تعملُق التنين وتقزُّم الدب … الصورة حينما تنقلب!! | بقلم الكاتب السياسي مجدي منصور
الكاتب السياسي مجدي منصور يكتب عن انقلاب الصورة
منذ أيام أعلن المتحدث باسم الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين طالب نظيره الصيني شي جين بينج بالوقوف خلف بلاده في حربها ضد الامبريالية الغربية ومساعدتها على الانتصار في تلك الحرب التى تمثل كل من يريد أن يقف في وجه الاستبداد الغربي”.
تذكرت بعدها، عندما جاء زعيم الصين الكبير وقائد ثورتها “ماو تسي تونج” لمقابلة رجل الاتحاد السوفيتي الحديدي “جوزيف ستالين” رفع ماو وقتها شعار (بأن الشراكة في العقيدة تساوى الشراكة في التقدم).
وطالب ماو وقتها ستالين بأن يعطى الاتحاد السوفيتي عدداً من الأسرار الصناعية، وأن يزيد الاتحاد السوفيتي المساعدات المقدمة للصين حتى تستطيع الصين الوقوف على قدميها.
وهنا توقف ستالين يعيد تقليب الأمور، لأنه كان يعرف صعوبة دفع دولة المليار نسمة للأمام وتكلفة ذلك على الاقتصاد السوفيتي، في ظل معاناة سوفيتية وقتها.
وجاءت الطامة الكبرى والتي حدثت بعدها القطيعة بينهم، عندما طلب ماو من ستالين اعطاء الصين سر السلاح النووي!!
ومن هنا كان الشقاق الذي تبعه الفراق بين الصين والاتحاد السوفيتي، والذي قسم الكتلة الشيوعية وقتها من القلب.
وكان ستالين يقول لمساعديه “هؤلاء الصُفر سيأكلون العشب والحشرات بعد أن ألقينا بهم خلف ظهورنا”.
كان ذلك في أربعينات القرن الماضي، أما اليوم فإن الدب الروسي المترنح اليوم يطلب من التنين الصيني الراسخة أقدامه بالوقوف خلفه في حربه ضد الامبريالية.
ويوماً من الأيام، قال زعيم الاتحاد السوفيتي الأسبق “نيكتا سرجفتش خروتشوف” للزعيم القومي العربي “جمال عبد الناصر“:
«لا يخدعكم زعماء الصين بكلامهم عن الثورة المستمرة. هم أول من يُدرك ضرورات الحذر وسط الأجواء الدولية المكفهرة رغم كل محاولتنا لتخفيف حدة توترها. والدليل على أنهم يفهمون ويحاولون توريط الآخرين فقط هو الطريقة التي تعاملوا بها مع الأمريكيين عندما بدأوا في ضربهم بالمدافع على جرز “كيومي” و “ماتسوى”. كانوا يردون على المدافع الأمريكية بالإنذارات الشفوية (كان ذلك وقت حرب فيتنام).
ويكمل خروتشوف قائلاً لعبد الناصر: لقد بعثت لماوتسي تونج أقول له:
«إن حالك مثل حال زوج يضبط زوجته كل يوم في الفراش مع رجل غريب وهو في كل مرة يهددها بالطلاق لكنه لا يفعل».
لكن اليوم لا يوجد في الكرملين “نيكتا سرجفتش خروتشوف”، بل ” فلاديمير وفيتش بوتين”، ولا يوجد في بكين “ماو تسي تونج” بل رجل حديدي ذو ملامح جامد اسمه “شي جين بينج”.
وتلك هى إرادة الشعوب حينما تصادف قدرة الحُكام، وهو نفس الفارق بين فضيلة القرار وشجاعة القرار الذي تحدث عنه بعض القادة العرب في لحظة تجلى من تجلياتهم!