ألابرزاجتماعالاحدثالاكثر قراءة

لبنان بين السَّيل العَرم وسدوم وعاموراء: الماء الأحمر و لَهيب الألسُن ـ بقلم المحامي زياد فرام

أما كانت أرض سدوم وعمورة (كأرض لبنان) آية من الخير والجمال بما منّها الله..؟

لبنان بين السَّيل العَرم وسدوم وعاموراء: الماء الأحمر و لَهيب الألسُن. حتّى الذين ينحدرون إلى جهنَّم، تتفاوت درجة عذابهم،
أما أنتم فبئس مصيركم. لأنّكم عرفتم الحق وناصرتم الباطل ..وقفتم مع الشيطان ضد إرادة الله.
تراه إثْمٌ أم جُرْمٌ أم خَطَأ أم ذَنْبٌ أم رَذِيلَةٌ أم زَلَّةٌ أم فاحِشَةٌ أم مَعْصِيَة.. لعلَّ جميعها ترادِفُ رداءة أفعال قوم فضَّلوا الإستذلال و الإِسْتِضْعاف والإِمْتِثَال والإِنْحِطَاط والإِنْقِياد والخِزْي والخنوع.. فباعوا وطنهم بحفنة ملذاتهم بعد أن عاتوا به إفساداً، و ماذا في المقابل..؟ ينتظرون رحمةً..!!
هؤلاء من يصحُّ فيهم قول السيد المسيح، عن المدن التي رفضت الإيمان و قبول مشروع الخلاص: “الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدّين حالة أكثر احتمالًا مما لتلك المدينة” ( متى ١٠ : ١٥)

نفاذ الفرص

فُرَصٌ جمّة مُنحت للخلاص، وما اتعظوا.. بل زاد استفحالهم  وإنكارهم “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ..أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ”. (البقرة ١١ و ١٢)
لقد نَفَذت جميع الفرص.. وقريباً لن ينفعهم التوسّل أما كان عندهم موسى والأنبياء فلم يَسمعوا منهم..!! (لو ١٦)
إسمعوا.. إنَّ حُكم الله على سدوم وعمورة كان أعدل مما ستُحكَمون به، لأنكم شعب لم يُقدِّر نعم الله عليه بل انحرف إلى طريق الشرّ وتمادى فيه بإصرارٍ عجيب، ووقع في أبشع الخطايا التي يمكن أن تُخرِج الإنسان من دائرة مراحم الله.

———————————–

اقرأ ايضاً للكاتب:

” ٢٠٢١: عام الصُّلحِ مع الله و نهاية الرَّجاء بالإنسان ”  بقلم المحامي زياد فرام

———————————–

الشعب العبرة

ستكونون عبرة الجيل الحديث في الإقتصاص عن المعصية..
أما كانت أرض سدوم وعمورة (كأرض لبنان) آية من الخير والجمال بما منّها الله..؟ وجُعل لوط يختارها من بين كل الأراضي وكان أجدر بأهلها أن يسيروا في الطريق المستقيم شكرًا لله وعرفانًا بجميله عليهم.  ولكن “كَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا” (تكوين ١٣: ١٣)..
فقال عنهم الله: “إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا” (تكوين ١٨: ٢٠)..
وبالرغم من كل ذلك أراد الله أن يدركهم برحمته عندما أوقعهم في تجربة قاسية في يد أعدائهم لعلهم يفيقون
فقد حذّرهم وعاقبهم بالفعل عندما وقعوا في يد أعدائهم و هُزموا في الحرب التي قامت عليهم، وهرب مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ “بَارَعَ و بِرْشَاعَ” بسبب الحرب التي نُهِبَت فيها أموال وممتلكات البلد، ونفوس أشخاص كثيرين، كان من بينهم لوط.. ( سفر التكوين).

العشرة الابرار

فهذا كان أحد العقوبات التي حدثت عليهم، والتي كانت بمثابة تحذير لهم من الرب، ولكنهم لم يتعظوا.. “وما بدّلوا تبديلا..”
فالله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:١١)..
لقد أرادوا جهنّم.. فأخذوها بنارها..
لم يجد الله في هذه المدينة غير الخطأة.. وكان مستعدًا ألا يهلكها لو وجد فيها ولو “عشرة” أبرار..!!
الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (رسالة بولس الرسول لأهل رومية ٣: ١٢).
أمَّا  من أراد الخلاص..!! فليعُد لذاته الصّافية من موبقات الأنانيّة والكراهية و حبّ التسلّط واشتهاء امرأة القريب.
ليَعُد، و لا ينظُر إلى الوراء كي لا يُحال عمود صَبرٍ ( ملح) كما استحالت إمرأة لوط في سدوم.

الماء الاحمر

وكي لا تَغرَقوا في الماء الأحمر ولا تحترقوا بلهيب الألسن في السَّيل العرم.
لقد طغينا كثيراً وحملنا شموع الله وفي قلوبنا روح الإثم وهي من عمل الشيطان. رمزيّة سادوم وعمورة تقول: أنَّه، صحيحٌ أنِّ الله لا حجارة لديه ليراشِق بها، لكنَّ ما لديه قد يكون أشدّ إيلاماً..!!

المحامي زياد فرام، كاتب وباحث

المحامي زياد قزحيّا فرام ـ محامٍ بالإستئناف لدى نقابة المحامين في بيروت ولدى المحاكم الروحيّة والكنسيّة، حائز دبلوم في القانون الخاصّ، باحث في المجال الحقوقي والإقتصاد السّياسي. كاتب في مواقع قانونيّة واقتصاديّة متخصّصة. حازت مقالاته على اختيارات غوغل للأكثر قراءة مرّات عدّة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى