ازمة لبنانالاحدث

اطلب رأسهم أو إرحل… فالحياة لا تليق بك | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

 

ثرثرة غير مفيدة حتى لصاحبها…
لن يأتيك بالوقود الا قدميك و الذلّ و آخر النقود في جيب بنطالك.
لن تقدّر قيمة الكهرباء ومخترعيها الا اذا انتبهت كم انت ظالم لنور الشمس المجاني.

هكذا انت، انسان لا ينتبه، بحاجة لمعارك مؤقتة ولتقاتل بالسكاكين بين القرى والاحياء لتعرف انك كنت وما زلت وستبقى تعيش بين اوباش ، لا يتأخرون عن ضربك إن تمردت وسألت عما يدور و عما يحصل…

هكذا انت، تُكثر من الاسئلة وانت تعرف اجاباتها مسبقاً، تسأل لتطمئن انك ما زلت قادرا على التفكير والتحليل لعلك تجد بصيص امل للنجاة بين الاجابات.
لن تجد.
انت في ورطة .
الآخرون مثلك يسألون ويبحثون…

لا هدايا هنا، اخبرناك الف مرة، اننا لا نجيد غير نصب الأفخاخ واقامة الكمائن وانتظار سقوط الاصحاب لنبرر لأنفسنا سقوطنا الوشيك بدل ان نصمم على الانتقام من الاشرار.
لا قبضايات نشامى هنا.
اشترت معظمهم الاحزاب والدولة المالية العميقة واجهزة التجسس والسفارات.

تستيقظ وانت تأمل ان يأتيك الفرج، ان يعود الدولار للألف وخمسمئة ليرة، في بالك خطط كثيرة لتعويض ما فاتك من رفاهية ولتنتقم لروحك من نفسك.
ندمت على تفضيلك اللبنة على الكنافة عند الفطور قبل سنتين.
كل تفكيرك ندم.

حتى لو رجع الدولار الف وخمسمئة ليرة، ستعود لسيرتك القديمة، انت لا تعرف كيف تحيا ولا تعرف انك لن تعيش الى الأبد.
لسعت المصارف كل اهلك المتوفين وعدت لتثق كالابله بالمصرف وبدفتر التوفير وبالبطاقة.
قرض لسيارة وقرض لعرس وقرض لسفر!!
انذال المال.

انتصر الاشرار الذين ساهمت بتمجيد بطولاتهم وبترسيخ زعاماتهم وبرشوة آلهتهم بالدعاء وبالصدقات .
الآلهة تراهم وتعرفهم وتزيدهم ثروات و صحة و تُنعم عليهم وتتجاهلك.
حتى الآلهة لا تمانع ان تراك مذلولا وان تمدهم بالبطش ليتحقق موتك قهراً…
عدم تدخل الآلهة لصالح المسحوقين امر قابل للنقاش ولو انه امر مشبوه.

انت ضحية ثلاثة، واحد سرقك و واحد شاهد السارق يسرقك ولم يمنعه و واحد يصرخ ويحتج لينصرك انما لو كان بامكانه ان يسرقك فلن يتأخر.
انهارت البلاد.
كل الذين تعثرت اعمالهم ولم يوفقوا في اشغالهم سافروا منذ زمن بعيد متحسّرين على حالهم والآن ثبت بالدليل ان خيارهم كان اذكى وانجح من غبائك ومن نجاحاتك…

فجأة ،خسرت كل شيء، تماما كما خسر جدك في الحرب العالمية وكما خسر والدك في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عندما انهارت العملة الا انك لم تتعلم ولم تستفد واصريت انك تجربة ذكية و مختلفة وان تفاؤلك حالة مدروسة علميا وايمانيا ومؤكدة وباقية بعيدا عن الاخطار.
لن يتعلم اولادك من تراكم المصائب ولن يعرفوا ان كل اهلك ماتوا من القهر.

كان النساء الكرديات كلما حصلن على مال، اشترين اساورا من ذهب.
وحدهم الاكراد تعلموا من مصائب الدهر ولم يثقوا بمصرف.
الافغان يتعلقون بالطائرات، لا تصدق انهم.جميعا عملاء، اغلبهم لا يعرف ولا يهتم للوطن وللاحتلال، بصيرتهم اكدت لهم ان عليهم تغيير المكان والبلاد لان الارض ليست لاحد.
الارض لكل الناس.

الاميركيون يحتلون اميركا والصينيون يحتلون الصين والاسبانيون يحتلون اسبانيا.
اميركا والصين واسبانيا لكل الناس.
يريدون رزقك وصحتك فاطلب رأسهم تنجو والا إرحل…لا تليق بك الحياة

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى