ازمة لبنانالاحدث

رسالة مفتوحة الى سماحة السيد حسن نصرالله : “الترسيم بعهدتكم” | بقلم د. طلال حمود

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

إستكمالًا للجهود التي قام بها ملتقى حوار وعطاء بلا حدود منذ حوالي السنه ونيّف تقريبًا، خاصة بعد اطلاقه الحملة الوطنية لتعديل المرسوم 6433، وتخللها ندوات توعوية بمشاركة اهم الخبراء القانونيين والحقوقيين والطاقويين في لبنان بهدف الضغط على الحكومة اللبنانية لأجل عدم التهاون أو تقديم تنازلات مجّانيّة للعدو الصهيوني تحقيقًا لأهداف او مصالح أو مآرب شخصية أو آنية؛ وبعد أن لمسنا في الآونة الأخيرة إرباكًا ومماطلة وتراخيًا كبيرين في حسم الجدل الدائر حول ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، في ضوء العرض الخطي المفخخ الذي قدّمه الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين (الإسرائيلي الهوى والهوية) والذي يقضي ليس باعتماد ”الخط 23” بل وضع خط جديد متعرّج في الخط المذكور هدفه الوحيد خدمة المصالح والمطامع الإسرائيليّة بثرواثنا، ممّا يشكّل تعدّيًا فاضحًا ووقحًا على حقوقنا المائية والنفطية والغازية ويستدعي بالتالي ردًا لبنانيًا حاسمًا وقاطعًا برفض “فوري” لهكذا عرض ليس للشعب اللبناني اية مصلحة في قبوله لأنه يقضم قسمًا كبيرًا من ثرواتنا التي من الأولى ان تستفيد منها الأجيال القادمة خاصة بعد ان اوصلتنا الطبقة السياسية الحاكمة الى هذه الحالة من الإفقار والتجويع والإذلال بسبب الهدر والفساد والسياسات المالية والإقتصادية والنقدية التي بدّدت المال العام وادّت الى نهب وإضاعة كل ودائع اللبنانيين في المصارف اللبنانية.

وبعد التشاور مع عدد من الخبراء القانونيّين والحقوقيين والإعلاميين والمهتمّين بهذا الملف والذين شاركوا معنا سابقًا في كل الجهود الهادفة للضغط لمنع التفريط بثرواتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة، يهمّنا أن نوجّه هذه الرسالة إلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بإسمي شخصيًا وبإسم ملتقى حوار وعطاء بلا حدود والحملة الوطنية لتعديل المرسوم 6433 وبإسم جميع الشرفاء والمناضلين على هذه الجبهة، وقد تضمنت ما يلي :

سماحة السيد حسن نصرالله حفظكم الله؛
على ضوء الاجتماع الثلاثي الذي عُقد مُؤخرًا في بعبدا بين الرؤساء الثلاثة، والذي خُصّص، للرد على اقتراح المندوب الأميركي _ الصهيوني عاموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية، ولمّا كانت شكوكنا كبيرة، في أن يعمد الرؤساء الثلاثة للتفريط بثروة لبنان الوطنية من النفط والغاز، وتجاربنا معهم تزيد من قلقنا، خاصةً أنّ هذه الثروة هي ملك للشعب اللبناني وللأجيال القادمة..

ولمّا كان سماحة السيد موضع ثقة هذا الشعب، ومحرّر أرضه من العدو الإسرائيلي، وباني معادلات الردع التي تمنع هذا العدو من الاعتداء على كامل حقوقنا السيادية، وهي تشمل ترابنا وسماءنا وبحرنا، من الطبيعي أن ترنو إليكم قلوب وعيون اللبنانيين، أمام هذا التحدي المصيري، فأنت الذي ما بخلت على لبنان بفلذة كبدك وقدّمت الشهيد هادي حسن نصرالله على مذبح الوطن والإنتماء… بناءً عليه، نتوجه إلى سماحتكم بالنداء الآتي:

١- ضرورة أن تخضع عملية التفاوض بإسم الشعب اللبناني إلى أقصى شفافية ممكنة، لأنّ لا ”أصحاب الدولة” ولا غيرهم يملكون وكالة حصرية بإتخاذ أي قرار لا يراعي حقوق لبنان ومصلحة شعبه وبالتالي على المقاومة أن تبقي عينها ساهرة ومدُققة بكل ما يمكن أن يرافق الملف التفاوضي البالغ الخطورة والدقة والحساسية.

٢- أن تحكم المعايير القانونية عملية التفاوض مع العدو، مستندة الى الإتفاقيات الدولية الناظمة، وهي بوليه نيوكامب وأعالي البحار واتفاقية الهدنة، وبالتالي عدم التفريط بحقوقنا من خلال التمسك بالخط 29 الذي وضعه الجيش اللبناني إستنادًا إلى حقائق قانونية دامغة ودقيقة.. توصلًا إلى حل عادل يحفظ حقوق لبنان الوطنية.

٣- أن تكون تجاربكم المتراكمة بمواجهة هذا العدو، وهي بالقتال احيانًا وكذلك بالتفاوض غير المباشر احيانًا اخرى… نورًا وهاديًا للمفاوض اللبناني بوجه هذا العدو الغاشم..

٤-بما أنّ استحقاقًا ميدانيًا آخذا بالتبلور، مع دخول شركة هاليبرتون الأميركية بمباشرة أعمال الحفر والتمديد في “حقل كاريش”، والذي يملك لبنان أكثر من ثلثيه، فإنكم كقائد للمقاومة وكحامٍ لآمال الشعب اللبناني الموجوع والجائع والمقهور.. مدعوون يا سماحة السيد لتكونوا، كما وعدتمونا دائمًا، في ساح النزال الذي يجبر هذا العدو على التراجع عن مدّ يده إلى ثروة لبنان الوطنية لأن هذا العدو لا يفهم سوى بلغة القوة ونحن نعرف أنكم افضل وأشرف من يمكن ان نُراهن عليه لإرغام هذا العدو لعدم التطاول ومدّ اليد على خيراتنا وثرواتنا وحقوقنا في مياهنا ونفطنا وغازنا.

سماحة السيد نحن نعرف ان السيادة لا تتجزأ، ولا يفُرّط بها، وانما يبذل في سبيلها الدم، على هذا عاهدك الشعب اللبناني، وارتضى قيادتكم المؤتمنة على الحق والمصير وصون الكرامة.

ومن الواضح وحتى إشعارٍ آخر أن الرؤساء الثلاثة قد لا يملكون الحفاظ على ما ضحيت وشعبك من أجله، فلا تختلف السيادة في المياه عن الأرض، والسيادة كالعرض والكرامة، فلا عرض مصانًا جزئيًا، ولا نصف او ربع او ثلث كرامة، إما كرامة، أو لا كرامة.

سماحة السيد؛
عندما اعلنتم انكم ضامنون للحقوق، ولثروات ابنائنا واحفادنا شعرنا بالسعادة والأمان، وعلمنا أن حقوقنا مصانة ولا يفرط فيها. ولكن ما يحصل يثير الريبة، ويجعلنا نشعر بأن الرؤساء الثلاثة ربما يساومون ويبيعون ويشترون على حساب حقوق الوطن والشعب، وكل له أسبابه الخاصة به التي لا تتصل مطلقًا بالسيادة والكرامة، ونحن نشعر بأنهم يهدرون الحقوق وهي ليست من حقهم وإنما من حق الأجيال وحق الامة وكرامة الوطن.

سماحة السيد؛
نحنا ما زلنا نتطلع اليكم لتضربوا يدكم على الطاولة، ولتقول لهم جميعًا وللوسيط المشبوه بشكلٍ صريح وبصوتٍ عالٍ، ان لا مساومة على الحقوق، وان لا تنازل عن ثروات ابنائنا واحفادنا، ولا مساومة على الكرامة والسيادة. واننا نريد حقوقنا حتى آخر قطرة ماء، وآخر نقطة غاز.

التاريخ لن يسامح، ولن يغفر، ولا نظن ان مجاهدا يقبل ان يُسجّلْ في تاريخه المشرف انه صمت او تهاون بسيادة او فرط بحقوق وطن .

نداؤنا لكم يشبه نداء تلك المرأة التي صاحت وامعتصماه، ولكم القرار الذي نثق انه سيضع النقاط على الحروف والأمر في نصابه ولن ينسى لكم الشعب اللبناني بكل مكوناته وشرائحه المخلصة هذا الموقف الذي سيضاف الى مواقف المجد التي عوّدتنا عليها طيلة كل تلك السنوات الماضية من مسيرة نضالك المُشرّفة.

الدكتور طلال حمود

الدكتور طلال حمود - طبيب قلب وشرايين - مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود - دكتوراه دولة في الطب العام، جامعة "غرينويل" فرنسا سنة 1994، إختصاص أمراض القلب والشرايين من جامعة ومستشفيات "غرينويل" و "باريس" في فرنسا ، سنة 1997. - إجازة جامعية في العلوم البيولوجية وعلم الإحصاء من جامعـة "غرينويـل" فرنسا سنة 1996. - شهادات جامعية باختصاص أمراض القلب عند الرياضيين، عمليات التمييل والبالون، التصوير الصوتي للقلب والشرايين وشهادة جامعية في إختصاص القلب الاصطناعي من جامعة ومستشفيات "فرنسا". - دبلوم حول عمليات التمييل والبالون وآخر تقنيات توسيع الشرايين خلال سنتين في معهد طب القلب في "مونتريال" كندا من سنة 1998 حتى سنة 2000. - قام بعدة أبحاث حول أمراض القلب والشرايين عند المصابين بمرض السكري تقنيات توسيع الشرايين بالبالون والراسور، أدوية تخثر الدم، علاج الذبحة القلبية في مستشفيات "باريس" و "مونتريال". - عضو الجمعية الفرنسية والجمعية الكندية لأمراض القلب والشرايين. - عضو فعّالل في الجمعية اللبنانية لأمراض القلب والشرايين حيث قام بتنظيم عدة مؤتمرات وندوات طبية مُتخصّصة في بيروت والمناطق اللبنانية المُختلفة وعدّة ندوات أخرى حول الوقاية من أمراض القلب والشرايين وطرق علاج وأسباب وعوارض هذه الأمراض وقد كان عضو فاعل في الهيئة التنفيذية لهذه الجمعية لفترة اربع سنوات ( 2010-2014) حيث شارك بشكل نشيط جدا في كل النشاطات والمؤتمرات الوطنية والدولية التي نظمتها الجمعية في تلك الفنرة. - يعمل حالياً في عدة مستشفيات مهمة في بيروت والجنوب : مستشفيات : الساحل , رفيق الحريري الجامعي ,بهمن في بيروت , الراعي ومركز لبيب الطبي في صيدا, النجدة الشعبية في النبطية وعمل سابقا في مستشفيات الرسول الاعظم –مركز بيروت للقلب ، جبل لبنان، المشتشفى العسكري المركزي ( بيروت ) ، وفي مستشفى حمود - صيدا. -طبيب مُسجّل ومُعتمد في نقابة الأطباء الفرنسية ويعمل بشكل دائم في عدّة مستشفيات مرموقة في فرنسا بمعدل مرة كل شهرين تقريبا في السنة. - له عدّة مقالات في المجلات الطبية المُتخصصة العالمية حول مواضيع الأبحاث المُشار إليها وعدّة مقالات في الصحف والمجلات اللبنانية الغير مُتخصّصة حول واقع أمراض القلب والشرايين في لبنان وطرق علاجها والوقاية منها وقام بتأليف موسوعة شاملة عن امراض القلب والشرايين تحوي على اكثر من ١٣٧ فصل وتتناول كل ما بمكن ان نريد ان نعرفه عن امراض القلب والشرايين وهو بصدد نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية. -مؤسس ورئيس جميعة عطاء بلا حدود وهي جمعية انسانية, صحية, اجتماعية, ثقافية, تربوية وبيئية تأسست سنة 2005 وتعمل منذ ذلك التاريخ على زرع ثقافة العطاء في المجتمع اللبناني وقامت حتى تاريخ اليوم بتنظيم عدة ايام صحية مجانية شملت اكثر من 70 مدينة وقرية لبنانية وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقد قامت بعدة نشاطات تربوية وبيئية واجتماعية وثقافية متعددة. ولديها مركز رعاية صحية مجانية في الضاحية الجنوبية يؤمن الادوية المزمنة لأكثر من 500 عائلة لبنانية مع مساعدات كثيرة للأخوة النازحين السوريين. -مؤسس ورئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وهو "ملتقى الوطني جامع وعابر للمناطق والأطياف والحدود" والذي كان لي شرف إطلاقه منذ حوالي سنة تحت وهو يضم عدد كبير من الوجوه السياسية والإعلامية والإنسانية والإقتصادية والاكاديمية والادبية ( وزراء حاليين وسابقين ، نواب مدراء عامون، اطباء ، اكاديميين رؤوساء جمعيات ورؤوساء بلديات من مختلف المناطق ، ناشطين في كل مجالات العمل الإنساني ) و التي اغنت كثيرا هذا الملتقى . وهو ملتقى يحاول ان يعمل فقط من اجل الوطن ، الإنسان والإنسانية عبر الإضاءة على كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والصحية والبيئية والثقافية التى يعانى منها لبنان وامتنا العربية والتعاون فيما بيننا من اجل السعي المتواضع لوضع إقتراحات وخطط لحل البعض منها، وليس الغوص في التحاليل السياسية والغرق في مستنقعاتها العميقة الموحلة. ومن المواضيع التي تم التداول بها حتى اليوم : _ الحرية في الرأي والتعبير، مدى تأثيره _ حرية الاعلام ودوره وتأثيره على المجتمع _الثروة النفطية والغاز في لبنان _ قطاع التكنولوجيا وما يحتويه من سلبيات وإيجابيات _ الجرائم الالكترونية _الدين العام وسندات الخزينة الوضع المالي والاقتصادي في لبنان وتأثيراته للمستقبل -سبل مكافحة الفساد في لبنان - خطر وسائل التواصل الإجتماعي على التففك الاسري والإجتماعي - الحروب المائية في المنطقة العربية - اهمية الذكاء الاصطناعي في تطور الطب -تشجيع دور المرأة في الإنخراط في العمل السياسية. -السياسة الروسية في الشرق الاوسط - صفقة القرن وتداعياتها على لبنان -مشكلة النزوح السوري في لبنان ومخاطر التوطين _العلاج الجيني تقدمه ودوره في معالجة الامراض _المشاكل النفسية والانتحار _ ثقافة زراعة ووهب الاعضاء _ موقف الاديان من ذلك_ الاعضاء التي يمكن زرعها..... -قضية مكتومي القيد في لبنان وغيرها وغيرها من المواضيع المهمة التي لا نزال نتناولها بوتيرة موضوع كل ثلاث ايام منذ ستة اشهر تقريبا إضافي الى تنظيم لقاء في دار الندوة حول إيجابات وسلبيات قانون الانتخابات النيابية الجديد بمشاركة الوزيرين مروان شربل وشربل نحاس والاستاذين ربيع هبر ومحمد شمس الدين بحضور عدد كبير من المهتمين وعقدنا لعدة لقاءات تعارفية وتنسيقية بين اعضاء الملتقى وسعينا وتحضيرنا لعدة مؤتمرات وطنية مستقبلية مهمة وعابرة للمناطق والطوائف لأنها تهم كل اللبنانيين. وقد تشكلت هيئة إستشارية للملتقى تضم عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والإعلامية والإقتصادية والتربوية والاكاديمية والإنسانية والإجتماعية والبيئية - حوالي ٢٥ شخصية مرموقة- كلها من المتطوعين المتحمسين لهذا العمل الوطني الجامع- وقد عقدت عدة لقاءات دورية وهي في حالة إنعقاد وتشاور دوري ودائم وقد اقرت ورقة عمل خلفية اولية او ميثاق شرف للملتقى سوف نعرضه عليكم لاحقا بعد الإنتهاء من تنقيح وتشذيب بعض نقاطة وخلاصته اننا نسعى لتكوين بوتقة ( لوبي ضاغط) وطنية جامعة عابرة للطوائف والأطياف والمناطق والزورايب اللبنانية ولاحقا العربية في سبيل تصحيح سير الأمور والسعي لمعالجة كل القضايا الوطنية الملحة وهي متشعبة ومعقدة وخطيرة وتهدد مصير هذا الوطن وإستمراريته مع تفشي ظاهرة الفساد والهدر والمحاصصة وإنعدام حس المسؤولية عند معظم حكام هذا الوطن وغياب اقل مقومات العيش الكريم للمواطن اللبناني والعربي من بنى تحتية اولية وطبابة وتعليم ومؤسسات عادلة ونزيهة تعطي لكل مواطن حقه ولأن الحالة اللبنانية تعم معظم بلادنا العربية التي تتخبط بكل انواع الازمات واخطرها واهمها الإرهاب والتكفير وفساد الطبقة الحاكمة وعدم شعورها وتحملها لآهات وآلام شعوبها. والملتقى ينشط اليوم ويضم حوالى ٨٥٠ شخصية نخبوية من كل الإختصاصات السياسية والإدارية والإقتصادية والمالية والأكاديمية والإجتماعية والإنسانية والفكرية والثقافية موزعة على خمسة مجموعات . وقد نظّم الملتقى حتى اليوم عدة مؤتمرات وندوات مالية وإقتصادية واخرى لها علاقة بسُبل مكافحة الفساد والإصلاح السياسي والإقتصادي والنقدي وآليات وكيفية الإصلاح الدستوري والإداري في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى