انها مسالة حقوق
حقوق المواطن واجبات على الدولة والعكس صحيح، فحقوق الدولة واجبات على المواطن والمواطنة صيغة قانونية تحدد علاقة المواطن بالدولة وعلاقته بالمواطنين الاخرين، اما المواطن فهو انسان يعيش في حدود دولة له ما لاي مواطن اخر من حقوق وعليه ما على اي مواطن اخر من واجبات، المعادلة الاولى فيما بين المواطنين علاقة تحكمها: مساواة، حقوق و واجبات.
اذن لا اكثرية متفرعنة ولا اقلية مستضعفة، هذا إن كان هناك خطاب مواطني سليمً على المستوى النظري والتطبيقي معا
اما ان تعزز حقوق الاغلبية او حقوق الاقوى وتغض النظر عن حقوق الاقلية او حق الضعيف، فهذه حالة مريبة حقا تتنافى مع منطق المواطنة وحقوق الانسان وكرامته، نحن اذن امام مفاهيم جوهرية إن لم نحسن فهمها والالتزام بها كدستور قانوني اجتماعي اخلاقي سياسي، سوف ندخل إلى نفق مظلم لا ضوء ولا نور في نهايتها، لذا علينا جميعا ان نحترم رابطة المواطنة التي تجمع الكل في وطن واحد لا مكان فيه الا للمساواة امام القانون، لا اقلية ولا اغلبية، فيه عيش مشترك، لا تعايش مظهري خطابي احادي القطب يتضمن مفهوم التنازل، نحتاج مواطن يعي حقوقه ويتمسك بها ويلتزم بواجباته.
المعادلة الثانية : نحتاج دولة تعي واجباتها تجاه المواطنين تماما كما تعي حقوقها وتلزم المواطنين جميعا بها،عليها ان تحترم واجباتها تجاه المواطنين، كذلك تراقب علاقتهم ببعضهم البعض وفقا لاسس دستورية قانونية .
اما عن حق المواطن في التعبير الحر عن رايه وافكاره، فنحن نعيش في اطار متطلبات ( القرون الوسطى -) نحتاج الى حركة تنوير عقلي واعمال الفكر ونهضة عامة، نحتاج لاحياء افكار المفكر المسلم ابن رشد مواليد قرطبة والذي الف كتاب تهافت التهافت ” و استفاد منه الامبرطور الالماني فريدرك الثاني حيث ترجم هذا الكتاب واثمر بتيار الرشدية اللاتينية، ونهض ببلادة في عصر التسلط الاصولي الديني مدعوما بسلطة الاقطاعيين، وكذلك استفاد من افكار ابن رشد التنويرية الكينج مارتن لوثر في ثورته، للاسف ماذا حصل لابن رشد ومؤلفاته في الشرق ؟ تم تكفيره واحرقت كتبه التي تدعو الى اعمال الفكر، ومبدأه لا سلطة على العقل الا العقل ذاته، وكان ضد كل من يعتقد بانه يملك الحقيقة المطلقة، ويدعي بصلاحيتها لكل مكان وزمان.
مأساتنا الحقيقية تكمن في رفض التفكير الحر، واغلاق باب الاجتهاد، وبناء عليه، واصبح التفلسف ممنوع وحب الحكمة واعمال الفكر حرام، في المراة وفي الجامعة وفي البيت وفي الشارع وفي كل مكان، واصبح التنميط والنسخ، للاسف سمة ملازمة لنا جميعا للكبير والصغير وللرجل والمراة، للمعلم والمتعلم، للقائد والتابع، فغاب الابداع وغاب الاحساس، وغاب المثقف الحقيقي، وللحديث بقية .