اجتماعالاحدث

الصمت زينة الرجال | بقلم د. أحمد عيّاش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

كان للصمت رهبة…

كان للخجل رهبة و للندم وقار،كان للتراجع وللاعتراف بالخطأ وبالذنب شرف يُعتدّ به امام الناس.
امام الجمهور.
امام الشعب إن وجدَ.

غير ان في المجتمع وقحون بشراسة،يقتلون ويمشون ويحملون نعش القتيل.

الافضل التزام الصمت.

الف باء علم السياسة وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلوم الدين وعلوم الادب والتربية والاخلاق إلتزام الصمت.

إلا انهم يعودون ليتبوؤا المنابر وليصدح صوتهم بالجماهير المؤمنة وغير المؤمنة ليرشدوها !

ليعطوها درسا في الاخلاق وما يجب فعله.

مذنبون بحق الناس والوطن والدولة والاخلاق ويصرّون على البراءة.

براءة في محكمة الشعب حيث الشعب كله شاهد على ارتكاب المعصية او الجريمة او التواطؤ او الحياد المشبوه.

اليوم استمعت لخطاب البطريرك صاحب رسم الخط الاحمر بالتعاون مع مفتي الجمهورية و المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى و تابعت خطاب وزير المالية السابق علي حسن خليل الذي يخبر الدولة ما عليها فعله من اجل الانقاذ والبارحة تابعت تصريحات الوزير الدائم وليد جنبلاط و الرئيس الدائم سعد الحريري ولا يفوتني كلمة واحدة من خطابات الحاكم بأمر المال الدائم و رئيس مصالح المصارف سليم صفير ولا انام مرتاحا اذا فاتتني مواعظ النائب الدائم محمد رعد لتوقي النار والعمالة للسفارات.

واموت اعجابا عندما اسمع السادة سمير جعجع وسليمان فرنجية وجبران باسيل عندما يتحدثون عن السلام والالفة والتقدم والتطوّر .

ولا افهم ما يقوله رئيس الاحتياط الدائم لرئاسة مجلس الوزراء السيدنجيب ميقاتي لامتلاء كلامه بالالغاز.

كأن المصيبة والمأساة والفاجعة جاؤوا من فراغ.

لا داع لمهاجمة المارونية السياسية والحريرية السياسية والجنبلاطية في المواقف وغير مفيد التذكير بانجازات الحكام السياسيين للوجود السوري فقد ادانوا انفسهم بانفسهم بعد خراب البصرة واحتراق روما وبيروتشيما.

انما للامانة وجب تذكير الشيعية السياسية ان القبضة المالية في الدولة عندما كانت “الليرة بخير” وصارت “بهدلة” كانت وما زالت في قبضتها:

وزير المالية السيد علي حسن خليل الذي يطالب ويستنكر ويتهم كان وزير المالية نفسه الذي استند لمعلومات لديه ان القطاع المصرفي كالليرة بخير بدل ان بصرّ على رأيه في لحظة تخلي ومن خارج الزمن على اعادة هيكلة الديون.

نائب الحاكم الاول لحاكم المصرف المركزي السيد رائد شرف الدين خاله السيد موسى الصدر.

مدّعي عام المالية في القضاء السيد علي ابراهيم.

رئيس ديوان المحاسبة لكل الدولة اللبنانية كان شيعيّ وما زال انما عمل وربما لا عمل بلا جدوى.

التزام الصمت اجدى ان غاب جدوى الكلام…

نحن لم نقترف ذنباً بحق احد ونلتزم الصمت ونمشي بجانب جدار الشارع بصمت ونصرخ بصمت ونتالم بصمت فمن اين لهم هذه الجرأة بالظهور وبالحديث، هم وغيرهم، لم نذكرهم اليوم انما تعرفونهم ،متهمون دائما مهما افلحوا في جمع المال الحرام.

لا تقبض بالدولار لأسمعك جيدا ولاصدقك عندما تطالبني بالصمود وبالنوم بلا طعام.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى