اجتماعالاحدث

في ذكرى رحيل العلّامة (5): هل كان السيّد آية الله أو سرّ صوت الله | بقلم ناجي أمهز

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة :

من في العالم العربي والإسلامي لم يسمع باية الله سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، الذي تعدت شهرته حدود الشرق الأوسط لتصبح عالمية، حيث كتب عنه باكثر من لغة، الاف المقالات البحثية والدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى حيز كبير تحت عنوان الفيلسوف السيّد فضل الله.

حقيقة كان الزي الديني للسيد فضل الله، تقليديا بعمامته السوداء، ولكن كان هو، لا يشبه الا نفسه، بحضوره ولكنته وصوته وفيضان روحيته بنكهته الخاصة.

كثيرين من المسلمين وغير المسلمين كانوا يرتاحون في واحة السيّد فضل الله، من تعب الدنيا وهمومها، فما ان يصلوا إلى ظله وتقام الصلاة بامامته، او يسمعون كلماته، حتى تجدهم كأنهم ازالوا عنهم حملا ثقيلا من ضغوط الحياة.

كانوا يأتون إليه مرعوبين خائفين، من الله ألذي سيعذبهم بسبب تراكم سيئاتهم، فكان يأخذ عذابهم ويهدئ روعهم ويبدد خوفهم بأخبارهم كم الله، رحيم حليم عظيم كريم، فيخرجون من عنده وفي قلوبهم الحب وعقولهم مليئة بالامل والحلم، وانه يجب ان تكون حياتهم جميلة رحيمة صالحة منتجة خيرة، لتكون آخرتهم اجمل.

انا لست رجل دين لاكتب عن مرجعية السيّد محمد حسين فضل الله، كما ان لست فيلسوفا، لاجد الكلمات التي تعبر عن مكانته، لكن اكتب كانسان من العامة، كان يسمع صوت الله وفعل الله الذي كنت اشعر به بخطاب وكلام السيّد فضل الله.

اكتب عن مشاهدات، عشتها، اكثر من خمس متمولين من الطوائف المسيحية اوصلتهم الى حضرة السيّد فضل الله، كانوا يخرجون وهم يتكلمون عن كلمات يسوع، بصيغة عربية فصيحة جميلة سمعوها من السيّد فضل الله.
اكتب عن جيل الشباب الذي كان يخاطبه السيّد فضل الله، بمقولة لا تجلدوا انفسكم، عيشوا اعماركم خففوا عن ارواحكم، انزعوا القيود من اعناقكم، الله يحبكم ويتفهم عثراتكم، ويبدل سيئاتكم حسنات.

السيّد فضل الله كان طريق الله الى الجنة، جعل الدنيا بحضوره هانئة دافئة، وبرحيله ابكى الجميع، يوم وداعه، كانت الناس تسير وهي تذرف الدموع على بسمتها وغفرانها، وحتى يومنا هذا عندما تسود الدنيا كثيرين يذهبون الى سماع كلمات السيّد فضل الله، وكانهم يتلمسون النور علهم يخففون الظلام ويرفعون الظلم.

في ذكرى رحيل السيّد فضل الله المقاوم والمربي والمعلم، يقال عن رحيله انه كان مبكرا، مثله امثال الانبياء والرسل والقديسين وعظماء الانسانية على مر التاريخ، لان كل جيل يتمنى لو انه عاصرهم ونال بركة حضورهم، او روى جزءا صغيرا من عطش حب المعرفة ان كانت عقائدية او انسانية وعقلية، فطيف الله ليس فقط بملكوت السماء والافاق، بل هو ايضا بملكوت العقول والقلوب الميلئة بالذات الالهية.

السيّد فضل الله قدس الله سره الطاهر الشريف، يبقى نجمة مضيئة، تهتدي بها سفن التائهين، الى شاطئ الرحمان، حيث يرتاح المتعبين المعذبين.

السيّد فضل الله، كان حليما حكيما رحيما، لغة ذاتية من كلمات التصوف المجبولة بعشق الله، حتى النسيم عندما يسمع صدى انفاسه، كان يحرك الاجراس، ويقام الاذان، وتهتز اوارق الاشجار وتطاير الازهار مع زقزقة العصافير يرافقهم صوت الناي، فترتفع الصلوات، اللهم صلي على محمد وال محمد، فتهبط الملائكة وتعم السكينة، وينتشر الاطمئنان، وكأن الجميع يولد من جديد، بريئا طاهرا من كل ذنوب الدنيا.

السيّد فضل الله لم يكن فقط اية الله بل كان صوت الله، الى المستضعفين من عباد الله.

ناجي أمهز، كاتب وباحث سياسي لبناني

كاتب وباحث سياسي لبناني، له عشرات المقالات التي حققت شهرة عالمية تنشر أعماله بأكثر من ٥٠ موقع ومنها عرب تايمز التي تصدر بأمريكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى