“ودائعنا حقّنا” لجمعية المصارف “عندما سكت أهل الحق عن الباطل، ظن أهل الباطل انهم على حق “
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
فبعد كلّ ما شهده المُودعون من تعامل المصارف غير الأخلاقي مع المودعين أليس من حقنا أن نسأل عن خلفية هذا البيان ودوافعه والغاية منه ومن المسؤول عنه في هذا التوقيت الصعب وبعد كل هذا الإنهيار الذي شهدناه .
إن “هذا الباطل” المُتمثّل اليوم بـ جمعية المصارف والمصرفيين، لطالما وجدت مصلحتها مع الطغمة الفاسدة وتحصّنت بفسادها برعاية حاكم مصرف لبنان وبالشراكة معه لتُساهم في نهب المال العام وأموال وحقوق المودعين، والمفارقة أنهم يستغربون تجرّؤ بعض القضاة عليه.
وبرأينا، لقد تأخر القضاء كثيراً عن قول الحق والمُحاسبة، وها هي اليوم نُخبة من أبطاله تُعيد الثقة به والأمل بإستعادة إستقلاليته والخروج عن طاعة الحكام ، ولتكُن باقة الأحكام مفعمة بالعدل والإنصاف عِبرة لمن اعتبر ومن كل شريك ساهم في عملية نهب أموال الخزينة والمودعين وثروات لبنان ومُقدّراته ، وقدوة لمن لم يتجرّأ بعد على الإنضمام إلى قاطرة العدالة والنزاهة التي نأمل أن تكون قد إنطلقت دون توقّف. ويبدو ان القرارات الأخيرة التي انتقدها بيان جمعية المصارف هي خير دليل على صحة هذه الإنطلاقة.
إن مناورة جمعية المصارف وتباكيهم اليوم هو أمر زائف لأنه لم يعد لدى المواطنين شيئاً ليخسروه بينما اصحاب النفوذ الجشعين ينتظرون اللحظة التي تُفلس فيها الدولة اللبنانية لكي ينقضّوا على ما تبقى لديها من مُمتلكات بإسم إنقاذ الإقتصاد. وهذا ما يُشكّل في الحقيقة عملية “بونزي سكيم ثانية” اكبر من التي نعيشها اليوم وعملية نهب لما تبقّى من ثروات وأمل لدى اللبنانيين للخروج من نفقهم المُظلم ومن عهر هذه الطبقة الفاسدة!
وان كانت جمعية المصارف تناست، فلا بد من تذكيرها، بأن الحق سينتصر في النهاية على الباطل ، فالثورة القضائية في التسعينات، على المافيات والعصابات، بدأت في إيطاليا بحفنة من القضاة الشرفاء الشُجعان، وأنهاها القاضي انطونيو دو بيترو بمُحاكمة كل المُرتكبين والمُجرمين، وزجّهم وراء القُضبان ، ولم يسلم منهم حتى حاميهم يومها، رئيس الوزراء الإيطالي الذي هرب الى الخارج !
ومهما طال الزمن ؟
وهل يعتقد القيّمون عليها بأنه لا يزال هناك مُودع واحد من المُقيمين او المُغتربين، لديه ثقة بمصارفها ،التي نهبت أمواله، وارتكبت جرم إساءة الامانة بحقّه، وأستولت على جنى عمره وتعبه، ودمّرت حياته ومُستقبله ومُستقبل أولاده ووطنه، وأذلّته، وأوصلته الى الفقر والجوع والعوز والفاقة، ولم يرفّ لها جفن ؟
اما المُضحك المُبكي في بيانكم فهو خوفكم على اموال المودعيين وإعتبارها ” مُقدّسة” وانها في الحفظ والصون ونحن نعرف كما كل الشعب اللبناني انّكم أنتم من سلبها ونهبها وهدرها في وضح النهار بالتواطؤ والتكافل والتضامن مع حاكم المصرف واركان السلطة في لبنان في اكبر عملية إحتيال عن سابق تصوّر وتصميم حصلت في التاريخ !
اما في موضوع سمعتكم وسمعة مصارفكم والكل يعلم انكم كنتم اوّل ضحايا الطمع والجشع والربح السريع وانكم لهثتم وراء الفوائد العالية في مصرف لبنان ونصبتم الأفخاخ المُماثلة للمودعين ولكنم في النهاية وقعتم في شرك هذه الأفخاخ التي استعملتموها لجلب الودائع؟