حادثة شويا ليست امراً عابراً، انها اختبار اجتماعي_وطني بسيط جدا وسط طائفة مختلفة عن انتماء مقاومين الا انه اختبار ذو دلالات كبرى.
كيف تبدلت الاحوال لتجعل جمهرة من الناس تصب نار غضبها على اربعة شبان مقاومين محاصرين في سيارتهم بدل تهنىتهم ومساعدتهم على التمويه والاختفاء السريع قبل رصد طيران العدو وقبل ان يرسل عميلا معلومات للعدو.
الحقد؟!
من اين اتى هذا الحقد؟
ما هي اسبابه؟
الحادثة مؤشر شعبي سيء لحركة و واقع المقاومة اليوم.
من يصرّ على خوض غمار السياسة الداخلية عليه ان يتحمل تبعات المواقف الحزبية والطائفية على مشاعر الناس .
لا يمكنك ان تكون حزب الله السياسي في الداخل وفي مكان آخر مقاومة اسلامية .
هل شاخ حزب الله وهل هرم حزبياً وهل اقحم نفسه في وحل السياسة اللبنانية فتورط، محاولا الحفاظ على طهارة حزبه.
مهمة مستحيلة لمقدسين فكيف لحزب.
السياسة الداخلية تدنس المقدسين فكيف بحزب له لون انتماء طائفي فاقع.
حادثة شويا تؤكد ما حذرنا منه مرارا .
هل نحن مراهقون بالسياسة و هل نحن هواة في علم النفس-السياسي-الاجتماعي-الديني…؟
مواقف حزب الله في السياسة الداخلية والسورية تركت اثارا واضحة عند من له رأيا مختلفا ولا يتفق مع حزب الله فكما لحزب الله انتماء طائفي فللآخرين انتماءات وليست اية انتماءات بل انتماءات لها جذورها الدموية المتناقضة في التاريخ…
السياسة الداخلية تخضع للعبة مصالح مالية ولاحتكارات ولصفقات تديرها دولة مالية عميقة برعاية اتحاد برجوازيات الطوائف اي الحكومة.
ليس سهلا ومقنعا ان تدافع عن الدولة السورية التي تركت خلفها اعداء كثر في لبنان.
دخل حزب الله في الدولة اللبنانية والسورية ولم يعد من حرب اهلية-طائفية-نظام-معارضة-سعودية-ايرانية-روسية-اميركية-اسرائيلية-داعشية-تركية…
دخل حزب الله في دهاليز سياسة كل هؤلاء ولم يعد وبقي الحزب متأملا ان تميز الناس من الطوائف الاخرى بين مقاومة وبين حزب الله…
شويا اثبتت ان مزاج الكثيرين من الطوائف الاخرى قد انتقل الى صف الخصم العنيد.
اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الدفاع عن الدولة السورية عسكريا والتي لها الكثير من الاعداء ومن الضحايا في لبنان ، الاصطفافات السياسية الانتخابية، 7 ايار 2008، الخطاب المتارجح بين الوطني تارة والطائفي الشيعي تارة اخرى، الموقف من انتفاضة الخريف و وعد الناس باصلاح الامور ومحاسبة الفاسدين وانقاذ البلاد من ناهبي اموالها في مهلة100 يوم، الموقف الضبابي من تحقيقات المحقق العدلي والذي بدا محاولة لانقاذ متهمين شيعة ،جهد السفارات المعادية لتشويه الحزب، افلاس الدولة، اموال المودعين في المصارف واكثر ارتد موقفا معاديا وكراهية تلقائية على المقاومة .
الفقر عدو اخطر من اسرائيل.
الفقر لا يحب الاخلاق.
على علماء النفس والاجتماع في حزب الله ان يعلموا ان الناس ليست كلها عند مستوى ذكاء مرتفع واحد وعند نمط شخصيات راقية لا تخلط الشخصي بالعام وتميز متى يكون ابن حزب الله حزب الله ومتى يكون ابن حزب الله مقاومة اسلامية…
هل يعتبر الاختلاف مع طبيب او مع مدير في الهيئة الصحية او في مؤسسة الجرحى او اعلامي او صحافي او جار منتم احزب الله ، اختلافاً مع المقاومة الاسلامية؟
حتما لا .
انه اختلاف مع عناصر من حزب الله.
المقاومة مسألة طاهرة مختلفة.
الآخرون لا يميزون والخصوم مقتنعون ان حزب الله يوظف المقاومة في خدمة مفاوضات فيينا من ناحية وفي خدمة سياسة الجمهورية الاسلامية.
تغير مزاج كثيرين.
من يصر على المقاومة عليه الابتعاد عن النزاعات الداخلية والاشتباكات الاقليمية .
من يود المقاومة عليه ان يبقى تنظيما سريا في الداخل وان يعبر عن رأيه عبر حلفاء لا سمة طائفية لهم وان يتمثل بنواب وبوزراء عبر شخصيات وطنية مستقلة مقاومة…
من لا يجد في حادثة شويا صورة طبق الاصل عن حادثة الجميزة مع ابناء “جمول” مخطىء.
حتماً في شويا ابطال وشرفاء وشهداء يكبر فيهم الوطن .
من لا يجد علاقة بين المزاج العدواني للبعض في شويا وبين الموقف المتقهقر من محاربة الفساد والدولة المالية-الادارية العميقة مخطىء.
على علماء النفس والاجتماع في حزب الله ان يقرؤوا جيدا حادثة شويا كما عليهم البحث عن سبب ازدياد اعداء الحزب.
دروز كثر يكرهون ال الاسد ليقينهم انهم من اغتالوا السيد كمال جنبلاط وهم يكرهون من يدافع عن سوريا.
من يبعد الاصدقاء ويحوّلهم لمنزعجين؟
نحن لا نجيد التصفيق بل نجيد الاشارة للخطأ…
اقول كلامي هذا مستغفرا الله لي ولكم فإن اصبت فأجري مجانا عندالله وان فشلت فلا أجر لي سوى التفكير الخاطىء على نية حسنة…
قاتلوا العدو الاصيل لا الوكلاء.