من منطلق الإختلافات الطبيعية الشكلية والفكرية بين الخلق من اخوة فيما بينهم وأقارب وجيران وأصدقاء وأعداء
فكذلك الإختلافات بين الشعوب والقبائل فهذه تتميز عن هذه وهذه تختلف عن هذه ومن هذه الإختلافات يوجد ويولد الإبداع وتشتعل روح المنافسة وهذة سنّة الله في خلقه حتى يرتفع ويرتقي قوم عن قوم وفصيل عن فصيل وحينها تبدأ غريزة المنافسة للحاق بمن ارتقى وارتفع أما بالمساواة والتساوي به أو إزاحته والحلول مكانه وبدلًا عنه وهكذا للوصول إلى المصالح الشخصية والعرقية…
يحكى وكما جاء في كتاب الله القرآن الكريم وماتم تداوله من كتاب التاريخ من قصة الملكة بلقيس مع نبي الله سليمان عليه السلام والحوار الذي دار بين الملكة بلقيس واقيالها بعد خطاب النبي سليمان المطالب بإسلام قوم سبأ فلم يكن جواب مستشاري الملكة وأعيانها التي لم تكن تقطع أمر دون مشاوراتهم وأخذ رأيهم إلا أنهم أولوا قوة وألوا بئس شديد ورغم ذلك الجواب القوي إلا أن صوت العقل والحكمة كان له الترجيح الأكبر في القرار السياسي وهو إرسال الهدية لمعرفة خبايا النفوس وعندما لم تجد الهدايا صداها في نفس نبي الله فما كان هناك مناص من القرار القوي الذي تم اتخاذه وهو الذهاب لمقابلة نبي الله سليمان والدخول في دينه…
تكررت الحادثة كذلك عندما ارسل سيدنا محمد(ص) خطاب يدعو فيه أهل اليمن للدخول في الإسلام فما كان من قبائلها إلا تلبية الدعوة والدخول فيه افواجًا حتى قال فيم الإيمان يمان والحكمة يمانية…
وعلى مر تاريخها الطويل شهدت بلاد السعيدة قيام العديد من الحضارات والممالك على أرضها ضاربة بحضارتها في جذور التاريخ مسجلة في أسفاره اسمى آيات المعرفة للأجيال اللاحقة موثقة ذلك في صخرها ومنحوتاتها المسمارية
ويبرز من هذه او تلك نجم ملك منها يكون على يديه توحيد أراضيها تحت مسمى واحد جامع لكل اهلها …
وهذا ما أثبتته هذه الأيام الصراعات الداخلية والتمزق والتناحر لإظهار القوة النفسية والطاقات الكامنة وما توحي وتظهره مشاهد القتال الموثّقة وماتصدح به قرائح الشعراء و تصدح به الزوامل لأبناء الشعب اليمني المشتركون في الحرب المزدوجة التي يخوضونها داخليًا وخارجيًا فهي القوة والبأس وعدم القبول بالتبعية لأي طرف كان… على الرغم مما يحدث من تحفيز لـ الشيفرة السبئية بداخلهم واشتداد النزعة العصبية والطائفية بينهم فقد جاء الوقت لتحفيز شيفرة صوت العقل والحكمة التي لم تستطِع جميع الأطراف الحالية والأخرى فكها وقراءتها لتدارك وقوع الحرب و حدوثها من البداية… ورغم ذلك لا زالت تلك الأطراف تمضي في ذلك الطريق من دون وعي لمغبة حدوث مايحدث من إطالة لوقت الحرب واستمرارها مدمرين كل إمكانيات الوطن لأجل نزعاتهم الذاتية والشخصية….
لقد حان الوقت لإحداث التغيير الحق في القيادات في كل الأطراف عبر تقديم التنازلات الشخصية عن مناصبهم فما يقدمونه لا يملكون منه شي فهي سلطة الشعب يهبها لو ينتزعها لمن وممن شاء بأمر الله ويجب أن يعوا ويتفكروا ان هناك الآلاف قدموا وتنازلوا عن أرواحهم بلا مقابل إلا من اعتقاد او موقف آمنوا به فتضحياتهم كانت لأجل رفعة وامن وسلامة وخير الوطن ….
كل هذه الاحداث وكل هذه التضحيات لن تمر سدى وتطير في أدراج الرياح ليكن ذلك في حسبان جميع قيادات القوى المتناحرة لنقرع أجراس السلام ايذانًا بالعمل لبدء مرحلة جديدة وصفحة نكتبها بأنفسنا لتحقيق ما نصبو ونرغب فيه وبما ان نفوسنا صالحة ونياتنا في ان هذه الحرب ليست إلا لمصلحة أبناء الشعب اليمني فلماذا لا يكون هناك التزام اخلاقي في البدء في حوار صادق وعادل لوضع النقاط على الحروف والشروع في إعادة الاعمار وصرف التعويضات للمتضررين والمنكوبين ومن أهلك حرثهم ونسلهم عن طريق الخطاء او بالعمد عبر القنوات الحكومية او القبلية والبدء في العمل والاعداد لمصالحة وطنية كبرى تشمل كل ابناء اليمن اجمعين ملكيين سابقين ومن نعتوا بالانفصاليين ومشتركي هذه الحرب فـ اليمن تكبر بأبنائها وبدء العمل بالمنظومة الديمقراطية والاعداد وتجهيز البلاد للاستحقاقات الانتخابية والميدان ماينزل اليه الا الفرسان…