نصارع من أجل البقاء في وطن يقع على خط زلازل سياسية واقتصادية وجغرافية… لطالما تغنّينا بأن لبنان بوابة الغرب نحو الشرق وهمزة وصل بينهما…
بتنا اليوم بين مطرقة الغرب وسندان الشرق… يتقاتلون في السياسة ندفع الثمن، يتقاسمون المغانم فنضحي فريسة مصالحهم، يقترعون على ثيابنا ونعرّى من أبسط قواعد العيش ومستلزماته، يحاصروننا لنهلك في بؤسنا وفقرنا… اطماع من الخارج، تخاذل وعمالة من الداخل وشعبنا المسكين يدفع الثمن…
تستوقفني في مشهديّة الأحداث التي نمر بها الاحتقان السياسي والحصار الاقتصادي والتعبئة والشحن في نفوس الكثيرين وكأننا ننتظر ساعة الانفجار الكبير…
هل تذكرون ما آلت اليه الأحداث قبل ١٣ نيسان ١٩٧٥ وكيف اندلعت الشرارة الأولى لحرب فتكت بالعباد والبلاد؟ هل كان مرور “بوسطة عين الرمانة” يومها بريئا، ام “قلوب ملياني” لتنفجر حربا دامت خمسَ عشرةَ سنة واودت في حياة الكثيرين؟…
كل ما اخشاه اليوم أمام الاصطفافات المذهبية، والحياة الاجتماعية المتردية، والسلاح غير الشرعي مع الأحزاب اللبنانية وانصارهم، وثقافة القناصل الجدد في التدخل في شؤون الوطن الداخلية ان تكون سفينة النفط تلك “البوسطة” الجديدة لإنطلاق شرارة حرب جديدة يدفع ثمنها اللبناني…
حذارِ من فخّ ينصبه لنا بعض الداخل بالتواطىء مع الخارج لفرض قواعد جديدة أو نظام جديد أو لإراحة دول مجاورة وتقليص دورنا الحضاري وإنهاء الكيان اللبناني…
خطة ممنهجة، تنتظر التنفيذ، احذروا اللعب في النار فإذا احترقنا فلا ينفع الندم…
لنتعظْ من الماضي لنعيش الحاضر ونستشرف المستقبل…