ازمة لبنانالاحدث

حاكمٌ متفانٍ يعمل يوم الأحد | بقلم د. أحمد عياش

ليس السؤال كيف هبط سعر الدولار الاميركي ولا غاز استخرجنا ولا نفط بعنا ولا الاقتصاد نهض انما السؤال كيف يصدر تعميم من مصرف لبنان في يوم عطلة رسمية بعد قداس الأحد.

وكأن الحاكم بأمر المال يعمل بلا عطل رسمية.

قبل اسبوعين كتبنا ان الحاكم وبعد لقائه وفدا اقتصاديا ومصرفيا كرر عبارته اللعينة ان الليرة بخير فقلنا انه اما مفصوم عن الواقع ومجنون او انه يقوم بعمل وطني جبار نجهله.

الراي الثالث قاله صديق اقتصادي انه خائن مال.

وهبط سعر الدولار.

هبط في يوم احد بعد قداس الهي…

كنا بحاجة لإله.

هي الدولة المالية العميقة التي تقرر طريق عذاباتنا وطريق نجاتنا.

يبدو انها كانت حربا شعواء ضد منظومة سياسية حالمة بدل ان تقطع رأس التنين حاولت مشاركة اللصوص برأسمالهم الحرام.

بدل مواجهة الرأسمالية الحرام ارادوا مشاركتها بالغنائم.

لو واجهوا لقتلها لانتصروا.

اليمين لا ينتج حلولا لصالح الشعب بل لصالح الثروات.

و كانت الحرب المالية_المصرفية_الاقتصادية وانتصر الفاسدون وانتصر الانذال .

انتصر الاشرار.

لا يربح الاخيار ابدا لأنهم لا يقتلون ولا يذبحون ولا يهوون ابادة الناس بمجزرة مالية.

إنها رسالة لمن لم يفهم بعد انّ النضال الوطني مسخرة وان التضحيات الوطنية مهزلة.

نفتقد قيادات ثورية لا ترحم.

وحده الرأسمال الحرام يحكمنا بدعس رقابنا.

كنّا قد تأملنا ان النهايات ستحصل بمشانق وبمقاصل وباعدامات بالرصاص الا ان النهايات بدأت بترسيم حدود بحرية وبصفقات سرية بين رافضة وناصبة وبين شيطان اكبر ومؤمن اقوى.

بين رأسمالية عالمية جائعة وبين راسمالية لا تشبع.

لم يحضر المئة فارس ملثم وشجاع لأن العقل الفدائي اللبناني بأزمة، يفضل الانتحار والغرق في البحر والموت قهرا وجوعا على اعلان حالة طوارىء ومنع تجوّل لكل انذال الدولة المالية العميقة.

لم تصدر فتوى باغتيال نءل مالي واحد انما في الماضي صدرت فتاو لاغتيال شخصيات جامعية.

العقل الفدائي في ازمة لأن عقل القيادات الوطنية اليسارية جبانة.
متقاعسة.

خائفة.

مترددة.

تخاف السجن والموت عند فشل التجربة الثورية.

كان على القيادات الوطنية الثورية ان تكون ستالينية لا غوربتشوفية.

لا ينفع الغزل مع هؤلاء الاشرار.

لم يخرج جورج …من سجنه بلا اعتذار.

نحن بحاجة لشخصية شبيهة بشخصية جورج.

مات علي شعيب ولم يتكاثر.

مات معروف سعد .

مات كمال جنبلاط ولم يتقمص عقله احد.

لو كان عماد مغنية حيّا لربما كان للشارع رأي آخر.

نحن بحاجة لعقل عماد.

حتى عقل حزب الله في مواجهة انذال الداخل جبان.

عندما نوجه ملاحظاتنا لحزب الله فنحن لا نقصد المقاومة الاسلامية ،نحن لا نخطىء البوصلة ابدا.

حزب الله متهم بسوء ادارة الصراع في الداخل.

نقول حزب الله لانه الحزب الحقيقي الوحيد القادر فعلا في الساحة .
لن نكتب اكثر.

مات عقل الفدائي اللبناني.

مات كل رفاق علي شعيب.

اقتنعت ان الخوارج كانوا حركة سياسية مظلومة سئموا من الجميع.

سنعيد كتابة التاريخ.

نفتقد بقوة لعقل عماد مغنية ولشخصية جورج … ولرصاصات مازن عبود.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى