النظام المصرفي اللبناني الفاشل… | بقلم د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
يحدّثونك عن لقاء جمع الحاكم بأمر المال و رئيس الحكومة و وزير المال وعلى إثره تم الاتفاق على الرقم 161 و ضخ 200 مليون دولار للمصارف وعلى قبول تحويل الليرة الى دولار وفق سعر صيرفة.
وانخفضت قيمة الدولار.
ممتاز انما لماذا اليوم وليس البارحة ولماذا البارحة وليس قبل سنة؟
من اعطى الحق وبأي حق يجتمع الفرسان الثلاثة ويقررون لوحدهم حتمية انخفاض الدولار 10 الاف ليرة خلال يومين بعدما تركوه يرتفع خلال اسابيع؟
ألم يخبر الحاكم اخيه وابن عمّه والوزير ألم يخبر صديقه وابن خاله والرئيس ألم يخبر مساعديه أن يصرفوا دولاراتهم بسرعة على سعر 34الف ليرة لأن الدولار سيسقط بيومين؟
هل من ضمانات لعدم تسريب اسئلة واجوبة الامتحان النقدي-المالي؟
اهكذا يقررون لوحدهم متى يُترك ارتفاعًا ومتى يسمح للدولار بالتراجع؟
لا يحدّثنا احد عن العرض والطلب وفق النظام الراسمالي الحرّ السيء الصيت.
صندوق النقد الدولي ينادي وبصوت عال بشروطه و اولها تحرير الليرة وثانيها رفع الدعم وثالثها بيع القطاعات العامة ورابعها صرف اعداد الموظفين الزائدين في الدولة اي زيادة النظام الراسمالي الحرّ توحشاً.
وقادة الدولة المالية العميقة يعرفون ويهيؤون الظروف الجيدة لاتمام الصفقة الكبرى.
كل نضالات اليسار في الشارع من اجل تحسين الوظيفة والعمل والطبابة والتعليم تبخرّت وستتبخرّ ليس في لبنان فقط انما حتى في فرنسا تمكن مرشح المصارف الرئيس ماكرون من رأسملة الدولة يمينياً مصادرا بعض انجازات نضالات النقابات الفرنسية ما أجج الشارع واجبر الفرنسيين على ارتداء السترات الصفراء.
على اليسار وعلى الشرفاء حماية القطاع العام واصلاحه لا بيعه وعليه حماية مكتسبات نضالية تاريخية نجح الطائفيون اليمينيون بالتفريط بها منذ افكار الرئيس فؤاد السنيورة.
اصلاح ومحاربة فساد وليس هدم ضمانات.
ما ان انهار الاتحاد السوفياتي العظيم حتى انقض الراسماليون بهجوم مضاد لانتزاع كل المكتسبات النضالية لليسار ولنقاباته في العالم.
في لبنان تمكنت الاحزاب الحاكمة الفاشلة من مصادرة النقابات حتى انتجت نقابيين لا طعم لهم ولا رائحة في حركة النضال المطلبي .
القطاع المصرفي اللبناني باكورة النظام الراسمالي الحرّ وجّه ضربة قاضية للناس مسلمين ومسيحيين وخدعهم بحقارة عبر اعلام موجّه وعبر رسائل قصيرة عبر الهاتف وعبر خبراء اقتصاديين انذال بوجوب الاستفادة من الفوائد العالية على ليرة قال عنها وزير المال انها بخير ولم يتحرك المدعي العام المالي اثرها ولم نسمع صياح اي ديك قبل ان ينكر اصحاب المصارف حقوق المودعين الذين لم يدافع عنهم احد بما فيهم رجال الدين لان الفائدة ربا انما تُقبل تبرعات المودعين !!! بل الناس تساقطت بجلطات دماغية نقدية وبجلطات قلبية مالية من القهر ومن استحالة الانتقام والثأر ومن دون تفرقة بين هلال وصليب.
الجميع يعني الكلّ انما بدرجات متفاوتة وفق نِسب عقد الآمال على البعض.
مولخا مولخا ملعون من ينقضّ على انجازات النقابات التي تحققت بدم الابطال في الساحات.
يا حادي العيس سلملي على أمي واحكيلها ما جرى واشكيلها همّي.