العبيد و العبودية انواع: منها ما يفرضه الطغاة فرضا على الناس الاحرار , لجعلهم رغما عنهم, عبيدا لهم، وادخالهم في بيت طاعتهم ،وتسخير حياتهم كلها فيما بعد، لخدمة اسيادهم في ظل شريعة الاكراه والظلم والاستبداد….
ونوع ٱخر يرفض فيه الانسان الحر ، اي شكل من اشكال العنصرية و العبودية ، ما يدفعه عنفوانه وكرامته ، الى التمرد ، والعصيان، والانتفاضة ،والثورة على جلاديه ومستعبديه ، ورفض الامر الواقع المذل لحقوقه كإنسان ، مهما كانت ردود فعل اسياده وبطشهم.
وهناك ايضا، نوع ثالث من العبودية، يقبل فيها العبد الخضوع لواقع الحال ، حيث يتأقلم ويتعايش معها ، ليصبح جزءا لا يتجزأ من عبودية متلازمة له وملتصقا بها، رغم ان المرارة والحرمان ، والبؤس والاذلال والشقاء، يرافقونه حتى مماته وإلى لحده ، طالما يرى ان ليس في الامر حيلة…..
لكن ان نجد نوعا فريدا من العبودية تخرج عن المألوف، ونرى فيها بشرا ، او أشباه بشر ، يهرولون من تلقاء انفسهم ، وبملء ارادتهم، واضعين انفسهم في خدمة اسيادهم ، ليكونوا عبيدا لهم ، يقدمون لهم الطاعة ، ويرضخون لمشيئتهم، وطغيانهم، واحتقارهم لهم ، والاستخفاف بهم ، ثم يصفقون لهم، ويبجلونهم ، ويضعون مكانتهم بعد الله، ويفدونهم بالروح والدم ، ويستميتون بالدفاع عنهم جهلا وتخلفا، فهذه قمة العبودية المتميزة، التي لا مثيل لها الا في لبنان.