اجتماعقراءات معمقة

اعتقادات داخل أذهان بعض المدراء قد تفسد بيئة العمل تماما

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

ما الانطباعات التي يحملها رئيسك في العمل عنك؟
إذا كنت من الأشخاص ذوي الحظ السئ ممن يرأسهم في العمل أحد المدراء الذين يتعاملون بغلظة مع الموظفين، ويعمدون إلى بث حالة من الرعب والفزع داخل المؤسسة اعتقادا منهم بأن ذلك الأسلوب هو الأفضل لسير وتيرة العمل، فاعلم أن ثمة بعض الأفكار السلبية التي غالبا ما يحملها رئيسك في العمل عنك والتي ربما تظل سرا مخفيا ولكنها قد تتجسد في صورة أفعال أو أقوال صادرة عنه ما بين الحين والآخر.
وعادة ما يدفع هذا النمط من المدراء موظفيهم نحو ترك العمل، نظرا لما تسببوا فيه من خلق حالة فوضوية ومناخ غير صحي داخل المؤسسة، ناهيك عن باقي الموظفين ممن يضطرون إلى البقاء وتحمل غلظة رؤسائهم فأولئك عادة لا يبلون بلاءا حسنا ويفتقرون إلى الأداء الجيد في العمل. وسوف نستعرض في هذا المقال أبرز المعتقدات السلبية التي يحملها المدراء الغليظون في أذهانهم تجاه المرؤوسين.
أنت أقل أهمية منهم
ينظر الرؤوساء ذوي العقول المتحجرة إلى الموظف نظرة دونية ولا يكترثون بما يتمتع به من مهارات وكفاءات ولا يبحثون عن التعليم والتدريب المستمر ومدى حاجة العمل إلى التطوير المهني للعاملين، بل ويعتقدون دائما أن احتياجاتهم وأفكارهم أكثر أهمية بكثير من احتياجات وأفكار العاملين تحت إدراتهم.
يجب أن تحاسب أنت كـ “موظف” بطريقة تختلف عنه كـ “رئيسك” في العمل
نعم يعتقدون ذلك، فهم في نظر أنفسهم لا يخطئون أبدا ومن ثم وجب توقيع أقصى العقوبات عليك أنت كـ “موظف” في حال ارتكاب مخالفات في العمل، بينما هو- من وجهة نظره- ينبغي ألا يحاسب بنفس الطريقة. بل والأكثر من ذلك أن هؤلاء الرؤوساء عادة ما يقومون بصياغة القوانين ووضع سياسات العمل على النحو الذي يخول لهم الحيد عنها وقتما وكيفما يشاءون.
أنت أقل شأنا منهم في جميع الأحوال
من المتعارف عليه أن الشخص عديم الحكمة ممن يفتقر إلى الخبرة والحنكة اللازمة لإدارة مؤسسة ما، عادة ما يحاول استغلال منصبه ونفوذه في ممارسة المزيد من التسلق نحو المزيد من السلطة، وذلك كنوع من تعويض الشعور بالنقص لديه. كما أن نفوذه يكسبه الشعور بالأمان والذي يفتقده بطبيعة الحال نظرا لكونه شخص أجوف مفتقر إلى العلم. وبالتالي فإن هذا الشخص يعتبرك أقل منه في جميع الأحوال بل ويسعى بشتى الطرق إلى البرهنة على ذلك حتى تكاد تجزم أنت نفسك بأنك فعلا أقل قدرا منه.
لا طائل من ورائك ولا جدوى، فأنت قابل للاستبدال
جميعنا نعلم جيدا أننا داخل بيئة العمل قابلين للاستبدال وأن الحياة لا تتوقف داخل المؤسسات بعد رحيل الموظفين. وبالنسبة للرئيس الفظ فإنه يعكف على تذكير الموظفين دائما بأنهم قابلين للاستبدال ويرفض بشتى الطرق تقديرهم والثناء على جهودهم، فالجميع في نظره سواسية بلا جدوى وبلا قيمة تذكر. بل والأكثر من ذلك فإنه قد يعمد إلى العمل لساعات إضافية في محاولة منه لكسب المزيد من السلطة والنفوذ والبرهنة على تميزه وتفوقه على الجميع.
لا يمكن أن تكون أكثر ذكاء منهم أبدا
بالطبع، فأفكارهم ومقترحاتهم هي الأفضل دائما. وبالتالي فلا تندهش إذا ما تعمد رئيسك تجاهل ما تنوي طرحه من أفكار على الطاولة، لأن مجرد إحساسه بأنك تتميز عنه بشكل أو بآخر يؤثر سلبا على كيانه السلطوي. وبالتالي فلن يسمح لك بالمشاركة فأنت في نظره مجرد مستمع ومنفذ للأوامر فقط لأنك-في نظره- لا ترقى ولن ترقي إلى مستوى ذكائه أبدا.
أخلاقيات العمل ليست شيئا ملزمًا
الرئيس الغليظ لا يعتبر الاحترام مكونا أساسيا من مكونات بيئة العمل، بل ينظر إلى الأخلاقيات باعتبارها شيئا فضفاضا قابل للتعديل وفقا لما يتراءى له ويتماشى مع مصلحته الخاصة. وعليه فهو مستعد لإبداء عدم الاحترام لشخصك ولعملك في أي وقت وسيجد حتما التبرير اللازم لذلك.
أنت في نظرهم دومًا المسئول عن أخطائهم
عادة ما ينسبون النجاحات إلى شخصهم ويلقون بالأخطاء على أكتاف الموظفين. هكذا هم المدراء الفاشلون ممن يبحثون عن ذرائع شتى لتبرير فشلهم ولا يجدون أمامهم في معظم الأحوال سوى الموظفين لتحميلهم المسئولية عن أية أخطاء يرتكبونها. فهم في نظر أنفسهم معصمومين من الخطأ.
أنت غير جدير بالثقة وبالتالي لابد من أن تظل تحت قبضتهم
لا يثق سوى بقدراته، ويعتبر ما دونه مجرد حفنة من الفاشلين العاجزين عن إحراز أي تقدم دون وجوده هو شخصيا، بل قد يذهب إلى أبعد من ذلك أحيانا ليعتقد أن من حوله من الموظفين، كاذبون ومخادعون وبالتالي فلابد من إحكام قبضته عليهم حفاظا- من وجهة نظره- على نظام العمل.
والآن.. لا تفقد الأمل.. فالإدارة السيئة قد تجعل منك إنسان أفضل
قد تبدو النقاط سالفة الذكر محبطة للغاية، ولكن لا داعي لفقدان الأمل، فقد كشفت دراسة أجريت في جامعة سنترال فلوريدا أن الأشخاص الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل رؤسائهم في العمل من قبل هم الأكثر ميلا إلى معاملة مرؤوسيهم على النحو المثالي لاحقا بل ويسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى تطوير قدرات موظفيهم خشية تكرار التجربة السيئة التي مروا بها من قبل.
رابط المقال اضغط هنا

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

إيناس الشوادفي كاتبة ومترجمة محترفة

كاتبة ومترجمة مصرية تخرجت في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام ٢٠٠٤. قطعت شوطا لا بأس به في مجال الصحافة والكتابة المستقلة لدى عديد من المواقع العربية. صدر لها بعض المؤلفات المعنية بالشأن الخليجي وهما " تحولات السياسات الإعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي في أعقاب ثورات الربيع العربي"، و" زايد في عيون الصحافة العربية والغربية". كما نجحت في طرق أبواب مجالات أخرى كالتدريس والتدريب والتوظيف وغيرها.. تناضل من أجل إعلاء شعار " اجتهد في عملك.. لتستشعر قيمتك".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى