ألابرزالاحدثالشرق الاوسطفلسطين

وبعد اتفاق وقف اطلاق النار، ستعود الحرب… | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

أما وقد استعاد الفلسطيني فدائيته وقد أضاء للناس طريق الأمة من جديد ، ملعون من لا ينحني احتراما…
انها اللحظة التاريخية لاعادة تركيب شخصيتنا العربية والاسلامية المفككة، لحظة تنظيف التاريخ من احقاد وهمية وبناء الحاضر على اسس أخلاقية….
حربنا مع العدو الأصيل، ليست اسلامية ولا عربية فقط انما هي حرب اخلاقية وانسانية اولا…

كلما قدّمنا المشهد بأبعاده الاخلاقية والانسانية نجحنا في دخول قلوب شعوب العالم باغنية وبصورة وبلقطة فنية معبرة لنسقط كل ما شوّهه الاعلام الصهيوني خلال قرن من الزمن…
ما عدنا بحاجة لمحطات تلفزيونية عالمية لنوصل المشهد ولنترجم مأساتنا بصدق، كل واحد منا مخرج ومصوّر ومراسل وموزع وآلته الاخطبوطية بيده…

فلسطين أكدت للجميع اننا عقل واحد واننا نعيش بقلب مشترك واننا إن اردنا نجحنا وان نجحنا توحدنا اكثر وان توحدنا اكثر انتصرنا….
توقف القتال فجراً الا ان القتال سيتجدد وفي المرة القادمة على القادة الجهاديين المقاومين ان يتقنوا تقديم مشهد وحدتنا ببراعة اكثر.
رغم قرار وقف اطلاق النار الا ان الحرب لن تتأخر…
في المرة القادمة فلنتقن تركيب العقل الوحدوي الجديد بحنكة.

مشاهد تسقط النزاعات والفوارق الطائفية وتسحق النزعات القومية وتؤكد ان نهضة الامة حتمية على اسس اخلاقية وانسانية، تختفي فيها الاقليات ولا تهيمن فيها الاكثرية وتنعدم النكايات والكيديات وتختفي فيها حجة التآمر ضد بعضنا البعض لنتشابه اكثر.
لا بد من ميثاق شرف اخلاقي وانساني بين كل الاطراف في الامة ينهي الصراعات التافهة والعبثية الى الابد..
ليكن ادينا محكمة عدل اخلاقية للامة ، تضم المراجع الدينية والثقافية والادبية والعلمية ، نعود اليها في خلافاتنا الفكرية.

الحرب لن تتأخر لتعود فحتى تعود ،اجهدوا ان يواكب انتصار الصمود والرصاص ، ثقافة حضارية تجمعنا وتسقط افتراءات اهل السنة ضد اهل الشيعة وتسقط افتراءات اهل الشيعة ضد اهل السنة، وتنهي الفوارق القومية بين عرب وترك وفرس وطاجيك وافغان والخ…
كما تتفقون بالسر على السلاح ، اتفقوا من اجل توحيد الخطاب الجهادي و اتفقوا على ترسيخ شخصية اخلاقية -انسانية-مؤمنة وجهادية و واعية .
انه السبيل الوحيد للتفوق على العقل الاسرائيلي.
متى سنتآمر نحن على العدو الاصيل ومتى سنبادر نحن على ارباكه؟
الحرب التالية قادمة فلنستعد ثقافيا واخلاقيا مع استعدادنا العسكري.
انها مهمة واجبة كالصوم وكالزكاة وكالخمس وكالصلاة لنتوحد ولننتصر.
اللهم اني بلّغت.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى