولوج مباريات التشغيل ، أنا لست فاشلا بقدر ما أنا ضحية نعم ضحية ، ضحية تموقع أولا ضحية إستراتيجيات وتوجهات و تراكمات و أيضا لامبالاة دون الحديث عن فلان ولد فلان وباك صاحبي ! أنا ضحية وجودي في مكان خطأ لكن عشقته و في وقت خاطئ صعب فيه لقمة العيش ! و مع ذلك قررت أن لا أتركك ، نعم لن أتركك و لن أغادرك أو أهاجر ، لأن في الهجرة نتألم أكثر في فراقك ! و أنا لا اريد أن أتألم أكثر بعد كل هذا الألم .

الله يدير تأويل الخيرلمن فاتته متابعة الجزء الأول :

يوسف بولجراف

يوسف بولجراف، من مدينة الناظور/المغرب، مواليد 1970 خريج المعهد الوطني للعمل الإجتماعي، صفة عامل إجتماعي !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى