إقتصادالاحدث

هوموترونيكس: أطفال إله أصغر | بقلم د. أحمد عياش

ما زال كثيرون أسرى أقاويل تاريخية وأفكار و رؤى وتوقعات فلاسفة ومحللين وخبراء وأكاديميين وحتى أسرى نصوص مقدّسة عن الصراع الأزليّ بين الخير والشرّ، بين المؤمن والكافر، بين الفقير والغنيّ، بين الذكيّ والاحمق، بين قوميات واديان واعراق وعنصريين، إلا ان ما يحدث أخطر من صراع الشمال مع الجنوب ، بين عالم متطوّر وعالم ثالث ورابع.

العالم يشهد ولادة الشخصية العالمية السيبرانية، العنكبوتية.

للدين رسل وللدين انبياء وللدين مبشرون ودعاة. فهل للعلم مَن يتنبأ؟

لا.

للعلم من يتوقع.

للعلم من يبشّر وليس بالضرورة ان تكون البشرى خبرًا سارًا دائمًا فبإمكان البشرى ان تتحول إلى مصيبة أحيانًا مع مرور الزمن.

نتوقع لكم ولادة شخصية عالمية جديدة لطالما بشّرناكم بها رغم اننا نقول انها ستتحول لمأساة فيما بعد.

الشخصيات القادمة شخصيات ذي ادمغة الكترونية ، كائنات هوموترونيكسية، بقواسم مشتركة على صلة بتربية عنكبوتية عالمية كنتيجة اولى للتطوّر التكنولوجي اولا وثانيا كمنتوج ماديّ-نفسيّ-شبه روحيّ لعولمة ثقافة جديدة مختلفة فائقة السرعة والانتشار من خارج نص الدين ومن خارج الثقافات المحلية والقوميات والطبقات الاجتماعية.

من خارج العملات.

لن يرضى الدولار بايّة هزيمة وسيحاول قدر الامكان اغتيال الروبل والين.

ما يجمع الشخصيات العالمية الصاعدة من مختلف ارجاء العالم اكثر بكثير مما يجمع المرء في الطابق الاول بجاره في الطابق الثاني في نفس المبنى وفي نفس الحيّ وفي نفس البلدة او في نفس المدينة.

التواصل العنكبوتي يجمع الاطفال والمراهقين والشبان اينما كانوا في الجغرافيا وبغض النظر من اي منتوج تاريخي ثقافي ديني اجتماعي أتوا منه…

يجمع تناقضات الوان لينتج لونا واحدا ليس بالضرورة رماديّ.

الشخصيات العنكبوتية، الهوموترونيكس، تفقد يوما بعد يوم اعجابها وانتمائها وصلتها الروحية بدائرة العائلة.

صاروا او سيصبحون ابناء وبنات العائلة التربوية العالمية.

اقوى ازمات الرأسمالية الحالية ان لا عدوّاً لهأ،الرأسماليات تقاتل نفسها في كل مكان انما بأقنعة اقتصادية وقوميةودينية مختلفة.

في اوكرانيا القديمة تتقاتل الرأسمالية الجائعة مع الرأسمالية التي لا تشبع.

ما يشهده العالم حاليًا من تخبّط في الخيارات المالية لآخر ازمات الرأسمالية وأولى تباشير قيام شعب عالمي جديد يملك مقومات شخصية مشتركة من كل الألوان والأعراق واللغات ولو أن الانكليزية سيّدة لغة التواصل العنكبوتي.

الدولار واللغة الانكليزية سيفا شخصية الهوموترنيكس.

سيكون للشخصية العالمية الحديثة الولادة ،صفات وشروط وادوار جديدة لإله متفق عليه في كل اللغات وفي كل الحواسيب.

إله الاعمال.

إله المال.

إله النانو.

اله الفضاء المكتشف.

إله السرعة والتطوّر وما بعد الحداثة.

ستنقلب الآلهة المطرودة والمهمشة سابقا على توحيدها الاخناتوني ليطل آمون بآلهته من جديد،من شمس ومن خصب ومن صحراء ومن برق ومن صحراء ومن نيل.

الدولار الإله لم يقتنع بسيادة الله او يهوه او الثالوث المقدس على السماء.

الإله دولار نرجسيّ ودموي.

الشخصية العالمية ستولد قريبا والهوموترونيكس ينتظر خلف الباب.

دعكم من كازاخستان واوكرانيا و فلسطين واليمن وروسيا البيضاء وايران وتركيا والصين والولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية.

حتى الدولار سينتهي لصالح عملات رقمية يناسب الادمغة الالكترونية والشخصيات العالمية في زمن ما بعد الحداثة.

الإله الدولار محتال يتحول لعملة رقمية ليتموّه في الحروب.

انها مكر الرأسمالية.

سيرحلون جميعا بقرار رجل عامل للخير سيصل بطريقة ما للحقيبة النووية وسيضغط على الزر لانهاء مهزلة الوجود ولانهاء سيرة خلق البشرية والكائنات الحية ليعود كوكب الارض كتلة من صخر ومن غبار ومن غاز يسرح لا مرح في مجموعته الشمسية.

كلهم الى زوال.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى