اجتماعالاحدث

قد بلغ “التمنييك” مبلغه… | كتب يوسف بولجراف

إختياري للكلمة ب الدارجه المغربية لها وقع و صدى أكثر عندنا للتعبير عن وضع عام سلبي و المعنى الواضح هو الإستهتار و العبث(الكاتب)

كيف يجب وضع حد لكل هذا “التمنييك” و هل يجب وضع حد له ؟

* هو العبث الاستهتار و اللامبالاة مخطئ من يعتقد أن النمل هو من سيتولى الحكم بعد إنتهاء آخر إنسان على الأرض! أنا أقول أن النمل سيحكم قبل ذلك الوقت بكثير فقط كناية في هذه الفكرة الأولى! سيحكم ليبين للإنسان أنه سيحكم و هو موجود في الأرض و هذا هو أشد البأس، و دون معرفته أنه يحكم و قد تعلمت أنا أول درس في هذه الحياة و فهمته جيًدا! أنك قد توجد في مكان تحتاج فيه أشياء أو تنقصك و في نفس المكان ترى أشخاصا لا يحتاجون أي شيء و أنهم يتوفرون على تلك الأشياء التي تحتاج و أمامك يستعملونها و يستمتعون بها أو ربما يتلفونها أمامك! و أنت! نعم أنت تحتاج ولو منها بعض الفتات ولكن لا تحصل على أي شيء وترى ذلك أمامك والمشهد يتكرر دائما و الدرس أنك ولابد أن تتعايش مع هذا الوضع دون حقد و تعرف أن هذه الحقيقة هي الحقيقة! فائضي الحاجة في ك مكان و زمان و قبل أن يعرفهم زرادشت و المعدمين أكثر منهم لأنهم تكاثروا و توارثوا البؤس ساعدتهم الظروف في ذلك!

و هم بذلك دوما في مد وجزر صراع من أجل الحياة، هذا الصراع سينتهي حتما بفناء الإنسان و إنتصار إحدى المخلوقات الغير عاقلة لهذا السبب محتمل جدا أن تحكم إحدى المخلوقات الأرض بعد أن تزيح المخلوق الجحود من على عرشه! أنا مع أي حشرة من الحشرات الغير العاقلة من أجل هذا! لكن ماذا لو صنفت مجهرية و عاقلة في نفس الوقت ربما تشبه النمل في الصفة لكنها لا ترى! فيروسية مثلا مثل الوباء تعيش و تتغدى على الإنسان لا يهمها الحكم بقدر مايهمها حياتها المعيشية و هي تبحث عن الأكل تقتات على الإنسان! و تجعل منه سكنا لها! بطبيعة الحال، لن تعود للورود قيمة رومانسية بقدر ما ستصبح لها كيان مستقل عن الإنسان و تعيش حريتها و تترعرع! تصبح الورود أشجارا كالسنوبر و الأرز، تتذكرون كيف أن الإنسان كان يعيش طويلا بالقرون و كذلك كان عملاقا! من الحيثيات و الحفريات قبور لا تزال تدل على هذا!

أولياء الله الصالحين و أجدادنا بطول الأشجار! لهذا السبب الوحيد فقط الذي يجعلني استبشر خيرا بمستقبل الكرة الأرضية في حالة ما تولى الحكم الفيروس اللعين! أما لو أنه لايهمه لا جاه ولا سلطان و ترك الأمور دون ولي! فستتغول الكرة الأرضية و يصبح أصغر كائن فيها عملاقا لأنه سيتفرغ لأمر وجوده و يسعى في الأرض أكلا و توالدا، أكل ثم أكل و توالد ثم أكل! ما هذا ؟ إنه يأكل كل سيئ أمامه، ! لا يهمه العلامة الصفراء الخطر، لا يعرفها أصلا! إنه يحب البيض و هي تشبه بيض الخنازير! الصرصور إذن هو سبب الإنفجار الكوني! لكن كيف أيعقل هذا! كيف إنتهى آخر إنسان على الأرض و لم ينتبه لفك كل تلك الصواريخ و الأسلحة و القنابل النووية! بطبيعة الحال حين إنتهى إنتهى العالم، لم يعد يهمه شيء! ليس كهذا الفيروس الذي جاء يعيد التوازن! لهذا و إن كان يجب أن يحكم و ينبه الصراصير أو الجرذان أو أيا كان!

قد لا تتناسب تلك البيئة المنتمي إليها مع مبادئك .. تجد نفسك غريبة وسطها، بوادر حب تجعلك تحاول الإندماج عنوة، تسأل نفسك دوما، هل يعقل أن أكون من كوكب آخر حتما سأجد من يشبهني! و حتما هناك بيئة أخرى في عالم آخر تتناسب و مبادئي! لكن كيف حدث هذا التباعد و صرت غريبا في مجتمعي، لا أرى ما يراه الناس و كلنا كيف يراه و لا أفكر مثلهم لا أفهم تصرفاتهم التي أراها إختلالا! هل هو إختلال فعلا أو إختلال مني أم منهم أم أنهم على صواب و أنا مخطئ،لن أكون مخطئا إذا كانت مبادئي مبنية على الأخلاق بالمفهوم المتعارف عليه في بيئتي التي أنتمي إليها، هل و كثير من الأسئلة و إذا ماذا حدث بالفعل!؟ أغلب الظن أني فقدت حلقة مهمة من السلسلة هي أهم حلقة وصل لمواصلة فهم المستجدات، الإنتماء وحده لا يجعلك منتمي حقا و منسجم داخل منظومة إجتماعية فقدت و تفقد جل مقوماتها الأساسية التي تعلمنا منها أسس التنشئة الإجتماعية!

متى كان اللباس مثلا يوما باعثًا حضاريًا، متى كان الناس يناقشون التفاهات، كل شيء أصبح تافها و نعرف مواضيع النقاش تافهة و نناقشها! إختلالات أخلاقية بالجملة في صفوف المثقفين و كأنهم أشباه مثقفين لا أدري ربما فعلا هم أنصاف شيء أو أصلا لا يعرفون عن الشيء أي شيء، سراق الزيت أو صرصور!

يعني في الحقيقة ليس هذا ما أريد أن أقوله، ماكنت أود أن أقوله يخونني التعبير فيه و كي اختزله في بضع جمل! هو كما ترى تنشئة إجتماعية غائبة وهي مهمة في بناء الإنسان و أسسه و إرتباطه في المجتمع نضع بها شخص سواء نجح داخله أو لم ينجح لكنه يبقى منسجما فيه . في الحالة التي أناقشها كما لو انعدمت تلك التنشئة الإجتماعية المعلومة أو كانت و انزاحت أو تغيرت جذريا لمفهوم غير مفهوم فتنتج ليس فكرة صراع الأجيال بالمفهوم القديم ولكن إنتاج جديد .

غياب أسس التربية الصحيحة أمام أعين و ملاحظين كانوا فقط بالأمس القريب يتقاسمونها و تشكل عندهم بنية أساس و هم الان يكتفون بالمشاهدة يشاهدون جيلا ناشئا دون أي بوصلة! في صراع جديد لأجيال مبني على اللامبالاة، و أفكار لا علاقة تتفاعل من مع لاشيء، كما لو أحدثنا تغيير في صنف البشر و حولناه لصنف آخر ليس فقط بالمفهوم المادي و لكن بمفهوم ما يكتنزه و يمتلكه داخليا، كتلك المخازن التي نضع بها المواد لنحفظها مع المدة و إذا بها بعد سنوات نجدها قد فسدت، لأن خطئا ما وقع في البناء و جعلها غير محفوظة!، نفس الخطأ وقع في بناء التنشئة الإجتماعية من المنظومة نفسها التي تعطينا في النهاية هذه النتيجة!

خطأ متعمد أو لا أدري، كفرضية إختراق من جهات خارجية لا تريد تنشئة إجتماية تعاني معها الويلات! و لكن من يدفع الثمن إذن ؟ من المنظور الما كرو إجتماعي المجتمع نفسه حين تنهار القيم، يعم الفساد بالمفهوم المتعارف عليه و ليس هو نفسه عند الفكر الجديد، إذ الخطورة في الإنهيار تكمن في تأصيل الفساد ليصبح من القيم الجديدة! قبل هذه النتيجة الحتمية لانهيار مجتمع القيم القديمة و ظهور مجتمع الفساد أو القيم الجديدة، كانت هناك صراعات أفكار بين جيل قديم و جيل جديد و وسطهم نوع تالث يرى كل هذا و يضحك عليه و منه ما أكتبه أيضا كما لو كان هذا النوع التالث من الأفكار هو مخطط هذه الإستراتيجية التاريخية لتحدث القطيعة، و هناك على الهامش في الظل المنتج و المخرج يرى و يسمع و المحدث الحقيقي و هو المؤثر!

و المتحكم لأن في يده كل شيء موجب التغيير، بالمقابل نوع آخر يشبه هذا الأخير فاهم و مطلع على كل شيء و يقرأها قبل صدورها لكنه فقط عنصر سالب يتعايش و بالدارجة عايق و فاهم الوضع لكنه لا يحدث أي تغيير، في نفس الوقت هو تحت مراقبة المنتج و السيناريست و المخرج!لكل هذه الأنواع أسماء معينة و دور في المجتمع تقوم به و تلك هي المسؤولية التي على عاتقهم في ما يصل إليه المجتمع! مسؤولية أن شجرة لم تنمو جيدا و لم تثمر ليس فقط بسبب الجفاف أو كثرة الماء أو ضعف التربة لا! السبب هو من طريقة و كيفية غرسها و حجم الإهتمام بها و الرعاية و دليل الإستشارة أو مستشار النبات ثم بعدها المواد التي قدمت لها و و حتى يكتمل كل هذا في بضع شهور إلى بضع سنوات فما بالك ب الإنسان نفسه و هو لا يكتمل عقله حتى درجات متقدمة من السن لينضج عشرون عاما و ما فوق .

عندما نختار أن نكون صرحاء، فإننا نأخذ أصعب طريق، وأقصره هو طريق الكلام في أقصى حدوده! لكن كيف نعبر عندما يبتلع النتوء في الجوف، يسد الصدر القهر الظلم، والعناء فلا تنهي النبرة في الوقت المناسب، تمنعك الرواسب نعم إنها الغصة، تلعثم ومضغ للكلام أو البحث عن الكلمات ويمنع الصوت من الوصول إلى طريقه كما ينبغي!!

دع الأفكار تنطلق من أعماق العقل، مكرسة نقل ذنب البؤس إلى عالم العبث وعدم محاسبة المفسدين.

عندما لا يكون للكلمات قوة في بحر التافهات، تخشى قوارب المنافقين أن يكون صوت الحق أعلى مجلجلا، مدمرًا، يأتيهم مثل صواعق من موجات الرعد التي تنزل من السماء، قبل أن تقلب قواربهم، يرون كل الأشرعة ممزقة والخوف في أعينهم على كنوزهم المسروقة في الوقت الذي يعتقدون أن كل شيء ملكهم ترى علم العدالة مرفرفا عالياً كما لو أن العالم قد ولد من جديد ولكن بدون أي ذاكرة! كم من الوقت تستغرق الأشجار لتنمو مرة أخرى قبل أن يصل الإنسان إلى سن الطموح والأمل في مستقبل آمن يعيش فيه بسلام وكرامة؟ إذا انتظرنا، فسيكون الانتظار طويلاً، ولكن لماذا لا نسرق من الوقت هذه السنوات بينما يأتي المستقبل، لأن الوقت بيدنا وفي الوقت نفسه نستمتع ونلعب أو نفعل ما يقوله أحدهم نحب بدل أن نكره، إنه لمن دواعي سروري أن تغطي الشمس بالغربال كما لو أ مشي في الشارع بلا سروال، دون أن أقلق من انكشاف أردافي .

ما يهمني المجتمع و الناس لأن الكل على هذا الحال، لم نفكرأبدا في إنشاء سجن وهمي تجلس فيه الروح باختيارها، ونجبرها على العيش فيه، ونضيفها إلى سجنها الأول و الذي فُرض عليه بلا خيار! هو المصير و هل نتحمل حقًا المسؤولية الكاملة عما نعيشه اليوم!؟

يوسف بولجراف

يوسف بولجراف، من مدينة الناظور/المغرب، مواليد 1970 خريج المعهد الوطني للعمل الإجتماعي، صفة عامل إجتماعي !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى