اجتماعالاحدث

هنا كوكب الأشرار | كتب فؤاد سمعان فريجي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

إلى الذين سيولدون اليوم والأمس وبعده وفِي المستقبل، أُطمئنكم بأنكم لستم في مأمن، لن نتكلم بالماوارائيات وعلوم الفلك ( لا أستسيغها ) والموضوع لا يحتاج الى ذلك أبدًا فالمشهد واضح واقعًا قد تلمسونه كما مليارات البشر الذين مروا على هذا الكوكب حيث بلغ عددهم ٩٨ مليار إنسان غادروا الى الأبدية برحلة سفر لن يعودوا ولَم نعرف أين هم الآن !!

كوكب الأرض أصبحت حمولته زائدة وترهل باكرًا، نومه عميق صحته عليلة وافكاره مُشتتة والصداء أكله كما يأكل الوحش فريسته.

مليارات من البشر جعلو من هذا الكوكب مصدرًا للشر والأمراض والحروب والقتل، حتى أضحت لغة الدم تفوق تأسيس وجوده منذ ١٣ مليار و٤٠٠ مليون سنة والحكاية هي هي.

صنعوا السلاح والمفاعل النووي فكانت هيروشيما خرابًا، اخترعوا الجمرة الخبيثة التي قتلت الآف البشر، أعادوا الى الحياة أمراض الأيديز والسل والهواء الأصفر، فتحول جزء من سكانه الى مرضى بلا دواء، عدا عن تحديث جرثومة السرطان والتي بموجبها تزدهر التجارة بأدويتها لإطالة المرض واللعب بأرواح الناس.

انا لست تشاؤميًا إطلاقًا، لكن مانشاهده لا بد من قول كلمة حق وتحذير صارم لأجيال تستعد للدخول الى هذا العالم المجنون القاتل، كوكب، اَي كوكب ! لقد خربوه وجعلوا منه مكبًا للأوبئة والحروب، لن اعود الى التاريخ السحيق فقط سأذكر قبل دخولنا الألفية الثالثة، ولاية جوس في نيجيريا قتل فيها بيوم واحد ٥٠٠ إنسان، قبائل الهوتسي والتوتسي في رواندا في عام واحد نهشوا إنسانية بعضهم مليون ونصف إنسان، وحروب وحروب في القارات الأربع، تحت ستار الديمقراطية أغاروا على دول في الشرق الأوسط حيث لاقى أكثر من ٥٠٧ الآف شخص حتفهم في ظل حقوق الإنسان !

وحدها الحرب العالمية الثانية حصدت ٧٣ مليون شخص، تحولوا الى أرقام تحت سماء هذا الكوكب !

وماذا عن القتل باسم الدين والاغتصاب والسرقة والمخدرات والاعتداءات الجنسية على القاصرين، والولادات غير الشرعية والإجهاض وحالات التعذيب وحرق البشر والقتل المتعمد وقطع الرؤوس، والإتجار بالبشر وبيع الأعضاء.

ناهيك عن تجارة الأطفال والدعارة حتى بلغ مثلًا في ألمانيا وحدها أكثر من ٣٠٠٠ بيت لبيع اللذة.

اين الإنسانية تحت سقف هذا الكوكب والأخ يقتل آخاه من اجل المادة وورقها الباهت، وملايين الحفاة الجائعين في شوارع العالم يفتشون بين أكوام النفايات على الطعام، فيما بعض موائد الزعماء في الشرق تُرمى فضلاتها الغنية والتي تُكلف ملايين الدولارات تحت اقدام الخدم والحاشية !

الوضع لم يعد يُطاق، عشاق الحياة يتحضرون للتفتيش عن مكان آمن للعيش بسلام وحقوقهم مُصانة بعيدة عن كل ما يحصل، لان ما يحصل لا يُصدق نحن بشر بالأسم أوجدنا الله على مثاله ولكن اين المثال وقد غرقت الأرض برائحة البارود والنار ؟

هذا الكوكب كوكب الأشرار بامتياز.

فؤاد سمعان فريجي، كاتب وناقد سياسي

فؤاد سمعان فريجي كاتب وناقد سياسي ، تناول مواضيع الفساد منذ العام ١٩٩٥ له مقالات عديدة في هذا الشأن نشرها في الصحف اللبنانية المكتوبة وتناول مواضيع سياسية جريئة وبعيون محايدة تخدم القضية اللبنانية وفضح العديد من الفاسدين الذين نهبوا المال إلهام . باستطاعتكم متابعة مقالاته عبر المواقع الكترونية التي يكتب فيها منها الرأي ، والكلمة أون لاين وزحليون وأخبار زحله و ourlebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى