ازمة لبنانالاحدث

طائرة أو لا طائرة! الصور الروسية تضيء التحقيق وتحدد اتجاهه! | كتب سمير سكاف

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

طائرة أو لا طائرة! تلك هي المسألة!

هل سلمت روسيا لبنان صوراً وحقائق واضحة؟ فإذا فعلت، فإن أبرز التساؤلات لدى الرأي العام سيلقى جواباً، وهو هل كان هناك طائرة (وبشكل خاص اسرائيلية) قصفت العنبر رقم 12؟ لأن معظم الأفلام التي عكست مجريات التفجير جاءت لاحقة له. في حين أن مئات الشهادات الحية أكدت سماعها لأصوات تحليق للطيران قبل الإنفجار بلحظات!

بمعزل عن الاهمال الجرمي الثابت على الأمنيين الرسميين وعلى الوزراء المسؤولين مباشرة عن المرفأ وعن أمنه، وعن الرؤساء المختلفين الذين كانوا يعلمون وعن قيادة حزب الله التي كانت تعلم… فإن الصور الروسية، إذا كانت كافية، يمكنها، وللمرة الأولى أن تثبت أو أن تطيح بوجود أو عدم وجود نية جرمية للتفجير! وأن توضح الأسباب التي أدت الى الانفجار!

هل تفجير المرفأ، ومن ثم بيروت، حادث غير جرمي أو جريمة مخطط لها؟ هذه إحدى أبرز النتائج التي يمكن أن تكشفها الصور الروسية. وهي ستساعد القاضي بيطار على الاسراع بوضعه للتقرير بشأن كيفية حصول التفجير. ومن الطبيعي أنه من حق الرأي العام الاطلاع على بعض الثوابت التي توصل إليها التحقيق، لجهة أسباب وكيفية دخول نيترات الأمونيوم، ولجهة وجهة نقله من المرفأ. فهل كان يُنقل لصالح الدولة السورية ونظام الأسد، أم أنه كان يُنقل لصالح حزب الله، أو (احتمال ضعيف) لمجموعة مضادة للنظام السوري. في كل الأحوال، إن نقل مئات الأطنان من نيترات الأمونيوم الى أي جهة كانت، كان بهدف التصنيع العسكري، وليس بهدف “كومبوستي”، وبالتالي، فإن الابقاء على النيترات في المرفأ، بين المنازل هو جريمة بحد ذاتها!

الصور الروسية ستريح القاضي بيطار بحذف احتمالات عدة وتأكيد احتمالات أخرى وستسمح بتحديد أوضح للفاعلين، جرمياً كان التفجير أم إهمالاً! كما أنها ستوضح واقع الأمر ومراحل الانفجارات المتلاحقة! كما أنها يمكن أن تكشف موقع عدد كبير من الضحايا داخل المرفأ لحظة التفجير.

*هل تكتمل الصورة بالصور الروسية؟*

ما الذي يؤخر الاستخبارات الأميركية والفرنسية تحديداً أن تزود لبنان بصور واضحة من أقمارها الاصطناعية عن كيفية وقوع الانفجار؟! علماً أن هذه الصور إذا ما تمّ تزويد لبنان بها، ستكتمل عندها الصورة بالتكامل مع الصور الروسية!!

فلماذا إذن رفض التعاون الأميركي الفرنسي؟ هل لأن المعلومات التي كشفتها، والتي ترفض الكشف عنها، ستؤدي الى احتمال توريط اسرائيل بطريقة من الطرق؟! أم أن هناك أسباباً أخرى يجهلها الرأي العام؟! ما الذي يمنع تعاون فرنسا والولايات المتحدة مع لبنان في التحقيق؟ وهل تتقاطع مصالحهما مع مصالح اسرائيل، أو حتى مع حزب الله؟

قد تكون الصور الروسية كافية أو غير كافية. لكن ما بعد الصور الروسية لن يكون بالتأكيد كما قبلها!

سمير سكاف، محام وأستاذ جامعي

سمير سكاف، محام وأستاذ جامعي - 35 سنة صحافي في لبنان والعالم. -ناشط ومحلل سياسي. -عضو مؤسس لعدة أحزاب سياسية لبنانية. -أحد أبرز ناشطي ووجوه الثورة. -ناشط اجتماعي وبيئي. -محامي سابق استاذ جامعي في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى