ازمة لبنانالاحدث

مناعة القطيع واللبناني اليوم | كتب د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

مهما فعلتم ومهما حاولتم ومهما تلقّحتم فمناعة القطيع واللطف الالهي والوقاية قدر المستطاع ومسار قوانين الطبيعة سيحددون المصير…

انتم لا تقررون شيئًا.

لا منظمة الصحة العالمية تعلم ولا المنظومات الطبية تدري ماهية الفيروس المتحوّر لاحقا وتباعا.

كابوس وجودي لعالم منهمك بتطوير الاسلحة وسرقة ثروات الشعوب اليتيمة.
من انفلونزا الى كوفيد الفا الى بيتا الى دلتا الى اوميكرون الى الفارونا وما بدّلوا تبديلًا.

أأقفلتم الشوارع ام اقفلتم الحدود ،لن تنقذوا طوارىء مستشفيات تئن من رواتب تعيسة ومن قلوب متعبة ومن سياسات صحية فاشلة متراكمة ومخادعة.

العمّ فريد انموذجًا عن نجاحات الدولة وانسانيات الشعب.

كانت الناس بلقاح واحد صارت باثنين وثلاثة وجهابذة الطب تحكي عن رابع.

وحده القائد كوفيد التاسع عشر يعلم.

يعلم في اي مختبر كان ومن اي مختبر هرب وفي جوف اي حيوان نما وترعرع وبين اي مجموعة بشرية اولى انتشر.

وحدها مناعة القطيع خلاص الناس و وحدها الوقاية لمحاولة افلات من رقصة موت يشارك فيها الجميع.

سيعيش من كانت صحّته افضل وأمتن ومناعته اصلية كانتاجات الالمان واليابان وسيغادر المسرح من كانت مناعته من جينات غير اصلية كانتاجات الصين وكوريا والهند و لبنان.

يسقط الان من تناول اللقاح كما يسقط من لم يتناوله.

الطبيعة تحدد نجاة هذا او ذاك بقدر اصالة جهاز مناعته و وعيه بالوقاية.

اعضاءنا ليست اصلية المنشأ، تقليد وتزوير ونسخًا لصورة طبق الأصل عن الاصيل.

معظمنا كوبي-باستcopy-paste كسياساتنا وكسلوكياتنا وككلامنا و كاحلامنا و كنمط عيشنا وككذبنا وكخداعنا وكبرامج الMTV و ال LBC.

سيموت الاضعف وسيعيش الاقوى وتماما كمن يملك مدفعًا اكبر في صراعات الانظمة الرأسمالية.

لن تنفع المصارف ولن تنفع اموال منهوبة وتماما كالقرار الظني لمحقق عدلي خاضع للتفاوض مثل كلمة رئيس الجمهورية الخاضعة للتسويات.

لا فرق بين امراضنا وبين تعاستنا اليومية.

كلنا هاربون من العدالة رغم براءتنا و وحدهم المطلوبون للعدالة حاضرون رغم انهم متهمون.

لا فرق بين مواجهة جائحة و مواجهة فساد ففي الحالتين نحن محكومون بالتسويات لتجنب الاسوأ والاخطر.

خطر حرب اهلية، خطر حرب داخل الطوائف،خطر حرب يفتعلها مجرمون وتماما كما افتعل حريق المرفأ.

وكأن هناك من افتعل حريقا لطمس آثار سرقة.

اقصفت اسرائيل ام كان الانفجار منّا وفينا فالخطر لا يواجه الا بخطر اقوى وباشرس منه.

ربما علاج الكوفيد بتصنيع فيروس مضاد له كما يصنّع الباتريوت ضد الصواريخ الباليستية.

مناعة القطيع تتقدم والقائد كوفيد التاسع عشر يتقدم والفساد والفقر يعمّ البلاد و وزير الصحة د. فراس الابيض يفكر باقفال المؤسسات المقفلة اصلا.

سيقفل وزير الصحة البلد ليسجل لنفسه نجاحا زائفا في منع انتشار الوباء.

كوفيد التاسع عشر يتقدّم والفقر يتقدّم ومجلس الوزراء يبحث عمن يجمعه.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى