ازمة لبنانالاحدث

بعد الحالة الطائفية والدينية والإفلاس، استعدوا لموجة كفر والحاد | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

دعكم قليلا مما تشاهدون وتسمعون، محقق عدلي وتحقيق جنائي، افلاس دولة، نهب اموال الناس، مواعظ رجال دين، مأساة ففاجعة فبؤس عام، تأتي حكومة وتمضي حكومة والبلاد باقية كما هي لحين موت آخر فدائي ما زال يحلم بتحرير فلسطين ولحين موت آخر مناضل يساري ما زال يحلم بتأميم شركات التجار الفجّار واستعادة المال العام ليبقى القطاع العام ملكية اللبنانيين لا ملكية انذالهم.

دعكم من امور متغيرة محليا وفق حسابات اقليمية و دولية، الجميع هنا مرتهن وتابع وحليف وعميل ارتقوا بجدارة لرتبة خائن.

نعرفهم إما عملاء للعدو الاصيل او خونة اقتصاد ومال عند دولة مالية عميقة محلية وعالمية.

لا، دعكم من السفر ومن العمل ومن القائد كوفيد التاسع عشر ومن الظلمة ومن النور ومن الخيل ومن الهجرة ومن الجوع المقنّع ومن الحريري الثاني ومن ميقاتي الثالث ومن بري الاول والاخير ومن جنبلاط المتعدّد ومن باسيل المنتهية صلاحيته مع عودة رئيس الجمهورية الى منزله ومن جعجع الرهب العسكري او العسكري الراهب المغرم بالمملكة السعودية وبالصحراء العربية و دعكم من عنجهية سياسات حزب الله الواثق بنفسه والمشكك بإخلاص كل الاطراف من خوله.

نحن على موعد مع عصف اقوى من عصف انفجار بيروتشيما و اقوى من عصف رياح الشتاء .

نحن على موعد مع موجة احتجاج واعتراض وسخرية ولا ثقة وتكذيب واحتقار تنشر عدوى نفسية_اجتماعية اولها الكفر وآخرها الالحاد المقنع .

لا،الحاكم بأمر المال لن يدوم الى الابد ستخنقه العملة المسمومة وسينتهي.

القادة السياسيون الطائفيّون المتسلّطون على رقاب وعلى ارواح الناس لن يعمّروا الى الابد، سيتوفاهم الله الواحد تلو الآخر بسنة واحدة.

ما تلمسونه من احتقان فكري-نفسي تحت عناوين دينية-طائفية-مالية-قضائية-أمنية سينتج عنه ردات فعل من اجيال تقارب الامور بذكاء عالمي وتقارن عبر شاشة هاتفها المحمول شمسا اصطناعية صينية و انجازات عالمية اقرب الى الخيال مع واقع لبناني تافه ومتخلف وسخيف حيث الناجح فاشل والقاضي مشبوه والقاتل يتهم القتيل والامني يبيع مسدسه ورجل الدين بعمل بالتجارة والمعلم يخطف تلاميذه وطلابه كرهائن ليضغط على معلّميه والطبيب لا تهمه صحة مرضاه بقدر ما صار يعتبر المريض زبوناً ليعيش…

حصل ويحصل كل هذا وسط جوّ من الايمان ومن التقرّب إلى الإله ومن طقوس مبالغ فيها لنيل رضى السماء.

تعبّد وتزهّد ومبارزة بين الطوائف مَن سيكون احقر اكثر عند خطّ النهايات.

لا سماء هنا، فوقنا الفراغ ،نهب الانذال حتى الفضاء.

كيف تكون كل هذه المصائب الحياتية في زمن قوة الايمان و هيبة رجال الدين في كل مكان.

من عادة البؤس ان يعمق شعور الايمان بالله الا ان ما يحصل يشجع الاجيال الصاعدة على الكفر قبل الالحاد.

صارت التكنولوجيا اكثر متعة من حكايا التاريخ وصارت الثقافة الالكترونية اكثر خيالا من الاساطير نفسها.

الجيل الصاعد يشاهد الاساطير في حاضره و في بث مباشر حيّ لا داع ليحدثه احد عن خرافات الاوّلين.

يرى بعينيه مَن يكذب ومن ينهب ومن يخون ومَن يقسم بالرب وهو منافق.
صار السياسي اللبناني اللص والتاجر المنافق المختبئان هربا من العدالة في جلباب رجل الدين المحتار بأسئلة المؤمنين مفضوحين للجميع.

لا ثقة للجيل الصاعد حتى بأمّه وبأبيه.

موسم الخداع مثمر جداً.

تضاد واشكاليات تؤسس لاسئلة تستعر في اعماق انفس الاجيال الصاعدة.
وكأنهم تيقنوا ان لاعدالة الارض امتداد للا عدالة السماء والا كيف تسمح السماء بكل هذا الظلم العام والجرائم واضحة وادوات الجريمة حاضرة ومسرح الجريمة واسع يشمل كل بيت والقاتل نفسه يتهم نفسه ويعترف امام كل الناس أنّه مجرم.

استعدوا لموجات كفر والحاد واستهزاء بعناوين قادة اليوم و بعناوين خطابات لم تجعل من طقس ايلول ماطرًا حتى في عيد الصليب.

شبّعت ادمغة الجيل الجديد، برموز وبإشارات وبصور الكترونية واقعية تثبت انه في ساعة الفاجعة اختفت اصوات كل رجال الدين وبقي صوت الانين وحده.

تحالف برجوازيات الطوائف مع الدولة المالية العميقة مع رجال الدين مع ضعاف النفوس في الامن وفي القضاء وفي الرقابة وفي المحاسبة سيسقط حتما مع الجيل القادم الى اسفل السافلين.

وحده الهوموترونيكس(رجل الالكترون) اللبناني الآتي قريباً سينقذ لبنان بكفره وفي عبادة الله الحقيقي غير المحتاج لوسيط بينه وبين عباده .

الله يراقب،يمهل ولا يهمل شياطين الناس.

محاطون بالابالسة ونتمنى ظهور الملائكة!

عند المأساة والحروب تخاف وتلجأ الناس الى الميتافيزيقيا اما اذا حل السلام والهدوء وعاد المنطق الى العقل وعادت الامعاء تجد ما تهضمه لتشبع فالناس ستنتبه للواقع والى الفيزياء الحقيقية.

الفيزياء الحقيقية باتت قريبة.

كل المسافات تقول ان بعد تجربة شعارات الدين الزائفة بافراط ستكتسح موجة الكفر بكل شيء.

ردة فعل نفسية اجتماعية طبيعية مؤقتة انما حاصلة بعد الانهيار الاقتصادي والمالي والاخطر بعد الانهيار الاخلاقي.

الانهيار الاخلاقي حصل.

متفائل جدا بتشاؤمي.

مزعوج جداً لفرحي.

عصف التشكيك بكل شيء حاصل قريبا.

للنفس دفاعات استنزفت ولم يبقَ لها غير الهجوم المعاكس كدفاع حديث عصري غابت عن مخيلة مؤسس مدرسة التحليل النفسي.

مسألة وقت.

وقت قصير…

استعدوا بعد الانهيار المالي والانهيار الاخلاقي لانهيار أسس اليقين بالايمان وبعدالة السماء.

اللهم اني بلغت.

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واعوذ بالله من ابالسة التجار الفجّار والراسمال الحرام.

انتهى البيان.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى