سيرة د. صفاء الشويحات في كتاب إعلام أردنية
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
سيرة حياة
وشهادات يعتد بها
سعادة الأستاذ المشارك الدكتورة
صفاء نعمه دخل الله الشويحات
من كتاب أعلام أردنية قيد الطباعة2017
سعادة الدكتورة صفاء نعمة دخـل الله شويحات
يزخر سجل المرأة الأردنية بأسماء نماذج متميزة قدمت لوطنها الكثير، وأثبتت أنها تقف على ذات المسافة من الرجل، ولربما حققت الكثيرات منهن ما لم يحققه بعض الرجال من منجزات في مختلف الميادين، ولقد تمكنت المرأة الأردنية لا سيما في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني من تحقيق نقلة نوعية ومنجزات ضمن رؤى، تتفق مع تطلعات جلالة الملك في المشاركة النسوية الفاعلة في العملية التنموية والتأسيس لتنمية تتسم بالاستمرارية ومشاركة ملموسة في مختلف ميادين العطاء.
وتمثل سعادة الدكتورة صفاء نعمة شويحات، ترجمة حيّة لهذا النوع من المرأة الأردنية التي حققت إنجازات متعددة، ولبنات في مسيرة تقدم ونهضة الأردن، سواء كان ذلك في انطلاقتها الأولى في الحياة العملية كمعلمة في المدارس الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم في الأردن، وبعد ذلك من خلال عملها الأكاديمي كونها عضو هيئة تدريس في الجامعات الأردنية حاليا، وكباحثة يعتد بها، وكمستشارة في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، أو من خلا ل عملها في مركز رفيع المستوى في اليونسكو، فالتزامها ومساهمتها الرسميةالمنظمة، والتطوعية في كثير من الأحيان ساهمت في صياغة مستقبل أفضل للوطن،وتعبر الدكتورة صفاء دوما وفي كل المناسبات،ان تاريخ المرأة الأردنيةيشهد تطورات بارزه في تاريخ الأردن، وعلى مدار الحكم الهاشمي خاصة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه،حيث ارتفعت نسبة مشاركتها في الحياة العامة، السياسية منها والاجتماعية بفضل الرؤية المستقبلية لقيادتنا الحكيمة، تلك التي أتاحت الفرص ومكنت المرأة من واستثمار طاقاتها لتلبية حاجات المجتمع.وإن كانت الحاجة ما زالت قائمة لمزيد من العمل لتفعيل دور المرأة الأردنية في تسلم مناصب قيادية عليا.
إن الحديث عن شخصية الدكتورة صفاء، هو حديث عن إحدى سيدات الأردن اللواتي يمتلكن رؤية تطويرية متميزة و إرادة قوية وعزيمة لا تلين، إذ استطاعت دكتوره شويحات ان تحقق نجاحات كبيرة أسهمت في إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في مجتمعنا الأردني، وذلك من خلال حضورها الفاعل على الساحة الوطنية اجتماعياً وأكاديمياً، وسياسياً، إذ يمعن الناظر المدقق في سيرتها العملية حجم الجهد الكبير الذي بذلته وما زالت تقوم به في سبيل التخطيط والتنفيذلإعداد جيل مدرك لقضايا وطنه وأمته، قادر علة المشاركة الفاعلة ضمن رسالة شخصية و وطنية، بكل وعي وخلق ومسؤولية ،وهي تؤمن أنه لا بد وأن يكون للشباب الأردني العربدور في ميدان التنافسية العالمية التي فرضتها الثورة المعرفية وما تبعها من ثورة تقنية، الأمر الذي يقتضي وفق لرأي الدكتورة شويحات أهمية بناء وتطوير المهارات الحياتية عند النشء ومهارات البحث العلمي والتفكير الناقد، والموضوعية، وعدم الاكتفاء بالجانب المعرفي المعلوماتي الذي يتعلق بتخصص الطالب على الرغم من أهميته.
وترى الدكتورة شويحات، أن دور ورسالة أُستاذ الجامعة يجب أن يتخطى حدود الحرم الجامعي ليشمل رحاب الوطن ككل، وذلك بالنظر لما يتمتع به من مؤهلات علمية وكفاءات وخبرات تسهم في بناء الوطن وايجاد حلول لمشكلاته الاجتماعية والثقافية، وهو ما يترجم على هيئة المشاركة في خلق حالة من الوعي المجتمعي إزاء قضايا المجتمع، ما يتجلى بحرص أستاذ الجامعة على التواجد الفاعل والمؤثر في الفعاليات والأنشطة والندوات والمؤتمرات التي تعقدها المؤسسات الوطنية، و أن يكون هو المبادر بلقاءات وحوارات ونقاشات مستفيضة مع شباب وشابات الوطن، لأنها تؤمن أن المؤسسات التربوية التعليمية يجب أن تكون منارات حقيقية لإنتاج العلم والمعرفة ومراكز اشعاع حضاري تتصدى لإحداث التغيير، لا ان تلهث وراء التكيف مع التغيير الحاصل في المجتمع خارج أسوار مبانيها،بمعنى أن تقوم المؤسسات التربوية والأكاديمية بقيادة دفة التغيير المنشود في المجتمع وأن تكون المؤسسات التربوية فاعلة ومنفعلة معا مؤثرة ومتأثرة في آن واحد، وهو الأمر الذي آمنت به الدكتورة صفاء وعملت وما تزال تعمل عليه بكل قوة وهمة عالية، من خلال سلسلة من الأبحاث العلمية والدراسات والمقالات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية، والمشاركة في المؤتمرات تارة، والتخطيط والاشراف على تنفيذ مؤتمرات تارة أخرى، فالدكتورة صفاء تؤمن بمحورية دورها كأستاذة جامعية ومربية فاضلة في عنقها أمانة ومسؤولية الأخذ الشباب، هذه الفئة التي تمثل نسبة كبيرة ولا يستهان بها في المجتمع الأردني.
في ضوء ما تقدم، يظهر أن ثمة قواسم مشتركة بين أروقة ما قامت الدكتورة صفاء بنشره، إذ يغلب على منتجها العلمي الزاخر بأنه إنتاجاً ينصب في خدمة قضايا تؤرق المجتمع، فهي بذلك لم تركن إلى إجراء الأبحاث العلمية التقليدية التي عادة ما تكون لغايات الحصول على دعم مالي أو بهدف ترقية وظيفية، لذا كانت النتائج تأتي مثمرة ونجد الكثير من نتائج أبحاثها تم الاهتمام والأخذ به من قبل دوائر صنع القرار لا سيما في الشأن التعليمي، وتحديداً العالي منه، وجميع ما تؤمن به وما تمتلكه من وجهات نظر وآراء إزاء تلك القضايا وغيرها، كما اتخذت الدكتورة صفاء من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية منابر للتعبير عن ذلك، حيث نشرت ما يزيد عن عشرين مقالا في مجال المواطنة والديمقراطية والتغير المجتمعي والثقافي، كما تم استضافتها في العديد من اللقاءات في مختلف الفضائيات، وتكلمت في قضايا أخرى وموضوعات معاصرة رأت أنها تشكل تحديات في المجتمع الأردني، مثل التعقيب على خطاب سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني في مجلس الآمن حول الشباب والإرهاب، والمرأة والتعليم والعمل في الأردن، وهنا ركزت على أهمية التخطيط والإرادة الحقيقية في تفعيل دور المرأة وتوليها لمناصب قيادية عليا، وكذلك دور الإعلام في بناء الهوية الوطنية وغيرها.
مسيرة الدكتورة صفاء شويحات، مليئة بالمحطات المضيئة، والمشرفة، ينبغي الوقوف عليها، للدلالة على تأثيرها ومقدرتها في شرح وجهة نظرها إيصالها بدقة وإقناع الآخرين بها، ابتداء مما دعت إليه من ضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مسألة التربية على أسس المواطنة وفضائلها عام 2003 وذلك اعتمادا على مراجعتها لكافة الدراسات حول مناهج التربية الاجتماعية والوطنية وأساليب تدريسها، ومدى تمكن معلمي المدارس من المفاهيم الأساسية لما يقومون بتدريسه، وفي اطروحة الدكتوراه توجهت لتقصي درجة تمثل طلبة الجامعات لمفاهيم المواطنة الصالحة، وكل ذلك كان في وقت مبكر وكأنها تتسابق مع الزمن لأنها استشعرت بأهمية تربية الأجيال وفقا لمواصفات المواطن الصالح، فرصدت واقع توجهات الطلبة الوطنية والمواطنية، ووضعت تصورات ورؤى مستقبلية واستشعرت كل الأخطار القادمة ان بقي الحال على ما هو عليه، فسعت جاهدة بكل ما تملك من قوى وعلم ولباقة، للتواصل مع كل الجهات المعنية، الى أن تم اقرار مادة التربية الوطنية لطلبة الجامعات الأردنية، والتي يدرسها حاليا ما يقارب 318000 طالبا وطالبة كمتطلب جامعة في جميع الجامعات الأردنية، وايمانا من الدكتوره شويحات بأهمية فاعلية الطالب في المواقف التعليمية التعلمية، ومنذ بداية التحاقها في التدريس الجامعي تبنت أسلوب جديد في التدريس الجامعي واعتمدته في جامعة الاسراء وبعدها في الجامعة الالمانية الاردنية وفي الجامعة الأمريكية في مادبا حيث اقتنع العديد من الزملاء بهذا الاسلوب واعتمدوه في تدريسهم، حيث أصرت وتابعت وسهلت ودربت الطلبة على أن يكون لكل منهم دور فعال في الموقف التعليمي، بحيث يكون لكل طالب في كل مادة دراسية في كل فصل دراسي جزء مخصص من المادة عليه التحضير لعرضه أمام زملائه، وتطويره (متابعة أحدث التطورات بخصوص احصائيات ونسب) واستكماله ان لزم الامر بجزء تكميلي يرى الطالب أنه لا بد أن يقدم للشباب، مستخدما وسائل تكنولوجيا التعليم في عرضه وفي تقييمه أيضا، و وفقا لذلك لم يكن الطالب مجرد طالب مستمع، بل أيضا محاضرا، ومقيما ومطورا، وهذا ما يحفز الطالب على التحضير المسبق والتفاعل مع المدرس ومع الطلبة الآخرين. وكما تؤمن بأهمية تنمية مهارات الشباب لذا فهي تعمد وبكل موقف تعليمي الا يغيب عنها تنمية مهارات ادارة الوقت، والتواصل السلمي البنائي الفعال، ومهارات البحث العلمي، حيث تعتقد أن هذه المهارات أساسية لكل طالب في جميع المراحل.
ومن محطات الإبداع في مسيرة الدكتورة صفاء، ما قامت به من تحليل وتوصلت الى أن أهم الفروقات النوعية في المناهج التربوية والمحتويات الدراسية فيكتب التربية الاجتماعية التي تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، مقارنة مع ما يدرس من مثيلاتها في الأردن، أن مناهجهم ذات علاقة تتصل باحتياجات الطالب اليومية وتفاعلاته الاجتماعية، وهكذا ترى أن بإمكان المعنيين والخبراء في مجال إعداد الكتب المدرسية التركيز بالإضافة الى ما هو قائم، عصرنة المناهج، بما يلبي احتياجات الطلبة اليومية، وميولهم وربطها بالواقع المعاش، وادخال مهارات البحث العلمي في القضايا الوطنية، وهذا ما تعتبره مطلبا ملحة، بهذا يشعر الطالب أنه جزء من الوطن يطلع بقضاياه اليومية ويتحمل مسؤولية المشاركة في ايجاد الحول، ويبدع في ذلك، بحيث يصبح المنهاج التعليمي أداة جذب للمتعلم يشبع فضوله ويتمشى مع احتياجاته واحتياجات بلده.
في جعبة الدكتورة صفاء شويحات ما يؤكد أسبقيتها في الكثير من محطاتها المشرقة، فقد كانت أول خريجة تحمل الدكتوراه من قسم أصول التربية في الجامعة الأردنية، وصاحبة أول مبادرة باقتراح آلية جديدة لمناقشة مخطط أطروحة الدكتوراه والماجستير قائم على اثراء الموضوع ومختصرا للوقت والجهد، فأصبح لطالب الدراسات العليا أن يعد مخطط مشروعه البحثي خلال شهر بدلا من ست شهور( كما كان معمول به منذ 1962) ، واقترحت (ما لم يكن موجود ) تشكيل لجنة للاطلاع ومناقشة مخطط المشروع البحثي لطلبة الدراسات العليا تتكون من المشرف ولجنة منتخبة من القسم ، بديلا عن الاسلوب التقليدي الذي يقتصر على رأي المشرف وحده ،واقترحت وجود الطالب أثناء مناقشة مشروع البحث ، بدلا من مناقشة المشروع التي كانت مختصرة بين المشرف واللجنة فقط دون حضور الطالب . وعليه تميز المقترح بتوفير واستثمارا الوقت على طالب الدراسات العليا والمشرف واللجان، اقتنع المعنيين في قسم أصول التربية في الجامعة الأردنية ورحبوا بالفكرة، وبذلك ابتدأ ت آلية جديدة تتعاظم فائدتها وتتناسب مع معطيات العصر وتحقق الفائدة التربوية والعلمية.
وحديثا كان لها السبق وبتكليف من الجامعة الالمانية الاردنية وبالتعاون مع مؤسسة الملكة رانيا العبدالله «ادراك للتعليم عن بعد» في تطوير محتوى مساق التربية الوطنية لطلبة الجامعات الأردنية، ليتناسب مع تحديات العصر مضيفة فصل خاص عن الامن الوطني، وتطوير الخطة الدراسية، واسلوب التدريس والتقييم وفقا للتعليم الالكتروني المدمج، حيث ابتدأ التدريس به في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2015، في الجامعة الالمانية الأردنية، وتبعتها الجامعة الهاشمية، ومتوقع ان يعتمد البرنامج في الجامعة الاردنية الأخرى. وحاليا تعد الدكتوره صفاء الشويحات وبتكليف من مؤسسة الملكة رانيا العبدالله دراسة تقييمية للتعليم الالكتروني المدمج من وجهة نظر طلبة الجامعات الأردنية
هذا وقد تنافست دكتور شويحات مع سبعة وستين شخصاً تقدموا للالتحاق بدورة متخصصة لبرنامج التبادل الثقافي بين الأردن والولايات المتحدة، فكانت واجدة من ثلاث ممن تم قبولهم، والتحقت ببرنامج الزمالة الأمريكية في التعليم المدني من معهد ماكسويل في جامعة سيراكيوز في سبتمبر 2010.
تمتلك الدكتورة صفاء شويحات رصيداً وافراً من الأبحاث العلمية المنشورة، ومن بينها أبحاثاً ريادية غلب عليها الطابع الميداني، مثل المواطنة عند طلبة الجامعات الاردنية، درجة مساهمة الإعلام في بناء ثقافة وسلوك طلبة الجامعات، أولويات تربية الشباب العربي في ظل العولمة، تداعيات ثورات الربيع العربي على الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات، اتجاهات الشباب نحو القراءة الحرة ، اتجاهات الشباب نحو المشاركة السياسية وغيرها، وأبحاث عديدة أخرى في مجال الإدارة التربوية.
في الجامعات الأردنية التي درست فيها تركت الدكتورة صفاء شويحات، منجزاً كبيراً تمثل بإقرار جميع الجامعات الحكومية تدريس مساق التربية الوطنية كمتطلب إجباري لجميع الطلبة، بدءاً من العام الجامعي 2005-2006، وكانت عضو اللجنة العليا لتخطيط لمساق التربية الوطنية لطلبة الجامعات الأردنية ، التابعة لوزارة التعليم العالي، الذي كان وما زال ذو مخرجات أثرت بإذكاء مفاهيم الولاء والانتماء للوطن عند الطلبة، الأمر الذي تراه شويحات بات ملحاً خاصة في ظل ما يشهده العالم الملتهب من نزاعات ومشاكل تقتضي ضرورة تحصين الطلبة بدرع واقٍ يحول دون وقوعهم في شرك الدعوات الظلامية الهدامة التي ينادي بها أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف.
وفي مجال خدمة المجتمع فقد أنجزت الدكتورة صفاء شويحات العديد من المهام، حيث قامت بإعداد وإدارة العديد من الندوات، وترأست لجاناً تحضيرية لمؤتمرات مختلفة، فقد قامت بإعداد ندوة معوقات ومقومات عمل مجلس النواب السابع عشر، التي عقدتها الجامعة الأمريكية في العام 2011، وفي العام 2006 قامت بإعداد وتقديم دورات متعددة منها «المفاهيم الأساسية في الوطنية والمواطنة» ضمن سلسلة التنشئة على حقوق الإنسان والمواطنة،وتدريب شباب سابلة الحسن، وبتكليف من مكتب سمو الأمير الحسن بن طلال، و تسلمت في 2005 عملها كمديرة لدائرة المشاريع البحثية للمرأة في الأردن، تواصلت من خلالها مع مختلف الاتحادات والجمعيات النسائية في الأردن، وترأست اللجنة التحضيرية والتنفيذية ولجنة صياغة التوصيات للمؤتمر الأول « تفعيل مشاركة المرأة في مختلف مؤسسات العمل في الأردن»، وكذلك مؤتمر «التشريعات القانونية المنظمة لعمل الهيئات الاجتماعية في الأردن» واللذين عقدتهما جامعة الإسراء في العام 2005، كما قامت الدكتورة صفاء شويحات بالمشاركة في إعداد دراسة لـ«ترويج الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع الأردني» ضمن ورقة قدمتها إلى المفوضية الأوروبية في عمان.
ويقول معالي الأستاذ الدكتور عبد الله عويدات، وزير الشباب و وزير التنمية الاجتماعية الأسبق ، في حديث هاتفي: «إن الأخت الفاضلة الدكتور صفاء شويحات سيدة مجتمع وأكاديمية ذات مكانة مرموقة وسمعة متميزة، تسعى دائماً إلى إثبات ووجودها في المجتمع بطريقة ايجابية وحضور متميز، بالإضافة إلى ما تمتلكه من ديناميكية كبيرة ومقدرة فائقة على التواصل مع الآخرين، وبصورة رائعة تقوم عادة بتجييرها للصالح الأكاديمي وخدمة الطلبة».
ويضيف عويدات: «منذ عرفتها طالبة نشيطة ونجيبة، لم تنفك الدكتورة صفاء عن رغبتها الجامحة في الارتقاء بنفسها وتطوير قدراتها داخل وخارج أسوار الحرم الجامعي، متمثلاً ذلك في التدريس وإدارة المجتمعات الطلابية، فهي شخصية راقية تمتلك أبعاداً مختلفة منها البعد الاجتماعي والأكاديمي والبحث العلمي، إذ تمتلك وعياً عميقاً في كافة الموضوعات، وتتمتع بمقدرتها على البحث والاستقصاء بدرجة متناهية في العمق والتفكير».
ويقول عويدات: «لقد واصلت الدكتورة صفاء نشاطها وتميزها وكنت أطلع على ذلك خلال وجودها في جامعات مثل الإسراء، والجامعة الألمانية الأردنية، والجامعة الأمريكية، فكانت ثقافتها عالية، وتقوم بإعطاء دروسها ومحاضراته للطلبة بمنتهى الجدية والالتزام والحرص على إيصال المعلومات بطريقة تحقق الهدف والغاية المرجوة، وليس بطريقة تقليدية تعتمد التلقين فهي تسعى لتنمية شخصية متكاملة في طلبتها ،و تنمي لديهم حس المسؤولية و البحث عن المعلومة والإفادة منها، وذلك يؤكد طبيعة روح التعاون مع الآخرين التي تمتلكها والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق ما ينفع الوطن».
ويختم الاستاذ الدكتور عويدات بقوله: «ومن صفات الدكتورة صفاء شويحات أنها تتمتع بحس وطني متميز، وانتماءها لوطنها تترجمه على شكل أفعال وأنشطة تنسجم مع الرؤى الطامحة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، ودائماً لا تتردد في توظيف علومها وخبراتها في سبيل تحقيق ذلك سواء بمحاضرات تلقيها أو مقابلات تلفزيونية وما شابه، فهي من القيادات الأكاديمية الوطنية التي نعتز ونفتخر بوجودها وبعطائها وإخلاصها، متمنياً لها دوام التوفيق والنجاح».
وقال الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية: «الدكتورة صفاء شويحات من القيادات الأكاديمية النسوية التي لعبت وما زالت تنهض بدور وطني مسؤول في إيجاد جيل من أبناء وبنات الوطن الذين يمتلكون العلم والمعرفة والخبرة وهي تتمتع بصفات وسجايا سامية في الخلق والتواضع والاستقامة، وإنني ليسعدني أن أذكر فيها شهادة حية من وحي ما لمسته فيها من نشاط وجد ومثابرة منذ بداية معرفتي بها التي كانت من خلال حضور العديد من المؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية التي أظهرت فيها الماماً كبيراً قوياً في مختلف المجالات لاسيما في موضوعات التعليم العالي مثل القضايا النفسية والاجتماعية ذات العلاقة بالعنف الطلابي والمجتمعي فهي متخصصة ومتعمقة في مختلف موضوعات التربية ولا سيما في التعليم العالي، ومشهود لها بالفكر الثاقب وباستخدامها الأساليب الحديثة في العلوم التربوية ».
ويضيف الدكتور أبو عرابي: «ومن محطات تميز الدكتورة صفاء شويحات أنها كانت متفوقة في مراحل دراستها الجامعية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) وارتبط اسمها بالنجاح والعصامية والرغبة والإصرار في تحقيق ما كانت تخطط له، وإنني لأتوقع لها مستقبلاً أكاديمياً وإدارياً ناجحاً لأنها تمتلك مقومات النجاح في إخلاصها لجامعتها ووطنها وامتها بمنتهى الحيوية والنشاط اللامحدودين، ومما لا شك أن حضور الدكتورة صفاء شويحات على المستوى الوطني والدولي والعالمي هو حضور فعال وواضح جداً سواء من خلال تقديمها لأوراق عمل وأبحاث متميزة في المؤتمرات أو مشاركتها في العديد من الدورات في الدول الأوروبية خاصة في المانيا، والولايات المتحدة، ولا يسعني إلا أن اعرب عن اعتزازي بها سيدة اردنية فاضلة موضع الفخر والتقدير وخير من تمثل الوطن».
ويقول الأستاذ الدكتور ابراهيم ناصر: «كانت الأخت الفاضلة الدكتورة صفاء شويحات، أول طالبة أشرفت عليها، وأول طالبة أوردت أسمها بمعيتي لغايات الترقية، كما أوردت أسمها في كتاب تناولت فيه مسيرة حياتي، كطالبة ذكية وصاحبة إرادة حققت النجاح ووصلت إلى ما كانت تطمح إليه، بجدّها ونشاطها ومثابرتها، وكان لها علاقات ايجابية ناجحة ومتعاونة جدا مع زملائها من طلبة الدراسات العليا فهي تستحق الإشادة والاحترام، وسيدة متفاعلة مع المجتمع، وكنت أشاركها في المناسبات الاجتماعية وغيرها، وها هي اليوم تثبت مقدرتها وكفاءتها العلمية المتميزة وتقوم بتربية وإعداد أبنائنا الطلبة في عدة جامعات أردنية».
ويتحدث عطوفة الأستاذ الدكتور أنور البطيخي رئيس الجامعة الهاشمية، والأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الأسبق، وحالياً رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي ويقول: «الدكتورة صفاء شويحات سيدة أردنية أكاديمية تتمتع بأقصى درجات الفاعلية والنشاط والمثابرة، وتمتلك استعداداً كبيراً للعمل وكتابة الأبحاث العلمية المتميزة، بالإضافة إلى تعاونها الجاد مع مختلف مؤسسات الوطن لكل ما من شأنه تقديم خدمة أو استشارة أو رأي يصب في النهاية في تحقيق التنمية والتطوير، كما أنها تلعب دوراً واضحاً في النهوض بالمكان الذي تعمل فيه ولا تترك مبادرة إيجابية إلا وتتقدم بها بطريقة علمية مدروسة، وهي صاحبة رأي سديد يؤخذ به في كثير من الأحيان وعلى وجه التحديد في مجال تخصصها، فهي سيدة مختلفة عن غيرها بأنها دائمة البحث عما هو جديد وتؤمن بأن العلم لا نهاية له».
ويضيف البطيخي: «إن الدكتورة صفاء من اللواتي تعبن على أنفسهن، وأرادت ان تكون شيئاً فكانت، وأعتقد أن المستقبل ما زال طويلاً أمامها، وهي تعتقد بأن رسالتها العلمية وعطائها ما زال في بداياته، لذا فإنني جازم بأن أبحاثتها ودراساتها ومؤلفاتها قادمة بكثافة ونوعية في السنوات القادمة، فهي لا تكلُّ ولا تملُ بل أنها تجد نفسها في العمل الدائم، وأرجو أن أعرب لها عن أمنياتي لها بدوام التوفيق وأن تواصل ما بدأت به بنشاط وحيوية دائبة».
وقال الأستاذ الدكتور طوقان الهنداوي: «حين تعرفها فإنك تلوم نفسك لأنك لم تعرفها من قبل، وحين تقرأ لها بحثاً تلوم نفسك أنك لست مشاركاً فيه، تشعرك سيرتها بأن عليك أن تعمل أكثر، تتجدد كل فترة، وليس لها تاريخ جامد، ففي كل فترة لها نشاط، وتتنوع نشاطاتها البحثية والمجتمعية والتطوعية، تفكر عالمياً وتعمل محلياً، تخطط لمستقبل قد يأتي وترغب في أن يأتي، وعليك أن تبني جسوراً قوية معها، ولا يقلقك ماذا ستكتب في سيرتها الذاتية مستقبلاً لأن أي منهم يستطيع قراءة ما لم تكتب بعد فهي صاحبة رسالة ومشوارها طويل ممتد».المــولـــد والـنـشـــأة
ولدت الدكتورة صفاء شويحات في محافظة الزرقاء في العام 1962، وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدرسة دير اللاتين في الزرقاء، أما تعليمها الثانوي فأتمته في مدرسة الأميرة رحمة الثانوية للبنات في مدينة الزرقاء، حيث حصلت على شهادة الدراسة الثانوية العامة في العام 1978 -1979 للفرع الأدبي، وبدت عليها منذ مراحل دراستها النبوغ والذكاء والميل إلى العمل ذات الطابع التطوعي، بدليل مشاركاتها في أنشطة المدرسية اللامنهجية منذ كانت في دير اللاتين حيث مشاركتها في فرق الكشافة في الاحتفالات بالمناسبات الدينية والوطنية، ثم حصولها فيما بعد على شهادة أصدقاء شرطة، يليها مشاركاتها الفاعلة في دور تنموي مجتمعي تجسد بقيامها بتدريس محو الأمية من منزلها وهي في الثانية عشر سنة من عمرها ، حيث أسهمت في تعليم العديد من الفتيات اللواتي كنّ يتزوجن زواجاً مبكراً ويغادرن إلى أمريكا، فكان لها الفضل في تعليمهن القراءة والكتابة، لتمكينهن من كتابة الرسائل للتواصل مع ذويهن في الأردن.
الجانـب الأسري
في الحديث عن الجانب العائلي في مسيرة الدكتورة صفاء الشويحات، فإنها أم فاضلة ومدرسة قامت بإعداد أبنائها وبناتها خير إعداد، وغرست فيهم قيماً سامية، ومواطنة صالحة، يمتثلونها في سلوكياتهم وأعمالهم وعلاقاتهم، وكانت أنموذجاً للمرأة الأردنية التي تمكنت من التوفيق بين متطلبات العمل والمنزل، وكان ذلك برفقة زوجها السيد يوسف شويحات الذي يعتبر من أوائل الذين قاموا بإدخال استخدام الكمبيوتر في التعاملات البنكية وذلك من خلال عمله في البنك العربي منذ العام 1976، حيث تمخضت جهوده عن أتمتة المكاتب وإصدار بطاقات الفيزا، ثم قام بنقل هذه التجربة إلى جميع دول الخليج العربية وإلى مصر ولبنان، وفي حديثها استذكار لدور هذا الرجل الوفي في مسيرة نجاحها حيث كان لها درعاً قوياً في وصولها إلى ما وصلت إليه، فكان المحفز والمشجع لها على متابعة مشوارها العلمي والعملي.
وللدكتورة صفاء من الأبناء كل من:
ســلــيـم: مواليد العام 1981، درس علم الحاسوب في جامعة الأميرة سمية، ويعمل في الأعمال الحرة في عمان.
نــور: مواليد العام 1983، درست الاقتصاد، وحصلت على الماجستير من الجامعة الأردنية، متزوجة السيد سامر حداد، ولها من الأبناء «صوفيا، كرم، ساندرا»، وتعمل مديرة للموارد البشرية في الشركة الأهلية للمشاريع المتوسطة التابعة للبنك الأهلي.
ريـــم: درست الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية، عملت مديراً إقليمياً لبلاد الشام مع شركة BritishAmericanTobaco ، وكذلك في شركة فيليبس موريس، والآن تعمل في السعودية مديرة روضة أطفال مع زوجها السيد الياس معايعه، ولها أبن واحد اسمه يوسف.
الامتداد العائلي
إزاء كل ما تقدم من تمهيد في الحديث عن سيرة شخصية الدكتورة صفاء شويحات، فإن الباحث يجد حديثه منقوصاً إن لم يقم بالإشارة إلى امتدادها العائلي العريق، واعتزازها بهذا الانتماء إلى أسرة كان راعيها رجلاً من بُناة الوطن، هو والدها المرحوم العقيد نعمه دخل الله شويحات، أحد ضباط القوات المسلحة الأردنية الذي كان يعتز بانتمائه الى صفوف الدفاع عن الوطن، وتقول الدكتورة صفاء: «كانت طفولتي سعيدة جداً بالنظر إلى الامتيازات الخاصة التي حظينا بها في ظل وجود والدي في صفوف الجيش الأردني، سواء من حيث السكن، والخدمة، والسفر ومستوى المعيشة، الأمر الذي ألقى بظلاله على تهيئة الظروف لنشأة ملؤها الحب والسعادة ، كما كان لنا شرف مشاهدة النجاحات المتتالية التي حققها والدي كرجل قدوة لنا، وذلك من خلال تسلمه للعديد من المراكز في الجيش خاصة عمله قائداً لسلاح الهندسة».
وفي حديث الذكريات تقول الدكتورة صفاء: «لقد تأثرتُ بشخصية والدي القوية، وأخذت منه صفات ما زلتُ أراها وستبقى ماثلة معي ما حييت، حيث تعلمت من ذكائه الشيء الكثير، وتعلمت من الصبر والحنكة والعزيمة، والرغبة والجرأة والتصميم والعزم في المضي نحو تحقيق الهدف المنشود في جميع أموري، وأحمد الله أن حققت حلمت والدي وأمله فيّ حيث كنت اول امرأة في عشيرة آل العزيزات تنال درجة الدكتوراه، أما عن والدتي فتشربت منها القيم والمُثل العليا، ومعنى التربية الصالحة للأبناء، فكانت هي ووالدي المدرسة الأولى التي تلقيت كل ما أنا عليه من مهرات وقدرات وخلق ، فقد زرع والداي في نفسي معنى الالتزام والانتماء الحقيقي وصدق ».
تنتمي الدكتورة صفاء شويحات أسرة عربية مسيحية، والى عائلة ممتدة من عشيرة العزيزات، التي تعتبر من أقدم العشائر المسيحية التي سكنت جنوب الأردن منذ القرن السادس الميلادي، وفي دراسة له بعنوان «جولة في ذاكرة الوطن قبل 1400 عام» نشرت في الدستور بتاريخ 31-12-2009، يذكر المؤرخ الراحل زياد أبو غنيمة، ونقلاً عن كتاب الأستاذ حنا عماري في كتابه «قاموس العشائر في الأردن وفلسطين» أن عشيرة العزيزات العربية الغسانية المسيحية التي كانت تسكن في مؤتة في جنوب الأردن، كانت الرائدة في وضع لبنات الوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية عندما ساعدت القائد خالد بن الوليد في انسحابه من مؤتة» ويعزز الأديب المؤرخ روكسالعزيزي في الجزء الرابع من كتابه «معلمة للتراث الأردني» الرواية التي تشير إلى أن عشيرة العزيزات في مؤتة والكرك، ساعدوا خالد بن الوليد في في معركة مؤتة أول دخول الاسلام وانطلاقه الى بلاد الشام ، فمُنحوا امتيازات ما يزال بعضها مرعياً، وكانت هذه المساعدة بمثابة حجر الأساس لمسيرة قادمة طويلة تحت ظلال الوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية، وينقل كتاب «العزيزات في مادبا» لمؤلفه الدكتور يوسف سليم شويحات عن كتاب «الأخبار الشهية عن العيال المرجعونيةوالتيميّة» لمؤلفه القس حنا حردان «أن النبي عليه السلام لما علم من خالد بن الوليد بأن مسيحياً عربياً أردنياً أسمه عزيز، وعد بأن يسهّل للمسلمين فتح مؤتة، لقّبه بعُزيزْ، وأصبحت عشيرته تعرف بالعُزيزات نسبة إليه».
ولد المرحوم نعمه دخل الله شويحات والد الدكتوره صفاء شويحات في مادبا في الأول من أيار من العام 1922، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارس الشويفات في القدس، وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة بيروت العربية، ثم دخل إلى الخدمة كما أسلفنا في القوات المسلحة وتدرج بالرتب العسكرية حتى تقاعد برتبة عقيد، فاتجه نحو الأعمال الحرة، وكان معروفاً بخصاله الحميدة، وتواصله مع الناس ومشاركتهم في مختلف المناسبات الاجتماعية، وكان يتمتع بشخصية قوية، ولباقة في الحديث، وعُرف عنه انتمائه لوطنه وحبه للقيادة الهاشمية».
أما على الصعيد العائلي فقد تزوج من الفاضلة سلمى نيقولا مدانات، التي كانت ربة بيت من طراز رفيع، حيث تفرغت لمتابعة شؤون الأسرة التي كان قوامها تسعة أشخاص، وقد رزق المرحوم نعمه شويحات بعدد من البنين والبنات منهم:
المهندس عزام: من أوائل المهندسين في تخصصه في المعدات الطبية، وفي سيرته العملية أنه أول شخص عربي يتولى إدارة شركة NCR وهي شركة أمريكية تعمل في قطاع تكنولوجيا الحواسي.
السيد عصام: درس الميكانيكية في الولايات المتحدة الأمريكية.
السيد عماد: درس تخصص إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية.
السيد علاء:إدارة الأعمال.
الفاضلات: «زين، بلسم، سناء، بسمة وجميعهم عملوا في قطاع التعليم».
انتقل المرحوم نعمة شويحات إلى رحمة الله في العام 1987 وتم دفن جثمانه في مادبا.
رحلة الطموح والإنجاز
لاشك إن سيدة تحمل مقومات شخصية الدكتورة صفاء، تمتلك إرادة الطموح وتحقيق الأحلام، ما يؤهلها لأن تصنع قصة نجاح رائعة، لم تمنعها منها ظروفها العائلية التي وجدت نفسها بها بسبب زواجها بعد الحصول على الثانوية العامة، وإنجابها لعدد من البنين والبنات الذين أحسنت تربيتهم وإعدادهم، بل كان ذلك بوابة شرّعت أمامها طاقات الإبداع والوصول إلى ما تريد، حيث كانت كلية الأميرة ثروت أولى درجات الصعود نحو القمة، بعدما لم يحالفها الحظ بالقبول في الجامعة الأردنية بسبب عدم وجود قبول جامعي لخريج الثانوية من السنوات السابقة.
في كلية الأميرة ثروت اختارت دراسة تخصص تربية الطفل، فحصلت في العام 1991 على شهادة الدبلوم وبتقدير امتياز، فكانت تلك فترة جادة في حياتها، وتذكر أن المساقات الدراسية كانت ذات مستوى متقدم أتاح لها فرصة التمكن من المفاهيم التربوية والمعرفة والإطلاع الدقيق الشامل والعميق ، لا سيما ان الكلية كانت تعتمد مناهج دراسية قوية جدا وفي حالة توأمة مع كليات مماثلة لها في كندا، وفي العام 1993 حصلت على شهادة الدبلوم في التأهيل التربوي، ولم تمضي سوى ثلاث سنوات حتى استطاعت تحقيق حلم آخر بحصولها على درجة البكالوريوس في تخصص معلم الصف من كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية في العام 1996، وبتقدير جيد جداً مرتفع، حيث أنهت متطلبات الحصول على الشهادة بثلاث سنوات دراسية فقط.
واصلت الدكتورة صفاء مشوار التحصيل العلمي، فأتمت في العام 1999 متطلبات الحصول على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية في تخصص «الأصول الفلسفية الفكرية للتربية» وبتقدير امتياز، وبتفوق حيث حصلت على المرتبة الأولى بين طلبة تلك الدفعة، وكانت رسالة الماجستير بعنوان «الفلسفة التربوية السائدة لدى معلمي المرحلة الثانوية في الأردن»، ولأن التألق كان دائماً عنواناً لمسيرة هذه السيدة، فقد تابعت مسيرتها لتضيف علامة أخرى من علامات التفوق في حياتها تمثل هذه المرة بحصولها على درجة الدكتوراه من كلية التربية في الجامعة الأردنية في العام 2003، في تخصص الأصول الاجتماعية الثقافية للتربية وبتقدير امتياز، وبتحقيق المرتبة الأولى بين طلبة الدفعة وكما هو حالها في جميع محطات تحصيلها الأكاديمي، وكان عنوان أطروحة الدكتوراه «درجة تمثل طلبة الجامعات الأردنية لمفاهيم المواطنة الصالحة».
عبر مسيرة قاربت نحو ثلاثة عشر عاماً تؤكد الدكتورة صفاء شويحات في حديث ذكرياتها، بأن الجامعة الأردنية كانت حقبة مضيئة في مسيرتها أضافت إلى شخصيتها الشيء الكثير، إذ أتاحت لها مساحات واسعة لمزيد من المعرفة، والخبرة العملية والبحث والاستقصاء عما هو جديد ومتقدم في ميدان تخصصها، وعن تلك الفترة قالت: «إن سنوات الدراسة في رحاب الجامعة الأردنية، تعتبر من أجمل سنوات العمر التي تحقق من خلالها ما كان قبلها حُلماً يراود تفكيري دائماً، والحياة الجامعية لمن يُحسن استثمارها، فرصة ثمينة للطالب في جميع مراحل دراسته لبناء شخصية متزنة ذات مقومات قوية يستطيع الحصول عليها عبر التفاعل الإيجابي في المجتمع والبيئة الجامعية المتمثلة بما تقوم الجامعة بتوفيره للطلبة من منابر علمية وثقافية وفنية، وكتب ومحاضرات ، يمكن لهم من خلالها إطلاق العنان لما يتمتعون به من مواهب وإبداعات متنوعة».
وأضافت: «تعلمت من سنوات دراستي الجامعية الكثير مما هو ملازم لي حتى اليوم من قيم ومفاهيم وأفكار، ومنها الصبر على تحقيق الهدف المنشود، ومنها إتقان مهارات البحث العلمي، ومهارات الاتصال، والحوار السلمي، وتقبل الرأي والرأي الآخر، فأيقنت بأن الجامعة عبارة عن مدينة متكاملة، واستطعت إثبات وجودي كطالبة تبحث عن التفوق ولا شيء سواه، خاصة أنني كنت سيدة متزوجة مناط بها التزامات أسرية كبيرة جداً تقتضي المواءمة بين مسؤولياتها كأم وربة منزل، وكطالبة مطلوب منها الدراسة والانتهاء من البرامج الأكاديمية المتتابعة بوقت محدد».
وقالت: «كانت الجامعة الأردنية شعلة من العلم والمعرفة، وكان لحسن الحظ أن تلقيت علومي على يد الخيرة من الاساتذة الأجلاء الذين أكنُّ لهم كل احترام وتقدير ومودة، وما زلت أذكر أنني حددت موضوع رسالة الماجستير من أول محاضرة لي في برنامج الماجستير، ومن بين أساتذتي أذكر بفخر واعتزاز الأستاذ الدكتور عمر الشيخ ، والاستاذ الدكتور سعيد التل ، والاستاذ الدكتور ابراهيم ناصر، ومعالي الأستاذ الدكتور عبد الله عويدات، وغيرهم ممن هم موضع الإجلال والتقدير الكبيرين ما حييت».
شويحات والحياة العملية
بدأت الدكتور صفاء شويحات حياتها العملية منذ مرحلة مبكرة من عمرها( 17 سنة ) ، وتحديداً في العام 1979 بعد حصولها على الثانوية العامة، حيث عملت بالتدريس مدرسة خاصة في مدينة الزرقاء مدة عام واحد اضطرت بعده للانتقال إلى العيش في أبو ظبي حيث كان يعمل زوجها الأستاذ يوسف سليم شويحات كمدير في البنك العربي للفترة بين عامي 1980-1984.
بعد عودتها من أبو ظبي،عملت صفاء شويحات بالتدريس في مدارس السعادة في عمان، وأمضت فيها مدة ثلاث سنوات، انتقلت بعدها إلى العمل في مدرسة راهبات الوردية في منطقة الشميساني، وهنا تذكر بامتنان تعاون مديرة المرحلة الابتدائية ( الاخت فبيولا كلداني ) تعاون منقطع النظير في تسهيل برنامجها التدريسي لتتمكن من متابعة تحصيلها العلمي حيث كانت على مقاعد الدراسة في الجامعة الأردنية، و كان قرارها بترك العمل في مدرسة راهبات الوردية والالتحاق بالعمل في المدارس العصرية لرغبتها بالحصول على خبرات عملية متطورة نظراً لما كانت تتمتع به هذه المدارس من بيئة تعليمية ذات انفتاح أوسع على العالم الغربي، وهو ما قامت بترجمته حين تقدمت بمبادرة لاستحداث مبدأ التكامل في الخبرات التربوية لطلبة المراحل الابتدائية، وهو منهج تربوي ذو طابع تطبيقي يقوم المعلم بتكييف المنهج المعتمد من قبل وزارة التربية والتعليم، وبإعادة صياغة وترتيب محتوى الكتب الدراسية بما يخدم مصلحة تسهيل تعلم الاطفال في مرحلة التعليم الاساسي وضمان تحقيق الاهداف التربوية المنشودة وبطريقة بداعية محضة، ولعل هذا الإنجاز مما تفخر به الدكتورة شويحات لا سيما أنه وجد آذاناً صاغية وتم الأخذ به في المدارس العصرية، ولاقى ترحيباً واسعاً من ذوي الطلبة وأولياء أمورهم، ومن المعلمين على حد سواء.
في العام 1999 قررت الدكتورة صفاء ترك العمل في التدريس للتفرغ لدراسة الدكتوراه التي أنهت متطلبات الحصول عليها في العام 2003، الأمر الذي فتحلها بوابة واسعة لتحقيق ما كانت ترنو إليه بدخولها ميدان العمل الأكاديمي، منذ العام 2003، حيث كانت ولا تزال في العديد من الجامعات أستاذة جامعية قديرة تمتلك ناصية إحداث التغيير والتأثير في الطلبة بصورة تعود عليهم بالنفع والفائدة، عبر أسلوب تعليمي شيّق يتصف بقدرة فائقة على إيصال المعلومة للطلبة، فقد بدأت مسيرتها التدريسية بالعمل في التدريس بدوام جزئي في العام الجامعي 2003-2004 في الجامعة العربية المفتوحة، وفي جامعة الإسراء الخاصة خلال الفترة بين عامي 2003-2006، وتسلمت خلالها موقع مدير دائرة دعم المشاريع البحثية للمرأة، التي هدفت إلى تفعيل دور المرأة في مختلف المؤسسات المهمة، وعقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات، وفتح قنوات التواصل مع مختلف الاتحادات والجمعيات النسائية في الأردن.
في الجامعة الألمانية الأردنية
تمثل الجامعة الألمانية الأردنية، احد أبرز محطات عمل الدكتورة صفاء شويحات في مجال التدريس الجامعي، حيث بدأت العمل فيها عضو هيئة تدريس منذ تأسيسها في كلية العلوم الأساسية والإنسانية في الأول من أيلول من العام 2006، برتبة أُستاذ مساعد الفئة «ب» منها، وفي الرابع عشر من آذار من العام 2011 رُقّيت إلى الفئة «أ» من الرتبة الأكاديمية «أستاذ مساعد». وحاليا أوراق ترقيتها الى استاذ مشارك قيد التحكيم .
عملها في التدريس الجامعي ما زال يشي بالكثير لا سيما ونحن أمام شخصية لا تعرف حداً للإنجاز والتميز، وتنظر شويحات إلى التدريس الجامعي، بوابة مشرّعة لبناء جيل الشباب الذي يراهن عليه قائد الوطن لقيادة التغيير، وترى ضرورة ألا يتخرج الطالب من الجامعة إلا وقد أُحيط بعلمٍ كافٍ ومهارات تمكنه من التواصل مع المجتمع وتحقيق التنافسية بين أقرانه من دول العالم المتقدم، وقد قامت الدكتورة وما تزال بتدريس العديد من المساقات المتخصصة للطلبة التي من بينها، مقدمة في التربية، التعليم في العالم العربي، التربية الاجتماعية والوطنية لتأهيل معلمي الغد، تكنولوجيا التعليم، التعليم الابتدائي في العالم العربي، مهارات التعلم الذاتي، تربية سياسية ، التربية المدنية، التربية الوطنية».
تخلل عمل الدكتورة شويحات في الجامعات الأردنية تسلمها للعديد من المراكز الوظيفية، حيث عملت خلال الفترة الواقعة بين عامي 2011-2013 نائباً لرئيس المكتب التنفيذي، ورئيس لجنة البرامج والميزانية والمشاريع، في اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوماليونسكو، كما كانت مستشار قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا2008-2009، وكُلّفت بمهمة التخطيط للتربية على السلوك المدني على مستوى التعليم المدرسي والتعليم الجامعي، وخلال العام الدراسي 2009-2010 كانت الدكتورة شويحات مستشارة تربوية في مدرسة اليوبيل للطلبة الموهوبين.
إنتاج علمي غزير
لم تترك الدكتورة صفاء سنوات العمل تمضي دون إضافة منجزات علمية متعددة، فقامت بتأليف عدد من الكتب سواء بطريقة منفردة أو بالتعاون مع عدد من قيادات العمل الأكاديمي الأردني، كما قامت بنشر وإنجاز العديد من الأبحاث العلمية، التي نجد ضرورة أن نعرض لبعض منها كجزء من المسيرة الزاخرة لها، فعلى صعيد المؤلفات، قامت بتأليف الكتب التالية:
– الشباب والعولمة، الصادر عن مؤسسة عبد الحميد شومان في العام 2011، بالاشتراك مع معالي الدكتور محمد خير مامسر ومعالي الدكتور عادل الطويسي، والأستاذ الدكتور عبد الرحيم الحنيطي، وفيه شاركت بتأليف الفصل المعنون بـ «أولويات تربية الشباب العربي في ظل العولمة»، للصفحات من 83-103.
– المواطنة الأردنية، الصادر عن دار الفكر في العام 2010، ، حيث كانت فيه مشاركاً ثانياً، مع الأستاذ الدكتور ابراهيم ناصر.
– الشباب بين الوطنية والمواطنة، كتاب منفرد التأليف ضمن سلسلة إصدارات المجلس الأعلى للشباب، في العام 2008.
– أسس التربية الوطنية، الصادر في العام، والصادر عن دار الرائد في عمان عام 2006، وهو كتاب متخصص، تم تأليفه بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور ابراهيم ناصر.
أما على صعيد الأبحاث العلمية، فإنها تمتلك رصيدا وافراً من الأبحاث المنشورة في مجلات محلية وعربية محكّمة، ومن بينها:
– اتجاهات طلبة الجامعات الأردنية نحو المشاركة السياسية، 2013.
– درجة أهمية البيئة الجامعية، وسياساتها إداراتها كمسببات للعنف الطلابي في الجامعات الأردنية» 2011.
– مسببات العنف الطلابي في الجامعات الأردنية، 2010.
– مستويات وعي طلبة الجامعات الأردنية بالحريات العامة الواردة في الدستور الأردني، نموج طلبة الجامعة الألمانية الأردنية، وهي المجلة الوحيدة المتخصصة بحقوق الإنسان في العالم العربي.
– إدارة الوقت لدى مديري مدارس المرحلة الأساسية ومديراتها لدى عينة من المدارس الأردنية، 2006.
وضمن النهج الذي اختطته لنفسها، فقد حرصت الدكتورة صفاء على اتخاذ كل ما من شانه أن يضيف لها مزيداً من المعرفة، فكان حرصها على حضور الفعاليات العلمية من مؤتمرات دولية متخصصة، وندوات وورش عمل داخل وخارج المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت مشاركاتها فاعلة، قدمت خلالها عدة دراسات وأوراق عمل حول موضوعات متنوعة، نذكر منها لأهميتها:
– دراسة نظرية بعنوان «مقومات جودة العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي» وتم عرضها خلال انعقاد المؤتمر السادس لكلية العلوم التربوية، في جامعة البحرين، في العام 2007.
– «معوقات التربية على السلوك المدني في المؤسسات التربوية في العالم العربي» وتم تقديمها خلال انعقاد ورشة عمل بعنوان «التعليم من أجل المواطنة» التي عُقدت في جامعة محمد الخامس السويسي في المملكة المغربية وبالتعاون مع المكتب السويدي في الإسكندرية، في العام 2008.
– «دور البحث العلمي في معالجة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية 1989-2007» مراجعة علمية، وتم عرضها ونشرها ضمن منشورات المؤتمر الثالث للجمعية الأردنية للبحث العلمي الذي عُقد في عمان في العام 2007.
– «البحث العلمي متطلب للتنمية في المجتمعات النامية» وتم عرضه في المؤتمر الثالث للجمعية الأردنية للبحث العلمي الذي عُقد في عمان في العام 2007.
ولأنها الحريصة على تعميم ما تمتلكه من رؤى وخبرات ومعارف لإفادة أبناء الوطن، والباحثين والدارسين، فقد قامت وخلال الأعوام من 2003-2013 ، بنشر العديد من المقالات العلمية والتربوية والثقافية في صحيفة الرأي الأردنية، ومن بينها:
– «دعوة لمراجعة وتقييم أداء المؤسسات التربوية في مجال التربية الوطنية»، ونشر في تموز من العام 2007.
– «مفهوم المواطنة وتربيتها عبر التاريخ»، وتم نشره في العام 2003.
– «دور التربية في إحلال القيم الاجتماعية مكان القيم الفردية والمادية لدى الطلبة»، وتم نشره في العام 2003.
– «حاجات التطوير التربوي في الأردن في ضوء أفكار المفكر التربوي الشهير كارل روجرز»، وتم نشره في شباط من العام 2005.
– «المواطنة وقيمها العليا»، وتم نشره في تموز من العام 2007.
– «الوطنية في أسمى معاني الكلمة»، وتم نشره في تشرين ثاني من العام 2006.
– العلاقة بين الثقافة والتربية ووظائف كل منهما تجاه الآخر» وتم نشره في تشرين الأول من العام 2005.
– «كيفية توظيف العلم والتكنولوجيا تحقيقاً للتنمية»، وتم نشره في كانون الأول من العام 2007.
– «تقييم دور البحث العلمي في دراسة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية»، وتم نشره في حزيران من العام 208.
– «الصلة بين ثقافة المواطنة والسمات النفسية الاجتماعية للشباب الأردني»، وتم نشره في كانون الثاني من العام 2008.
أما على صعيد العضويات في منتديات ومؤسسات، فإن الدكتورة شويحات عضو فاعل في العديد منها، فهي عضو في منتدى الفكر العربي منذ العام 2014، كما قامت بإعداد الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياسية، وذلك من خلال عضويتها في لجنة الحوار الأكاديمي، والتي تم تنفيذها من خلال وزارة التنمية السياسية عام 2012، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفي سيرته الزاخرة أنها ومنذ العام 2013 عضو في شبكة الشرق الأوسط للابتكار MENIT ، وعضو مجلس كلية اللغات والتواصل في الجامعة الأمريكية، ومنذ العام 2006 فإن الدكتورة شويحات عضو لجنة تحكيم لدى «لجماعة العربية لدراسات الديمقراطية» وعضو مؤسس فيها حيث كانت تُعرف بـ المدرسة العربية لدراسات الديمقراطية، وهي عضو مجلس كلية العلوم التطبيقية في الجامعة الألمانية الأردنية، وعضو لجنة المقابلات لغايات التعيين فيما يختص بالجانب الثقافي والاجتماعي والإنساني لطالبي الحصول على الوظيفة.
كلمة أخيرة
إن الحديث عن الدكتورة صفاء الشويحات هو حديث عن سيدة شقّت طريق النجاح وكانت وما زالت التواقة دائماً إلى تحقيق النجاح تلو الآخر، وموضع فخر واعتزاز العائلة، فهي وكما يحدثني شقيقها سعادة المهندس عزام شويحات، مبعث الفخر والاعتزاز على ما حققته من إنجازات نوعية عبر مسيرتها الطويلة، وفي ذلك يقول: «صفاء شويحات صنعت تاريخاً مشرفاً نرفع رأسنا به عالياً واستطاعت أن تحلق في سماء الانجاز وأن تكتب أسمها بحروف من نور في صفحات الوطن رغم زواجها المبكر ومسؤوليات الأسرة التي يفرضها المجتمع على الزوجة، لكنها كانت على قدر الطموح وهيأ الله لها زوجاً على درجة من الخلق والتفهم لدور المرأة ولما يجب أن تكون عليه في المجتمع، فقد كان لها السند الدائم الذي أمدها بالعزيمة والإصرار على الوصول إلى آخر المشوار، ومهما تحدثت عن صفاء الأخت وسيدة المجتمع أبقى مقصراً لأنها تستحق الكثير».