التفاتة …قريباً من الأطلنطي !!!!.. بقلم الإعلامية إيمان عبد الملك
خلال زيارتي لبلاد الاندلس السنة الماضية وقيامي بجولة الى الأماكن الأثرية، سحرتني الطبيعة الخلابة وثقافة الشعب المحافظ على بلده وتاريخة وآثاره وحضارته، حيث نلتمس الوعي والارادة لدى السكان والعمل الدؤوب في الحفاظ على النظام والسلام والأمن من خلال التقيد بالنظام المروري ونظافة الشوارع واحترام الشعب لبعضه البعض كما لفت انتباهي أعداد السواح الهائلة المتواجدة داخل البلاد منتشرة في الساحات ترتاد المطاعم والمنتزهات المشرعة أبوابها لمنتصف الليالي ترافقها أصوات الموسيقى التي تكسر الروتين فيما السعادة بارزة على الوجوه دون خوف. كم تمنيت لو أكمل حياتي في هذا البلد المتواضع بعيدا” عن مظاهر المفاخرة والتبهرج في بلدي وكم تألمت وتحسرت على وضع الشعوب المأساوية في أغلب الدول العربية التي تفتقد لأدنى سبل العيش من كهرباء وماء ،بنى تحتية ،طرقات ،طبابة وتعليم ،نتساءل هل هو اهمال متعمد من قبل الحكومات وفساد مستشري لتخلق من بعدها الأزمات وتترك وراءها الفوضى والكوارث.
في دولنا العربية التاريخ يعيد نفسه ،فما ان تنتهي حرب لتشتعل أخرى حتى أرهقت الشعوب من الحروب واعياها التعب نتيجة زرع سياسة التخوين واثارة النعرات الطائفية والتحكم بحياتها السياسية وحرمانها من صنع القرار، فهناك قوى خفية تعمل على تأجيج الفتن حسب مصالحها من خلال زرع سياسة التخوين وسلب ارادة المواطن وتطويعه ، لتبقى الطبقة السياسية الفاسدة متربعة على عروشها بيدها القرار تتحكم بمصير المواطن والحرص على عودتها الى سدة الحكم عندما تقرب مواعيد الانتخابات النيابية لتضمن نجاحها من خلال صناديق الاقتراع…
هناك طبقة مسحوقة تريد الخلاص من واقعها المريرالتي فرض عليها وتحلم بمتنفسا” للحرية بعيدا” عن التعصب الديني والتبعية الغربية ، تطمح بثورة وعي تنقذها من براثن الجهل ،تنتظر الوقت المناسب لتنتفض وتنطلق بثورة يقودها بطل شجاع يقنع الشعب بأهدافه ليخلصهم من واقعهم الأليم ،يقدم لهم أمل ثوري يحمل قضايا شعب، ليخوّن بالنهاية من قبل مندسين أو يتبين انه منقاد من قبل دولة معينة يعمل لصالحها وهذا ما يحبط من اندفاع الناس الذي تعّودت على الصدمات ويغرقهم بمأزق يحرمهم من تحقيق طموحاتهم ،ليعيد التاريخ نفسه كأننا ندور داخل حلقة مفرغة من الصعب التخلص منها . فما أرخصه الضميرالسياسي حين يتاجر بالبلد وخيراته ، ويبيع ممتلكاته ،ويترك الشعب محروم من أدنى حقوقه ،همه مصالحه الشحصية وتكديس الاموال على حساب الشعوب، يغرق البلاد بالديون ويترك المواطن أسير الفقر والحرمان ، “من يمتلك وطن يمتلك كرامة” أين كرامة الشعوب في هذه المرحلة الصعبة ….