يحكمون لبنان، يجعلونه جهنم، ويتحدثون… كمعارضة! | كتب سمير سكاف
المعارضة في لبنان هي شراكة في الحكم!
يعاني أهل السلطة في لبنان من انفصام بالشخصية السياسية (سيكزوفرنيا). فهم حكموا ويحكمون، سيطروا ويسيطرون، أفسدوا ويفسدون، سرقوا ويسرقون، حموا فاسدين ويحمون. وفي النهاية، كلهم معارضون!!! الحكومات حكوماتهم، والوزراء وزراؤهم، والنواب نوابهم، والقضاة قضاتهم، والمسؤولون الأمنيون مسؤولوهم… وكلهم معارضون!
بالله عليكم من تعارضون يا أهل السلطة؟! تتحالفون وتشتكون من بعضكم أمام الشعب. وتتهمون بعضكم. وتصرون على الحكم سوياً. وترفضون الاتيان بأشخاص “أوادم”! وتغسلون أيديكم مما اقترفتموه من معاصي وذنوب. وتبقون في الحكم وفي الحكومة… وتعارضون!
فعندما يطالب، على سبيل المثال، السيد حسن نصرالله بضرورة اتخاذ القرار السياسي للاصلاح لوقف الاحتكار ولتشكيل حكومة… من المقصود؟ والكل حلفاؤه من حركة أمل الى الوزيرين ارسلان وفرنجيه… والى تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري الذي ربط معه النزاع ويشاركه في الحكم مع الحزب الاشتراكي. ولا يعارضه سوى القوات والكتائب من الأحزاب. في حين أن جمهور الثورة ناقم على الجميع! وعندما يقول رئيس الجمهورية وصهره “ما خلونا”. من المقصود؟ والكل حليف أم حليف الحليف. فمع حوالى 30 نائباً و 10 وزراء وعشرات المدراء العامين. “مين يعني ما خلاكن”؟! أما الحكومة فهي نسيت أنها الحكومة. وأن دورها هو أن تأخذ القرارات الصحيحة. وأن اللا قرار هو قرار خاطىء. والرئيس المكلف “ضب قرار التكليف بجيبتو”. وهو في أفضل وضع ممكن في العالم! أي أنه “يكزدر” كرئيس للوزراء ولا يتحمل أي مسؤولية. وعليه، فإن خيار عدم التأليف يخدم مصلحته. فهو يهاجم الباقين كرئيس حكومة ويشد العصب المذهبي، بحماية دستور ناقص. وتبدو خطاباته وكأنها في حملة انتخابية بدأها باكراً! الرئيس نبيه معارض لخلافات عون – الحريري. والوزير فرنجية معارض للرئيس عون وهو في حكومته. والقوات ساهموا في وصول عون وهم يعارضون…كلن يعني كلن يحكمون… على الشعب بالاعدام! وهم حكام ومعارضون!
إن قادة الحكم في لبنان هم فعلياً قادة قطار جهنم. وهم يتأرجحون بين القرارات المذهبية والطائفية وتلك التي تخدم مصالحهم. يصرخون على الشاشات. ينتقدون “الآخرين”. كلهم أصحاب نوايا حسنة! كلهم أصحاب أيادٍ وقلوب بيضاء! كلهم يضحون بكل قدراتهم لمصلحة الوطن! مشكلتهم أن “الحق عالشعب” وأن لا مانع لديهم من تغيير الشعب اذا كان الشعب غير قادر على تغييرهم! واذا كان هناك رسالة للشعب فهي: اذا كان الحكام “معارضون” فأنتم من تعارضون؟! وقد وجب عليكم أن تتوقفوا عن المعارضة وتثوروا ضد الحكام “المعارضون”! في لبنان، المعارضة هي مشاركة، والانتظار هو انتحار!